تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح الحديث : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ز... - ابن عثيمينالشيخ :  كنا نقول في حياة النبي صلى الله عليه وسلم السلام عليك أيها النبي فلما مات قلنا السلام على النبي  فهذا من اجتهاده رضي الله عنه لكنه اجتهاد مجانب...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح الحديث : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مغيرة حدثنا شقيق بن سلمة قال قال عبد الله كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فنقول السلام على الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : كنا نقول في حياة النبي صلى الله عليه وسلم السلام عليك أيها النبي فلما مات قلنا السلام على النبي فهذا من اجتهاده رضي الله عنه لكنه اجتهاد مجانب للصواب الصواب أن نقول ما أمرنا به الرسول فنقول السلام عليك أيها النبي ولم يقل إلا إذا مت لم يستثن ثم إنه قد روى الإمام مالك في الموطأ بسند صحيح أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب خطب الناس يعلمهم التشهد فقال : التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته خطب ذلك في خلافته بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام وعمر أعلم من ابن مسعود رضي الله عنه وقاله بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليه أحد وبهذا يكون قول عبد الله بن مسعود : كنا نقول من باب الاجتهاد الذي اجتهده رضي الله عنه ولكن الصواب ما دل عليه الحديث وما تحدث به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته هنا أطلق النبي وأراد به النبي الرسول لأن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي رسول أعرفتم من أين عرفنا أنه نبي رسول من أدلة أخرى واضحة أنه نبي وأنه رسول ولهذا نرى الله عز وجل يطلق وصف النبي على من هو نبي رسول واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا واذكر في الكتاب ادريس إنه كان صديقا نبيا والأمثلة كثيرة فإن قال قائل : ماذا تقولون في الحديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقول إذا آوى إلى فراشه ومنه : ونبيك الذي أرسلت فقال البراء لما أعهادها على الرسول : وبرسولك الذي أرسلت فقال : لا ونبيك الذي أرسلت فالجواب عن هذا من وجهين : الوجه الأول : أن دلالة الرسالة على النبوة دلالة التزام لأنه لا يمكن أن يكون رسولا حتى يكون نبيا وجمع النبوة مع الرسالة دلالة مطابقة لأنهوصفه بالوصفين النبي والذي أرسلت وصفه بالنبوة والرسالة والوجه الثاني : أنه إذا قال وبرسولك الذي أرسلت فإنه لا يخرج بذلك الرسول الملكي مثل جبريل فإن جبريل رسول أرسله الله لكن إذا قال بنبيك الذي أرسلت خرج الرسول الملكي تعين أن يكون المراد بالرسول من البشري وهو محمد صلى الله عليه وسلم السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ثلاث هدايا للرسول صلى الله عليه وسلم وهي لنا أو لا ؟ للجميع دعونا له بالسلام والرحمة والبركة الرحمة ما يحصل بها المطلوب رحمة الله يحصل بها المطلوب، البركة ينتشر بها المطلوب والخير، تدعو للرسول صلى الله عليه وسلم بالرحمة وبالبركة والبركة تشمل بالبركة عليه وعلى آثاره وسنته عليه الصلاة والسلام وهذا هو الواقع يعني قد أجاب الله الدعاء ولكن ندعوا بذلك تحقيقا للمستقبل فإن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أبرك الرسالات وأعمها وأشملها ملايين الملايين من البشر كلهم له وبركاتها كثيرة معروفة لمن اتبع التاريخ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين جاء حقنا نحن فحق الله مقدم على حقنا وحق الرسول مقدم على حقنا ثم حقنا بعد ذلك إذن فحق رسول الله علينا أعظم من حق أنفسنا علينا وحق الله فوق ذلك، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وانظر حسن هذا التعليم لما جاء الدعاء العام غير الخاص بالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نبدأ بأنفسنا علينا وعلى عباد الله الصالحين وهنا قال علينا بالجمع ومقام الدعاء مقام ذل وخضوع ونا تدل على التعظيم فكيف جاءت بصيغة التعظيم ؟ نقول : جاءت بصيغة التعظيم لأن المراد بها علينا معشر أمة محمد بقرينة قوله : السلام عليك أيها النبي وهو مرسل للأمة فيكون المعنى السلام علينا معشر هذه الأمة المتبعة لمن ؟ للنبي صلى الله عليه وسلم فضمير الجمع هنا ليس للتعظيم ولكن يراد به حقيقة الجمع وقيل المراد السلام علينا معشر المصلين وهذا يصح إذا كنا في جماعة لكن إذا لم نكن في جماعة لا يصح وعلى هذا فالمعنى الأول أصح، وعلى عباد الله الصالحين المراد بالعباد هنا عبودية الذل والخضوع الشرعي لأن عبوديتنا لله عز وجل قسمان عبودية تتضمن الذل والخضوع الكوني وهذه عامة للإنسان والحيوان وكل شيء حتى الكافر عبد لله إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا وعبودية ذل وخضوع شرعي وهذه خاصة بالمؤمنين ولهذا قيدت بقوله : وعلى عباد الله الصالحين والصالح هو الذي صلح أمره ولم يعتريه فساد فإن كان عمله خالصا لله متبعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتضمن هذا أن يقوم هذا العبد بحق الله وحق عباده ولهذا فسر بعضهم الصالحين بأنهم الذين قاموا بحق الله وحق عباده. طيب هذا عباد الله الصالحين مفرد أم جمع ؟ عباد الله جمع مضاف يفيد العموم والذي وضع لنا هذه القاعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وضع لنا أن الجمع المضاف للعموم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال : فأنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض إذا فللعموم صيغة العموم له صيغة بل له صيغ بل بعض الأصوليين قال لا صيغة للعموم وهذا غلط بل العموم له صيغة وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشهد الشهادة تكون بالرؤية الحسية يعني بما يدرك بالحس تقول أشهد على فلان أنه قال كذا أنه فعل كذا وهنا المراد بالشهادة اليقين التام لكن لما كان يقينا تاما صار كأنه مشهودا. أشهد أن لا إله إلا الله وقول: أن لا إله إلا الله إله بمعنى مألوه أي لا معبود إلا الله، أشهد أن لا معبود إلا الله ومعلوم أننا لو أخذنا بهذا الظاهر لأدى ذلك إلى الكفر كيف؟ لأن فيه أصناما تعبد وتسمى آلهة فإذا قلنا لا إله إلا الله صار كل ما يعبد فهو الله واضح ولا لا ؟ ولهذا يتعين أن نقول خبر لا النافية محذوف تقديره لا إله حق إلا الله يتعين هذا فإذا كان الخبر تقديره زال الاشكال لأن الآلهة التي تعبد من دون الله باطلة ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل طيب رأينا من قدرها من العلماء بقوله : لا إله موجود إلا الله وهذا غلط هذا يرد عليه الاشكال الذي سبق أليس كذلك ؟ ولهذا نقول أن هذا التقرير خطأ والصواب ما ذكرنا لا إله حق إلا الله، فإذا قال قائل لماذا لم تجعلوا لفظ الجلالة الله هو خبر لا لأن الأصل عدم التقدير قلنا هذا لا يصح لفظا ولا معنى أنت فاهمين الآن مفهوم يعني لو قال قائل لماذا لم تجعلوا الله هو الخبر كما لو قلت : لا قائم إلا رجل مثلا قلنا لا هذا لا يصح لا لفظا ولا معنى أما كونه لا يصح لفظا فإن لا النافية لا تعمل إلا في النكرات قال ابن مالك :
" عمل إن اجعل للا في نكرة ".
ولو قلنا إن لفظ الجلالة الله هو الخبر لأعملناها في المعارف وهذا لا يصح، الوجه الثاني المعنوي أننا إذا قلنا لا إله إلا الله ورد علينا الاشكال الذي ذكرناه أولا وهي الأصنام المعبودة والتي تدعى آلهه أن تكون هي الله وهذا لا يستقيم وأشهد أن محمدا عبده ورسوله كلمة محمدا هنا علم على محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي عليه الصلاة والسلام عبد الله ورسوله وهذه العبودية أخص العبوديات يعني عبودية شرعية خاصة بمحمد عليه الصلاة والسلام أبو بكر عبد الله لكن ليست عبودية أبي بكر ليست كعبودية رسول الله صلى الله عليه وسلم عبودية الأنبياء عبودية خاصة هي أخص العبوديات ورسول رسول رب العالمين، ورسول بمعنى مرسله إلى الثقلين الإنس والجن.

Webiste