باب : قول الله تعالى : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : باب قول الله تعالى : إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين .
حدثنا عبدان عن حمزة عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم .
الشيخ : باب قول الله تعالى : إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، أنا عندي نسخة لكن الظاهر ما هي صواب النسخة الأصلية التي عندي أنا الرزاق ونسخة عندي إن الله هو الرزاق وهذه أصح، إن الله هو الرزاق أصح إن الله هو الرزاق الرزاق صيغة مبالغة من الاسم وهو العطاء الرزق هو العطاء ومنه قوله تعالى : فارزقوهم منه أي أعطوهم منه وجاءت بصيغة المبالغة لأحد وجهين : إما لأنها من باب النسبة وأن الرزق وصف لازم لله وإما للمبالغة الدالة على الكثرة وذلك لكثرة من يرزقه الله عز وجل ولكثرة رزقه عز وجل فالرزاق إذن على وزن فعال يحتمل أن تكون للنسبة ويحتمل أن تكون للمبالغة لأن فعال تكون للنسبة كالنجار والحداد وأِبه ذلك، وتكون للمبالغة فإذا كانت للنسبة فيعني أن الله موصوف بهذه الصفة وإذا كانت للمبالغة فالمعنى كثرة من يرزقهم الله عز وجل وكثرة رزقه الذي يعطيه وقوله : هو الرزاق هو ضمير فصل يدل على الحصر فالرزاق بصيغة المبالغة لا تكون إلا لله أما الرازق أو رزق يرزق فتكون لله وللمخلوق وقوله : ذو القوة ذو بمعنى صاحب والقوة هي الفعل بلا ضعف وليست هي القدرة لأن القدرة الفعل بلا عجز والقوة الفعل بلا ضعف والدليل قوله تبارك وتعالى : الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ولم يقل ثم جعل بعد ضعف قدرة، وقال عز وجل : وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا قال : ليعجزه ثم قال : كان عليما قديرا ولم يقل عليما قويا لأن العجز ضده القدرة، والضعف ضده القوة، طيب أيهما أكمل القدرة أو القوة ؟ القوة أكمل ويظهر ذلك بالمثال لو قيل لك احمل هذا الحجر فأردت أن تحمله فعجزت أن تقله عن الأرض فأنت الآن غير قادر أليس كذلك غير قادر ما تقدر، ولو قيل لك احمل هذا الحجر فحملته لكن بمشقة فأنت الآن قادر غير قوي ولو قيل لك احمل هذا الحجر فحملته بسهولة حتى رفعته إلى فوق فأنت الآن قوي إذن القوة أكمل من القدرة لأن كل قوي قادر وليس كل قادر قويا، ما الذي يقابل القوة ؟ الضعف لهذا تقول فلان قوي غير ضعيف ولا تقول فلان قوي غير عاجز وتقول فلان قادر غير ولا غير ضعيف؟ غير عاجز. هذا فرق بين القوة والقدرة، فرق آخر أن القوة تكون في الحيوان والجماد، والقدرة تكون في الحيوان فقط عرفتم، تقول هذا الحديد قوي ولا لا ولا ما تقول هذا حديد قوي، هذا حديد قادر لا تقول، إذن لا يوصف بالقدرة إلا ما كان ذا روح، طيب تقول الفيل قوي أو تقول قادر، كلاهما. الإنسان قوي أو قادر، كلاهما . وقوله عز وجل : المتين أي الشديد القوة هذا معنى المتين فهو ذو قوة شديدة ذو القوة المتين في هذه الآية من أسماء الله ثلاثة ما هي ؟ الله والرزاق والمتين، وفيها من صفات الله أربعة الألوهية والرزق والقوة والمتانة، ثم جاء المؤلف رحمه الله بحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا أحد إن شاء الله يأتي الكلام عليه.
كلام صاحب الفتح في تفسير الرحمة أنها إرادة الإنعام أو إرادة الإحسان أو الإنعام نفسه أو الإحسان نفسه وهذا تحريف للرحمة عن معناها الحقيقي لأن الرحمة صفة تتعلق بالراحم لكن هم أعني الأشاعرة وأشباههم لا يثبتون من الصفات إلا ما دلت عليه عقولهم وينكرون من الصفات ما لم تدل عليه عقولهم وإن كان العقل يدل على أنها ثابتة لله عز وجل فالرحمة ينكرون أن يوصف الله بها يقول لأن الرحمة رقة ولين والله عز وجل يقول : ذو القوة المتين وحينئذ تفسر الرحمة بأنها إرادة الإنعام أو الإنعام نفسه أما تفسيرها بالإنعام عندهم فظاهر لأن الإنعام نعمة منفصلة بائنة عن الله والإرادة ثابتة عندهم لا ينكرونها ولكننا نقول هذا تحريف للكلم عن مواضعه لأن الإرادة إرادة الإنعام أو الإنعام تكون بعد الرحمة فالإرادة مترتبة على الرحمة لأن الرحيم هو الذي يريد الإنعام والإحسان فتفسير الرحمة بما كان من آثارها تحريف للكلم عن مواضعه ولهذا نقول نحن نثبت أن لله سبحانه رحمة يرحم بها من يشاء وأن هذه الرحمة إذا كانت رقة في المخلوق فإنها لا تكون كذلك في الخالق لأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - يرحمك الله - على أننا لا نسلم لهم أن الرحمة رقة فقد يكون الرجل القوي الشجاع أو السلطان القوي النافذ أمره يكون رحيما ولا يقتضي ذلك شيئا ينقص من سلطته قدرته وقوته، أما الحديث الباقي وهو في تفسير قوله .
السائل : ... .
الشيخ : نحن قلنا أنه قاله في الفتح ناقلا أو ذاكرا أو مقرا هو أراني إياها الآن عندك هي، على كل حال معروف مذهب الأشاعرة هو هذا، أنهم لا يؤمنون أن لله رحمة مع العلم بأنهم يقولون الدليل العقلي على الإرادة هو التخصيص هذا هو الدليل العقلي ثم لا يستدلون عقلا على الرحمة بما ينعم الله به على العباد، المطر والنبات والصحة والأمن من آثار الرحمة وكونه من آثار الرحمة يدركه كل أحد حتى العامي، العامي إذا خرج من بيته ورأى المطر قال هذا من رحمة الله، لكن العامي لا يدري أن السماء والأرض والجبال والمخلوقات أنها تدل على الإرادة وهذا من الغرائب، مما يدلك على أن الإنسان إذا اعتمد على عقله ضل.
السائل : ... .
الشيخ : لا هو أحيانا ينقل ويرد أنا قرأت كم صفحة من أول كتاب التوحيد ينقل ويرد إما بنفسه ولا ينقل عن غيره الرد فإذا لم يرد معناه أنه مقر.
حدثنا عبدان عن حمزة عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم .
الشيخ : باب قول الله تعالى : إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، أنا عندي نسخة لكن الظاهر ما هي صواب النسخة الأصلية التي عندي أنا الرزاق ونسخة عندي إن الله هو الرزاق وهذه أصح، إن الله هو الرزاق أصح إن الله هو الرزاق الرزاق صيغة مبالغة من الاسم وهو العطاء الرزق هو العطاء ومنه قوله تعالى : فارزقوهم منه أي أعطوهم منه وجاءت بصيغة المبالغة لأحد وجهين : إما لأنها من باب النسبة وأن الرزق وصف لازم لله وإما للمبالغة الدالة على الكثرة وذلك لكثرة من يرزقه الله عز وجل ولكثرة رزقه عز وجل فالرزاق إذن على وزن فعال يحتمل أن تكون للنسبة ويحتمل أن تكون للمبالغة لأن فعال تكون للنسبة كالنجار والحداد وأِبه ذلك، وتكون للمبالغة فإذا كانت للنسبة فيعني أن الله موصوف بهذه الصفة وإذا كانت للمبالغة فالمعنى كثرة من يرزقهم الله عز وجل وكثرة رزقه الذي يعطيه وقوله : هو الرزاق هو ضمير فصل يدل على الحصر فالرزاق بصيغة المبالغة لا تكون إلا لله أما الرازق أو رزق يرزق فتكون لله وللمخلوق وقوله : ذو القوة ذو بمعنى صاحب والقوة هي الفعل بلا ضعف وليست هي القدرة لأن القدرة الفعل بلا عجز والقوة الفعل بلا ضعف والدليل قوله تبارك وتعالى : الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ولم يقل ثم جعل بعد ضعف قدرة، وقال عز وجل : وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا قال : ليعجزه ثم قال : كان عليما قديرا ولم يقل عليما قويا لأن العجز ضده القدرة، والضعف ضده القوة، طيب أيهما أكمل القدرة أو القوة ؟ القوة أكمل ويظهر ذلك بالمثال لو قيل لك احمل هذا الحجر فأردت أن تحمله فعجزت أن تقله عن الأرض فأنت الآن غير قادر أليس كذلك غير قادر ما تقدر، ولو قيل لك احمل هذا الحجر فحملته لكن بمشقة فأنت الآن قادر غير قوي ولو قيل لك احمل هذا الحجر فحملته بسهولة حتى رفعته إلى فوق فأنت الآن قوي إذن القوة أكمل من القدرة لأن كل قوي قادر وليس كل قادر قويا، ما الذي يقابل القوة ؟ الضعف لهذا تقول فلان قوي غير ضعيف ولا تقول فلان قوي غير عاجز وتقول فلان قادر غير ولا غير ضعيف؟ غير عاجز. هذا فرق بين القوة والقدرة، فرق آخر أن القوة تكون في الحيوان والجماد، والقدرة تكون في الحيوان فقط عرفتم، تقول هذا الحديد قوي ولا لا ولا ما تقول هذا حديد قوي، هذا حديد قادر لا تقول، إذن لا يوصف بالقدرة إلا ما كان ذا روح، طيب تقول الفيل قوي أو تقول قادر، كلاهما. الإنسان قوي أو قادر، كلاهما . وقوله عز وجل : المتين أي الشديد القوة هذا معنى المتين فهو ذو قوة شديدة ذو القوة المتين في هذه الآية من أسماء الله ثلاثة ما هي ؟ الله والرزاق والمتين، وفيها من صفات الله أربعة الألوهية والرزق والقوة والمتانة، ثم جاء المؤلف رحمه الله بحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا أحد إن شاء الله يأتي الكلام عليه.
كلام صاحب الفتح في تفسير الرحمة أنها إرادة الإنعام أو إرادة الإحسان أو الإنعام نفسه أو الإحسان نفسه وهذا تحريف للرحمة عن معناها الحقيقي لأن الرحمة صفة تتعلق بالراحم لكن هم أعني الأشاعرة وأشباههم لا يثبتون من الصفات إلا ما دلت عليه عقولهم وينكرون من الصفات ما لم تدل عليه عقولهم وإن كان العقل يدل على أنها ثابتة لله عز وجل فالرحمة ينكرون أن يوصف الله بها يقول لأن الرحمة رقة ولين والله عز وجل يقول : ذو القوة المتين وحينئذ تفسر الرحمة بأنها إرادة الإنعام أو الإنعام نفسه أما تفسيرها بالإنعام عندهم فظاهر لأن الإنعام نعمة منفصلة بائنة عن الله والإرادة ثابتة عندهم لا ينكرونها ولكننا نقول هذا تحريف للكلم عن مواضعه لأن الإرادة إرادة الإنعام أو الإنعام تكون بعد الرحمة فالإرادة مترتبة على الرحمة لأن الرحيم هو الذي يريد الإنعام والإحسان فتفسير الرحمة بما كان من آثارها تحريف للكلم عن مواضعه ولهذا نقول نحن نثبت أن لله سبحانه رحمة يرحم بها من يشاء وأن هذه الرحمة إذا كانت رقة في المخلوق فإنها لا تكون كذلك في الخالق لأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - يرحمك الله - على أننا لا نسلم لهم أن الرحمة رقة فقد يكون الرجل القوي الشجاع أو السلطان القوي النافذ أمره يكون رحيما ولا يقتضي ذلك شيئا ينقص من سلطته قدرته وقوته، أما الحديث الباقي وهو في تفسير قوله .
السائل : ... .
الشيخ : نحن قلنا أنه قاله في الفتح ناقلا أو ذاكرا أو مقرا هو أراني إياها الآن عندك هي، على كل حال معروف مذهب الأشاعرة هو هذا، أنهم لا يؤمنون أن لله رحمة مع العلم بأنهم يقولون الدليل العقلي على الإرادة هو التخصيص هذا هو الدليل العقلي ثم لا يستدلون عقلا على الرحمة بما ينعم الله به على العباد، المطر والنبات والصحة والأمن من آثار الرحمة وكونه من آثار الرحمة يدركه كل أحد حتى العامي، العامي إذا خرج من بيته ورأى المطر قال هذا من رحمة الله، لكن العامي لا يدري أن السماء والأرض والجبال والمخلوقات أنها تدل على الإرادة وهذا من الغرائب، مما يدلك على أن الإنسان إذا اعتمد على عقله ضل.
السائل : ... .
الشيخ : لا هو أحيانا ينقل ويرد أنا قرأت كم صفحة من أول كتاب التوحيد ينقل ويرد إما بنفسه ولا ينقل عن غيره الرد فإذا لم يرد معناه أنه مقر.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى:" والله على كل شيء قدير " و... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( الله لطيف بع... - ابن عثيمين
- تتمة شرح المصنف وقوله :قوله : ( إن الله هو ا... - ابن عثيمين
- ما حكم التسمية بأم رزاق؟ - ابن باز
- معنى حديث: (إن هذا الدين متين) - ابن عثيمين
- وهو القوي له القوى جمعا تعا***لى رب ذي الأكو... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ما أريد منهم من رزق وما أ... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول المصنف :وقوله (........ما شاء ا... - ابن عثيمين
- ذو القوة المتين ) - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :وقوله : ( إن الله هو الرزاق... - ابن عثيمين
- باب : قول الله تعالى : (( إن الله هو الرزاق... - ابن عثيمين