شرح قول المصنف: " وأما التفسير الذي لا يعلمه إلا الله فهو حقائق ما أخبر الله به عن نفسه، وعن اليوم الآخر، فإن هذه الأشياء نفهم معناها، لكن لا ندرك حقيقة ما هي عليه في الواقع. مثال ذلك: أننا نفهم معنى استواء الله على عرشه، ولكننا لا ندرك كيفيته التي هي حقيقة ما هو عليه في الواقع. وكذلك نفهم معنى الفاكهة والعسل، والماء، واللبن، وغيرها مما أخبر الله أنه في الجنة ولكن لا ندرك حقيقته في الواقع كما قال تعالى: ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء.
وبهذا تبين أن في القرآن ما لا يعلم تأويله إلا الله كحقائق أسمائه وصفاته وما أخبر الله به عن اليوم الآخر. وأما معاني هذه الأشياء فإنها معلومة لنا وإلا لما كان للخطاب بها فائدة. والله أعلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " وأما التفسير الذي لا يعلمه إلا الله فهو حقائق ما أخبر الله به عن نفسه، وعن اليوم الآخر، فإن هذه الأشياء نفهم معناها، لكن لا ندرك حقيقة ما هي عليه في الواقع ".
مثال ذلك : أننا نفهم معنى استواء الله على عرشه، ما معناه؟ العلو والاستقرار. ولكن هل نفهم كيفية ذلك؟ لا، فكيفية الصفة من صفات الله غير معلومة.
لو أن أحدا ادعى أنه يعلم كيفية استواء الله على العرش لقلنا هو كاذب ولا يمكن.
لو ادعى أحد أنه يعرف كيفية يد الله سبحانه وتعالى، قلنا كاذب.
ولهذا نقول فمن ادعى علمه فهو كاذب.
طيب، الفاكهة والعسل والماء واللبن، وغيرها مما أخبر الله به في الجنة هل نحن نعرف المعنى؟ المعنى نعرفه، نعرف معنى اللبن والعسل والماء والخمر والفاكهة ونحو ذلك، لكن هل نحن ندرك حقائق هذه الأشياء؟ لا.
لو ادعى إنسان قال : إني أدرك العسل الذي في الجنة وأن كيفيته كذا وطعمه كذا وما أشبه ذلك، قلنا هذا كاذب، لأن حقائق هذه الأشياء غير معلومة لقوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون . ولهذا يقول : " فإنا نفهم معنى الفاكهة والعسل والماء واللبن وغيرها مما أخبر الله أنه في الجنة ولكن لا ندرك حقيقته في الواقع كما قال تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ".
فإذا كان لا تعلم الكيفية، من ادعى علمها فإنه كاذب.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء . ويش معنى الكلام؟ يعني: أن الفاكهة موجودة في الدنيا وموجودة في الآخرة، الاسم واحد، لكن الحقيقة مختلفة.
النخل والرمان موجود في الدنيا وموجود في الآخرة، لكن يتفقان في الاسم فقط، أما في الحقيقة التي هو عليها فإنهما لا يتفقان.
هذا معنى قوله : ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء .
" وبهذا يتبين أن في القرآن ما لا يعلم تأويله إلا الله كحقائق أسمائه وصفاته وما أخبر الله به عن اليوم الآخر.
وأما معاني هذه الأشياء فإنها معلومة لنا وإلا لما كان للخطاب بها فائدة ".
أتينا بهذا الكلام عن ابن عباس رضي الله عنهما ليبتين أن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن أسماء الله وصفاته معلومة لنا من وجه مجهولة لنا من وجه.
فمن جهة المعنى معلومة، ومن جهة الحقائق والكيفية مجهولة، وكذلك نقول في أمور الغيب الأخرى، مثل: ما أخبر الله به عن الجنة من النعيم أو عن النار من الجحيم، المعنى معلوم لنا لكن الحقيقة مجهولة.
وهذا يمكن أن يكون، بمعنى يمكن أن يكون الشيء معلوما من وجه ومجهولا من وجه آخر.
مثال ذلك : أننا نفهم معنى استواء الله على عرشه، ما معناه؟ العلو والاستقرار. ولكن هل نفهم كيفية ذلك؟ لا، فكيفية الصفة من صفات الله غير معلومة.
لو أن أحدا ادعى أنه يعلم كيفية استواء الله على العرش لقلنا هو كاذب ولا يمكن.
لو ادعى أحد أنه يعرف كيفية يد الله سبحانه وتعالى، قلنا كاذب.
ولهذا نقول فمن ادعى علمه فهو كاذب.
طيب، الفاكهة والعسل والماء واللبن، وغيرها مما أخبر الله به في الجنة هل نحن نعرف المعنى؟ المعنى نعرفه، نعرف معنى اللبن والعسل والماء والخمر والفاكهة ونحو ذلك، لكن هل نحن ندرك حقائق هذه الأشياء؟ لا.
لو ادعى إنسان قال : إني أدرك العسل الذي في الجنة وأن كيفيته كذا وطعمه كذا وما أشبه ذلك، قلنا هذا كاذب، لأن حقائق هذه الأشياء غير معلومة لقوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون . ولهذا يقول : " فإنا نفهم معنى الفاكهة والعسل والماء واللبن وغيرها مما أخبر الله أنه في الجنة ولكن لا ندرك حقيقته في الواقع كما قال تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ".
فإذا كان لا تعلم الكيفية، من ادعى علمها فإنه كاذب.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء . ويش معنى الكلام؟ يعني: أن الفاكهة موجودة في الدنيا وموجودة في الآخرة، الاسم واحد، لكن الحقيقة مختلفة.
النخل والرمان موجود في الدنيا وموجود في الآخرة، لكن يتفقان في الاسم فقط، أما في الحقيقة التي هو عليها فإنهما لا يتفقان.
هذا معنى قوله : ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء .
" وبهذا يتبين أن في القرآن ما لا يعلم تأويله إلا الله كحقائق أسمائه وصفاته وما أخبر الله به عن اليوم الآخر.
وأما معاني هذه الأشياء فإنها معلومة لنا وإلا لما كان للخطاب بها فائدة ".
أتينا بهذا الكلام عن ابن عباس رضي الله عنهما ليبتين أن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن أسماء الله وصفاته معلومة لنا من وجه مجهولة لنا من وجه.
فمن جهة المعنى معلومة، ومن جهة الحقائق والكيفية مجهولة، وكذلك نقول في أمور الغيب الأخرى، مثل: ما أخبر الله به عن الجنة من النعيم أو عن النار من الجحيم، المعنى معلوم لنا لكن الحقيقة مجهولة.
وهذا يمكن أن يكون، بمعنى يمكن أن يكون الشيء معلوما من وجه ومجهولا من وجه آخر.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف: " .. وقال رجل للإمام مالك رح... - ابن عثيمين
- موقف أهل السنة من صفات الله، وذكر أثر الإمام... - ابن عثيمين
- هل هناك تعارض بين النصوص التي جاءت فيها أن ا... - ابن عثيمين
- هل قولكم ليس في القرآن شيء لا تعلم الأمة معن... - ابن عثيمين
- البعض من الدعاة يقولون : لا ينبغي أن نعلم ال... - ابن عثيمين
- الرد على القائلين بأن معاني أسماء الله وصفات... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " الثاني: أن قولهم: " إن الت... - ابن عثيمين
- ما حكم من يخوض بغير علم في الأسماء والصفات .؟ - الالباني
- الكلام على تفسير أهل الأهواء المتشابه بآيات... - ابن عثيمين
- (بيان أن ما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسما... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " وأما التفسير الذي لا يعلمه... - ابن عثيمين