شرح قول المصنف: " الأول: أن العقل، والسمع قد دل كل منهما على مباينة الخالق للمخلوق في جميع صفاته، فصفات الخالق تليق به، وصفات المخلوق تليق به، فمن أدلة السمع على مباينة الخالق للمخلوق قوله تعالى: ( ليس كمثله شيء ) ومن أدلة العقل أن يقال: كيف يكون الخالق الكامل من جميع الوجوه، الذي الكمال من لوازم ذاته، وهو معطي الكمال مشابهاً للمخلوق الناقص، الذي النقص من لوازم ذاته، وهو مفتقر إلى من يكمله؟! "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فالجواب من وجوه :
" الأول : أن العقل والسمع قد دل كل منهما على مباينة الخالق للمخلوق في جميع صفاته. فصفات الخالق تليق به وصفات المخلوق تليق به ".
فإذا دل السمع والعقل على مباينة الخالق للمخلوق فإن الصفات التي تثبت للخالق يجب أن تكون مباينة للصفات التي تكون للمخلوق، لأن صفة كل شيء تناسبه.
" فمن أدلة السمع على مباينة الخالق للمخلوق قوله تعالى : ليس كمثله شيء ".
وهذا واضح أن المماثلة منتفية في حق الله، والكاف في قوله : ليس كمثله اختلف فيها العلماء، لأننا لو أخذنا بظاهر ليس كمثله لكان ظاهره أن الله أثبت لنفسه مثيلا، وليس لهذا المثيل مثيل، والأمر ليس كذلك، فإن الله تعالى ليس له مثيل إطلاقا.
قالوا: فالكاف هنا زائدة، والتقدير ليس مثله شيء.
وقيل : إن الزائد مثل، والتقدير : ليس كهو شيء.
وقيل : إنه ليس هناك زيادة لا في الكاف ولا في مثل، ولكنه نفى مماثلة المثل من باب المبالغة، وإذا انتفى مثل المثل انتفى الأصل، لأنه لو كان الأصل موجودا لكان للمثل مثل.
وقيل : إن مثل هنا بمعنى صفة، يعني: ليس كصفته شيء.
ولكن الأقرب والله أعلم أن المثل على ما هو عليه، وأن الكاف زيدت للمبالغة، يعني: كأنه نفى المثل مرتين، مرة بصيغة الكاف، ومرة بصيغة مثل، وهذا هو الأقرب.
الحاصل أن في هذا ردا على المشبهة ولا لا؟ لأنه يقول : ليس كمثله شيء .
قال: " ومن أدلة العقل أن يقال : كيف يكون الخالق الكامل من جميع الوجوه الذي الكمال من لوازم ذاته وهو معطي الكمال مشابها للمخلوق الناقص الذي النقص من لوازم ذاته، وهو مفتقر إلى من يكمله؟! "
صحيح هذا؟ يقال : أنت أيها المشبه هل تعتقد أن الخالق أكمل من المخلوق؟ فسيقول : نعم، أعتقد ذلك.
إذا كنت تعتقد أن الخالق أكمل من المخلوق فكيف يمكن أن تكون صفاته مثل صفات المخلوق؟! يجب أن تكون صفاته أكمل، لأنك أنت بنفسك تقول إن الخالق أكمل من المخلوق، وهذا في الحقيقة رد عليك، فإنه إذا كان أكمل لزم أن لا تكون صفاته مماثلة لصفات المخلوق.
" الأول : أن العقل والسمع قد دل كل منهما على مباينة الخالق للمخلوق في جميع صفاته. فصفات الخالق تليق به وصفات المخلوق تليق به ".
فإذا دل السمع والعقل على مباينة الخالق للمخلوق فإن الصفات التي تثبت للخالق يجب أن تكون مباينة للصفات التي تكون للمخلوق، لأن صفة كل شيء تناسبه.
" فمن أدلة السمع على مباينة الخالق للمخلوق قوله تعالى : ليس كمثله شيء ".
وهذا واضح أن المماثلة منتفية في حق الله، والكاف في قوله : ليس كمثله اختلف فيها العلماء، لأننا لو أخذنا بظاهر ليس كمثله لكان ظاهره أن الله أثبت لنفسه مثيلا، وليس لهذا المثيل مثيل، والأمر ليس كذلك، فإن الله تعالى ليس له مثيل إطلاقا.
قالوا: فالكاف هنا زائدة، والتقدير ليس مثله شيء.
وقيل : إن الزائد مثل، والتقدير : ليس كهو شيء.
وقيل : إنه ليس هناك زيادة لا في الكاف ولا في مثل، ولكنه نفى مماثلة المثل من باب المبالغة، وإذا انتفى مثل المثل انتفى الأصل، لأنه لو كان الأصل موجودا لكان للمثل مثل.
وقيل : إن مثل هنا بمعنى صفة، يعني: ليس كصفته شيء.
ولكن الأقرب والله أعلم أن المثل على ما هو عليه، وأن الكاف زيدت للمبالغة، يعني: كأنه نفى المثل مرتين، مرة بصيغة الكاف، ومرة بصيغة مثل، وهذا هو الأقرب.
الحاصل أن في هذا ردا على المشبهة ولا لا؟ لأنه يقول : ليس كمثله شيء .
قال: " ومن أدلة العقل أن يقال : كيف يكون الخالق الكامل من جميع الوجوه الذي الكمال من لوازم ذاته وهو معطي الكمال مشابها للمخلوق الناقص الذي النقص من لوازم ذاته، وهو مفتقر إلى من يكمله؟! "
صحيح هذا؟ يقال : أنت أيها المشبه هل تعتقد أن الخالق أكمل من المخلوق؟ فسيقول : نعم، أعتقد ذلك.
إذا كنت تعتقد أن الخالق أكمل من المخلوق فكيف يمكن أن تكون صفاته مثل صفات المخلوق؟! يجب أن تكون صفاته أكمل، لأنك أنت بنفسك تقول إن الخالق أكمل من المخلوق، وهذا في الحقيقة رد عليك، فإنه إذا كان أكمل لزم أن لا تكون صفاته مماثلة لصفات المخلوق.
الفتاوى المشابهة
- قال المؤلف :"ثانيها: أن يقال له: ألست تعقل ل... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف:"....ثم التشبيه الذي ضل به من... - ابن عثيمين
- قلنا أن الله لا يفعل شيئا إلا لحكمة فهل هذه... - ابن عثيمين
- قال المؤلف "الثاني: أن يقال : كيف يكون الرب... - ابن عثيمين
- كلمة على كون القرآن مخلوق أو غير مخلوق والرد... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف:"....وأما تشبيه الخالق بالمخل... - ابن عثيمين
- بيان أن الحكمة تكون للخالق والمخلوق - ابن عثيمين
- الأدلة العقلية على انتفاء التماثل بين الخالق... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " وقال عمرو بن دينار: أدركت... - ابن عثيمين
- هل يمكن أن نظيف إلى المخلوقين بعض صفات الخالق ؟ - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " الأول: أن العقل، والسمع قد... - ابن عثيمين