تم نسخ النصتم نسخ العنوان
وزعم القائل الذي افتتحنا الكلام على الحكاية... - ابن عثيمينالقارئ : "وزعم القائل الّذي افتتحنا الكلام على الحكاية عن قوله ، والإخبار عن سوء رويّته ، أنّ كلّ إسنادٍ لحديثٍ فيه فلانٌ عن فلانٍ ، وقد أحاط العلم بأنّ...
العالم
طريقة البحث
وزعم القائل الذي افتتحنا الكلام على الحكاية عن قوله والإخبار عن سوء رويته أن كل إسناد لحديث فيه فلان عن فلان وقد أحاط العلم بأنهما قد كانا في عصر واحد وجائز أن يكون الحديث الذي روى الراوي عمن روى عنه قد سمعه منه وشافهه به غير أنه لا نعلم له منه سماعا ولم نجد في شيء من الروايات أنهما التقيا قط أو تشافها بحديث أن الحجة لا تقوم عنده بكل خبر جاء هذا المجيء حتى يكون عنده العلم بأنهما قد اجتمعا من دهرهما مرة فصاعدا أو تشافها بالحديث بينهما أو يرد خبر فيه بيان اجتماعهما وتلاقيهما مرة من دهرهما فما فوقها فإن لم يكن عنده علم ذلك ولم تأت رواية صحيحة تخبر أن هذا الراوي عن صاحبه قد لقيه مرة وسمع منه شيئا لم يكن في نقله الخبر عمن روى عنه ذلك والأمر كما وصفنا حجة وكان الخبر عنده موقوفا حتى يرد عليه سماعه منه لشيء من الحديث قل أو كثر في رواية مثل ما ورد
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : "وزعم القائل الّذي افتتحنا الكلام على الحكاية عن قوله ، والإخبار عن سوء رويّته ، أنّ كلّ إسنادٍ لحديثٍ فيه فلانٌ عن فلانٍ ، وقد أحاط العلم بأنّهما قد كانا في عصرٍ واحدٍ ، وجائزٌ أن يكون الحديث الّذي روى الرّاوي عمّن روى عنه قد سمعه منه وشافهه به غير أنّه لا نعلم له منه سماعًا ، ولم نجد في شيءٍ من الرّوايات أنّهما التقيا قطّ ، أو تشافها بحديثٍ ، أنّ الحجّة لا تقوم عنده بكلّ خبرٍ جاء هذا المجيء ، حتّى يكون عنده العلم بأنّهما قد اجتمعا من دهرهما مرّةً فصاعدًا ، أو تشافها بالحديث بينهما ، أو يرد خبرٌ فيه بيان اجتماعهما وتلاقيهما مرّةً من دهرهما فما فوقها ، فإن لم يكن عنده علم ذلك ، ولم تأت روايةٌ صحيحة تخبر أنّ هذا الرّاوي عن صاحبه قد لقيه مرّةً ، وسمع منه شيئًا لم يكن في نقله الخبر عمّن روى عنه ذلك والأمر كما وصفنا حجّةٌ وكان الخبر عنده موقوفا "

الشيخ : حجة هذه اسم يكن ، يعني : لم يكن في نقل الخبر عمن روى عنه ذلك والأمر كما وصفنا ، يعني أنه لم يجتمع به ولم يشافهه لم يكن فيه حجة ، نعم
القارئ : " وكان الخبر عنده موقوفًا حتّى يرد عليه سماعه منه لشيءٍ من الحديث ، قلّ أو كثر في روايةٍ مثل ما ورد "

الشيخ : من قال هذا ؟ هذا قول البخاري رحمه الله ، وعجب أن يقول مسلم هذا القول في شيخه ، مع أنه أصوب من مسلم لا شك أن مجرد المعاصرة لا يكون حجة ، لجواز أن يكون بينهما واسطة ، وهذه المسألة تنقسم إلى أقسام : القسم الأول : مجرد المعاصرة.
والقسم الثاني : ثبوت الملاقاة.
وهذا تثبت به المعاصرة أو لا تثبت ؟ من باب أولى
القسم الثالث : أن يكون قد سمع منه شيئًا ، ولكن لا يعلم أنه سمع هذا الحديث بعينه.
القسم الرابع : أن يكون سمع منه هذا الحديث بعينه ، القسم الرابع متفق على أنه حجة ، ولا أحد يخالف في هذا الشيء ، والقسم الثالث أيضًا قول الجمهور أنه حجة ، لأنه إذا ثبت أنه سمع منه فالأصل أن ما حدث به عنه فهو مسموع ، والقسم الثاني مجرد الملاقاة لكن لم يثبت أنه سمع هذا محمول على حسن الظن ، وأنه لن يحدث عمن لاقاه إلا ما سمع منه ، والقسم الأول أضعفها ، فمسلم رحمه الله يحمله على اللقاء والسماع ، والبخاري لا يحمله على اللقاء والسماع ، ولهذا كان شرط البخاري أمتن وأصح ، أنه يشترط لصحة الحديث الملاقاة ، وكما عرفتم أن الملاقاة يعني عقلًا قد يقول قائل : لا يلزم من ملاقاته أن يحدثه قد يلاقيه ويتحدثان بحديث وقد لا يتحدثان وقد يتحدثان في أمر دنيوي ، لكن مع ذلك من أجل إحسان الظن بالرواة نقول : إنه إذا ثبت ملاقاته وحدث عنه بلفظ ليس فيه التصريح بأنه حدّثه أو سمع منه فإنه يحمل على السماع ، نعم

Webiste