تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب : قول الله تعالى : (( ويحذركم الله نفسه... - ابن عثيمينالقارئ : باب قول الله تعالى :  ويحذركم الله نفسه  وقوله جل ذكره :  تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك  .الشيخ : هذا أيضا من صفات الله عز وجل النفس والب...
العالم
طريقة البحث
باب : قول الله تعالى : (( ويحذركم الله نفسه )) . وقوله جل ذكره : (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : باب قول الله تعالى : ويحذركم الله نفسه وقوله جل ذكره : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك .

الشيخ : هذا أيضا من صفات الله عز وجل النفس والبخاري رحمه الله من فقهه أتى به بعد ذكر الباب الذي فيه الذات ليبين رحمه الله أو ليشير إلى أن الذات بمعنى النفس ونفس الشيء هو الشيء فقوله تعالى : ويحذركم الله نفسه أي يحذركم إياه وليس النفس شيئا آخر والله شيء آخر الله هو النفس وكذلك تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أي تعلم ما عندي أنا في نفسي ولا أعلم ما في نفسك فليست النفس صفة زائدة على الذات بل هي الذات نفسها ومن ذلك قول الله تعالى : ويقولون في أنفسهم هل المراد أنفسهم شيء آخر غير ذواتهم لا هي ذواتهم وعلى هذا النفس بمعنى الذات ويحذركم الله نفسه يعني يحذركم إياه ويدل على ذلك قوله تعالى وإياي فارهبون وإياي فاتقون وما أشبه ذلك.
القارئ : حدثنا عمرو بن حفص بن غياث.

الشيخ : وفي قوله تعالى : ويحذركم الله نفسه دليل على أن الإنسان يجب أن يحذر ممن ؟ من الله عز وجل لا يحذر منه ظاهرا فقط بل ظاهرا وباطنا فيما يقول وفيما يفعل وفيما يضمر علنا أو سرا لأن الله عز وجل يقول : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه رزقنا الله وإياكم اليقين إذا علم الإنسان هذا وأيقن فإنه سوف يخشى ربه عز وجل ويخاف أن يقع في محارمه ويحذر ويحذركم الله نفسه وقال : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك القائل عيسى بن مريم يقول لله عز وجل يوم القيامة : وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك تنزيها لك أن أقول مثل هذا الكلام ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ولما نفى أن يكون قاله بين ماذا قال لهم : ما قلت إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت شهيدا عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد وأتباع عيسى النصارى اليوم الذين يدعون أنهم أتباع عيسى هم كاذبون يقولون إن الله ثالث ثلاثة وعيسى قد قال لهم : أن اعبدوا الله ربي وربكم لكن هم يعبدون الآن عيسى وأمه والرب ثلاثة أقانيم عندهم بل بعضهم يعبد الصليب وهذا من سفههم وضلالهم الصليب في الأصل خشبة مصلوب عليها على ما زعموا عيسى عليه الصلاة والسلام والعقل يقتضي أن الواحد منهم الذي يتبع عيسى ويحب عيسى يقتضي أنه إذا رأى الصليب كسره أليس كذلك لأنه إذا كان يحب عيسى هل يحب العمود الذي صلب عليه ولا يكرهه ؟ يكرهه مقتضى العقل أن يكسر الصليب لأنه على زعمهم صلب عليه نبي ونحن نبرئ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ونشهد أنه عبد الله ورسوله من أن يكون صلب وأن الله سبحانه وتعالى نزهه عن ذلك ولما هموا بقتله وصلبه رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم سبحان الله العظيم أصل ضلالهم مبني على شبهة شبه لهم رجل بأنه عيسى فقتلوه وصلبوه وقالوا هذا عيسى وليس الذي قتله أيضا النصارى الذي قتله اليهود على زعمهم والذي صلبه اليهود على زعمهم ومع ذلك فقد قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض شفت كيف كانوا أولياء بعض وهم أعداء في الواقع لكن هم أولياء ضد عدو ثالث هم المسلمون المسلمون أعداء لهم منذ بزغ صدر الإسلام إلى اليوم وإلى يوم القيامة وسوف يقتل اليهود إن شاء الله على أيدي المسلمين إن شاء الله حتى يختبئوا بالشجر فيقول الشجر يا عبد الله هذا يهودي تحتي فاقتله فالحاصل أن عيسى بن مريم عليه السلام إنما جاء بالتوحيد الذي جاء به إخوانه من المرسلين ما قلت إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت شهيدا عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ومعنى توفيتني أي قبضتني إليك ورفعتني.

Webiste