ما معنى قوله تعالى : " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" إلى قوله :" وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا " وقال تعالى :" ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد " وهل عيسى ابن مريم ميت أو مازال حيا وإذا كان حيا فما معنى قوله : " فلما توفيتني " ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول الله تعالى: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا إلى قوله تعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ويقول الله تعالى في سورة المائدة: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ يقول السائل : ما معنى هاتين الآيتين عن النبي عيسى ابن مريم؟ وهل توفاه الله تعالى أو ما زال حياً؟ وإذا كان حياً فما معنى قوله تعالى: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ؟
الشيخ : هذه الآيات في عيسى ابن مريم يبين الله سبحانه وتعالى فيها كذب دعوى اليهود في قولهم: إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله، فإن اليهود ادعوا ذلك ولكن الله أكذبهم بقوله: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ أي: أن الله ألقى شبهه على رجل كان هناك، فقتلوا ذلك الرجل وصلبوه وادعوا أنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم وصلبوه، ولكن الله تعالى كذبهم، ثم قال مؤكدا ذلك: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا فعيسى ابن مريم لم يقتل ولم يمت، بل رفعه إليه الله سبحانه وتعالى حيا على القول الراجح من أقوال أهل العلم أنه رفع حيا، أما أن اليهود لم يقتلوه فإنه نص القرآن، ومن ادعى أنهم قتلوه فقد كذب القرآن، ومن كذب القرآن فهو كافر بالله عز وجل فإن الله يقول: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا أي قولا متيقنا أنهم لم يقتلوا المسيح عيسى ابن مريم.
يبقى النظر في قوله تعالى: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وقوله: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وقوله: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا وما أشبه ذلك، فكيف يجمع بين هذه الآيات؟
والجواب: أن الجمع بينها هو أن المراد بالوفاة في قوله تعالى: فلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي أ المراد بها إما القبض، قبض الشيء يسمى توفيا، ومنه قولهم: توفى حقه أي قبضه وافيا كاملا، وإما أن يراد بالوفاة النوم فإن النوم يسمى وفاة، كما قال الله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ويكون معنى ذلك أن الله تعالى ألقى عليه النوم ثم رفعه من الأرض نائما، وليس المراد بالوفاة وفاة الموت، لأن عيسى عليه الصلاة والسلام لم يكن قد مات الآن وسينزل في آخر الزمان ينزل إلى الأرض فيحكم بين الناس بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقبل الجزية ولا يقبل إلا الإسلام، وبهذا تبين أنه لا منافاة بين قوله: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وبين قوله: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا وقوله: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ .
الشيخ : هذه الآيات في عيسى ابن مريم يبين الله سبحانه وتعالى فيها كذب دعوى اليهود في قولهم: إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله، فإن اليهود ادعوا ذلك ولكن الله أكذبهم بقوله: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ أي: أن الله ألقى شبهه على رجل كان هناك، فقتلوا ذلك الرجل وصلبوه وادعوا أنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم وصلبوه، ولكن الله تعالى كذبهم، ثم قال مؤكدا ذلك: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا فعيسى ابن مريم لم يقتل ولم يمت، بل رفعه إليه الله سبحانه وتعالى حيا على القول الراجح من أقوال أهل العلم أنه رفع حيا، أما أن اليهود لم يقتلوه فإنه نص القرآن، ومن ادعى أنهم قتلوه فقد كذب القرآن، ومن كذب القرآن فهو كافر بالله عز وجل فإن الله يقول: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا أي قولا متيقنا أنهم لم يقتلوا المسيح عيسى ابن مريم.
يبقى النظر في قوله تعالى: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وقوله: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وقوله: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا وما أشبه ذلك، فكيف يجمع بين هذه الآيات؟
والجواب: أن الجمع بينها هو أن المراد بالوفاة في قوله تعالى: فلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي أ المراد بها إما القبض، قبض الشيء يسمى توفيا، ومنه قولهم: توفى حقه أي قبضه وافيا كاملا، وإما أن يراد بالوفاة النوم فإن النوم يسمى وفاة، كما قال الله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ويكون معنى ذلك أن الله تعالى ألقى عليه النوم ثم رفعه من الأرض نائما، وليس المراد بالوفاة وفاة الموت، لأن عيسى عليه الصلاة والسلام لم يكن قد مات الآن وسينزل في آخر الزمان ينزل إلى الأرض فيحكم بين الناس بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقبل الجزية ولا يقبل إلا الإسلام، وبهذا تبين أنه لا منافاة بين قوله: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وبين قوله: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا وقوله: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ .
الفتاوى المشابهة
- باب : قول الله تعالى : (( ويحذركم الله نفسه... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : قوله : وأن عيسى عبدالله ورس... - ابن عثيمين
- حكم من زعم أن عيسى لم يُرفع أو أنه لن ينزل - ابن باز
- الكلام حول النصارى وتعظيمهم للصليب وبيان عقي... - ابن عثيمين
- عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب - اللجنة الدائمة
- تكذيب الله لليهود والنصارى في ادعائهم صل... - اللجنة الدائمة
- بيان أن عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب بل... - ابن عثيمين
- القول الفصل في حياة أو موت عيسى عليه الس... - اللجنة الدائمة
- الرد على من استدل بقوله تعالى ما المسيح... - اللجنة الدائمة
- مذهب أهل السنة والجماعة في عيسى ابن مريم - اللجنة الدائمة
- ما معنى قوله تعالى : " وقولهم إنا قتلنا المس... - ابن عثيمين