هذا الشريط مكرر في الذي بعده !!!
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذه رسالة وردتنا من المستمع يقول الباحث عن الحقيقة من الجمهورية العراقية مدينة كركوك يقول في رسالة هناك نوعان من الحياة، الحياة السعيدة ولا أقصد السعادة بالمال والجاه وإنما أقصد تلك السعادة التي تأتي من النفس أي أن يكون الإنسان مرتاحا من الناحية النفسية.
ثانيا الحياة الذليلة وأقصد به الذل النفسي أي أن يكون الإنسان ذليلا من الناحية النفسية والسؤال لماذا يُخلق الإنسان ذليلا في أمة الإسلام حيث قال الله تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وذكر عدة ءايات منها قوله تعالى إن الله ليس بظلام للعبيد وعدة ءايات يقول هل نستطيع أن نعتبر أن الذين خلقهم الله أذلاء من الناحية النفسية لم تشملهم هذه الرحمة الواسعة ولا تزال قلوبهم ونفوسهم تعيش في الظلمات ولم ترى النور ونعتبر هذا ظلما لهم من الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين أما بعد، فهذا السؤال الذي سأل عنه الأخ يتعلق بمسألة عظيمة وهي مسألة القضاء والقدر التي ينقسم الناس فيها إلى قسمين منهم من يُوفق للاستقامة ومنهم من يوفق للضلالة وهذا هو محط الإشكال عند كثير من الناس، كيف يكون هذا ضالا وكيف يكون هذا مهتديا ولكننا ننبّه على نقطة مهمة في هذا الباب وهي أن من كان ضالا فإن سبب ضلاله هو نفسه لقول الله تبارك وتعالى فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ولقوله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسره للعسرى ولقول النبي صلى الله عليه وسلم حين حدث أصحابه بأن كل إنسان قد كتِب مقعده من الجنة والنار فقالوا أفلا نتكل يا رسول الله على العمل قال اعملوا فكل ميسر ثم تلا هذه الأية فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وعلى هذا فنقول هؤلاء الذين وصفهم السائل بأنهم أذلاء إنما أذلتهم المعصية ولم يُكتب لهم الهدى بسبب أنهم هم الذين تسبّبوا للضلالة حيث لم تكن إرادتهم صادقة في طلب الحق والوصول إليه وفي العمل به بعد وضوحه وبيانه ولو أنهم كانوا حسني النية وصادقي العزيمة لوُفقوا للحق لأن الحق بيّن ميسّر فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى فالذي أنصح به هذا الأخ ومن على شاكلته ممن أشكل عليهم هذا الأمر أن يرجعوا إلى أنفسهم أولا ويحسنوا نيتهم ويصححوا عزيمتهم حتى تكون النية سليمة والعزيمة صادقة في طلب الحق وحينئذ فأنا ضامن أن يوفقوا له لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي وعد بذلك فسنيسره لليسرى وتأمل أن الأية جاءت بالسين الدالة على قرب مدخولها وعلى تحقق مدخولها أيضا لأن السين كما هو معلوم تدل على هذين المعنَيين قرب مدخولها وتحققه ولكن البلاء من أنفسنا وأتلوا الأن أيضا قول الله تبارك وتعالى فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به فإن هذا النسيان الذي هو ذهول القلب عن المعلوم وكذلك النسيان الذي بمعنى الترك فهم تُسلب علومهم ولا يوفقون للعمل الصالح بسبب نقض الميثاق.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : لكن ذكرتم أن هؤلاء أذلتهم المعصية.
الشيخ : نعم.
السائل : وأيضا ذكرتم الأية الأخيرة والتي نزلت فيما أعتقد في بني يهود الذين قال الله تعالى فيهم فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرفون الكلم عن مواضعه نجد الأن أن الذين ينتسبون للأمة الإسلامية أذل من غيرهم من الذين جهروا بالكفر وانتهجوا هذا المنهج؟
الشيخ : نعم، صحيح هذا وذلك أن الحق عليهم في الاستقامة أوكد من الحق على أولئك.
السائل : نعم.
الشيخ : ومعلوم أن من تدنس بالأرجاس وهو من أهل الولاية أشد ممن تدنس بها وليس من أهل الولاية.
السائل : نعم.
الشيخ : فكلما قوي حق الله على العبد وحق الله على المسلمين أعظم من حقه على أولئك الكافرين ولهذا يُلزمون بشرائع الإسلام فإنه إذا تمرّد كان أشد وأعظم ولهذا إذا تمّت النعمة على العبد صار مخالفته أشد وأعظم.
السائل : نعم.
الشيخ : ومن ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ومنهم أشيمة الزاني لأنه لا داعِي له للزنا وهو إلى الاتعاظ والبعد عن هذا أولى.
السائل : نعم.
الشيخ : فلذلك عظُم إثمه فهؤلاء الأذلاء من المسلمين لأنهم يجب عليهم من حق الله سبحانه وتعالى والاستقامة أكثر مما يجب على أولئك.
السائل : نعم.
الشيخ : فلهذا كانت مخالفتهم أعظم من مخالفة أولئك وكان الذل إليهم أقرب وقد مثّل بعض العلماء شبيه هذه المسألة بحاشية الملِك والبعيدين عنه فقال إن مخالفة حاشية الملك للملك أشد وأعظم وقعا من مخالفة الأباعد.
السائل : نعم.
الشيخ : فهكذا المسلمون مخالفاتهم تكون أعظم من غيرهم.
السائل : نعم.
الشيخ : فلذلك كان جزاؤهم أشد من غيرهم.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : يقول السائل هل يقبل الله العبادة والتوبة من الذليل وكيف ينظر الله إليه في الدنيا والأخرة؟
الشيخ : يقبل الله تبارك وتعالى التوبة من كل تائب من ذنب.
السائل : نعم.
الشيخ : إذا صدقت التوبة وتمت شروطها الخمسة وهي الإخلاص لله تعالى بأن يكون الحامل له على توبته الإخلاص لله فقط لا طلب دنيا أو مال والثاني الندم على ما وقع منه من الذنب لأن الندم دليل على صدق التوبة والثالث الإقلاع عن الذنب في الحال ومنه أداء الحقوق إلى ذوي الحقوق إذا كانت الحقوق للآدميين والشرط الرابع أن يعزم على ألا يعود في المستقبل والشرط الخامس أن تكون التوبة في وقتها وذلك قبل طلوع الشمس من مغربها على وجه العموم.
السائل : نعم.
الشيخ : وقبل أن يحضر أجل الإنسان على وجه الخصوص.
السائل : نعم.
الشيخ : ولهذا قال الله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الأن .
السائل : نعم.
الشيخ : فإذا تمت هذه الشروط في التوبة فإن الله تعالى يقبلها مهما عظُم الذنب لقوله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم .
السائل : نعم.
السائل : في الحقيقة إن سؤال الأخ من الجمهورية العراقية من مدينة كركوك يُعانيه كثير أو يعانيه المسلمون الأن فهل يمكن أن نقول إن المسلم الذليل تُطلب منه التوبة عن ذلته وهل تُعتبر الذلة أيضا معصية؟
الشيخ : الذلة أثر من ءاثار المعاصي عقوبة.
السائل : نعم.
الشيخ : وليست هي المعصية بل المعاصي من فعل العبد.
السائل : نعم.
الشيخ : والذلة من قضاء الله وقدره عليه بسبب معاصيه.
السائل : نعم.
الشيخ : ويمكن أن يتوبوا من المعاصي فتعود إليهم العزة لأن الله يقول سبحانه وتعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
السائل : نعم.
الشيخ : والإيمان وصف فوق وصف مطلق الإسلام قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا .
السائل : نعم.
الشيخ : فالأن هذه الأية التي كانت في الأعراب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تنطبق اليوم على كثير من المسلمين حاضرتهم وباديتهم.
السائل : نعم.
الشيخ : يقولون ءامنا ولكن في الحقيقة نقول لهم قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وذلك لكثرة المعاصي والمخالفات التي تنقّص من إيمانهم فنحن نقول يمكن أن تعود العزة إلى المسلمين اليوم إذا كانوا مؤمنين ورجعوا إلى دينهم حقا فإن الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين وأعدل العادلين.
السائل : سبحانه ... .
الشيخ : نعم.
السائل : هذه رسالة وردتنا من الأخ صلاح ساري أبو الخير من جمهورية مصر العربية من دقهلية يقول في رسالته ما هو الحكم في الذي يقرأ بالإنجيل وهل هو حلال أم حرام مع العلم أنه يتلو القرأن؟
الشيخ : تلاوة غير القرأن الكريم من الكتب السابقة تنقسم إلى قسمين.
السائل : نعم.
الشيخ : أحدهما أن يكون التالي عالما بالشريعة ويتلوها ليُقيم الحجة على معتنقيها بصدق ما جاء به الإسلام فالتلاوة هنا وسيلة إلى أمر محمود فتكون محمودة والقسم الثاني أن تكون التلاوة من عامي لا يعرف فيقصد الاهتداء بهذه الكتب فهذه حرام عليه أي هذه التلاوة حرام عليه لأنه لا يجوز أن يسترشد بالكتب السابقة وعنده هذا القرأن الكريم الذي كان مصدّقا لما بين يديه من الكتب ومهيمنا عليها ولا يجوز الاهتداء بغير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، هذا هو خلاصة الجواب في مسألة مطالعة كتب غير المسلمين.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : سؤاله الأخر يقول فيه إنني قد فكرت في الزواج من ابنة عمي والتي تعمل بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وفعلا كلّمت أخيها الأكبر في هذا الموضوع ولكن عائلتي لا توافق على هذا الزواج بسبب وجود خلافات ومشاكل قديمة فهل أترك عائلتي وأتزوجها أم أتركها وما حكم الدين في ذلك وهل حرام عليّ أم حلال لو تزوجتها؟
الشيخ : تزوجك منها حلال ولا بأس به.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنه ليس ثمة مانع شرعي ولكن ينبغي أن تُحاول الإصلاح بينك وبين عائلتك ما أمكن فإذا لم يمكن الإصلاح بينك وبينهم فإني أرى أن النساء سواها كثير وأن تتزوج بامرأة تلائم أهلك ويحصل فيها الخير الكثير ولكن إذا لم تجد من وعلى رغبتك إلا هذه المرأة فلا حرج عليك أن تتزوجها ثم بعد ذلك تُحاول إرضاء عائلتك.
السائل : نعم.
السائل : هذا من الجمهورية العراقية المستمع شاكر محمود العبيدي من بغداد الأعظمية يقول أريد أن أعرف ما هو النصاب الذي تجب عليه الزكاة وهو المبلغ الذي يحول عليه العام الهجري وتجب عليّ الزكاة ما مقداره بالريال السعودي أو بالدينار العراقي أو الكويتي علما يقول فيه أنني أعرف بالنسبة الزكاة لو عرفت واحدا منهما وفقكم الله؟
الشيخ : بالريال السعودي مقدار النصاب ستة وخمسون ريالا من الفضة.
السائل : نعم.
الشيخ : أو ما يعادلها من الأوراق النقدية أما بالنسبة للدينار العراقي أو الكويتي فلا أدري عنه شيئا.
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن السائل يقول بإمكاني أن أعرف مقداره منهما إذا عرفت مقداره من الريال السعودي.
السائل : لكن بالنسبة للنسبة ألا يخرج مثلا ربع العشر في أي ..
الشيخ : لا هو يسأل عن مقدار النصاب لا عن مقدار الواجب أما مقدار الواجب فهو ربع العشر في الجميع.
السائل : في أي مال؟
الشيخ : في أي مال.
السائل : نعم.
الشيخ : أي نعم، في أي نقد كان.
السائل : نعم.
الشيخ : أو في أي عروض التجارة.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن هو يسأل عن مقدار النصاب.
السائل : سؤاله الثاني وإن كان ذهب وقته لكن الرسالة جاءتنا متأخرة يسأل عن مقدار زكاة الفطر وأنسب وقت لتوزيعها على الفقراء وهل على رب العائلة يلزم إخراج حصة من يسكن معه في البيت من أبنائه إذا كان كبيرا أو متزوجا ويعمل بنفسه وعائلته أم رب العائلة ملزم فقط بإخراج حصة من يُعيله من النساء والأولاد غير البالغين ولكم مني جزيل الشكر؟
الشيخ : نقول مقدار زكاة الفطر صاع من طعام بالصاع النبوي.
السائل : نعم.
الشيخ : الذي زنته كيلوان وأربعون غراما يعني حوالي كيلوين وربع من الرز أو غيره من طعام الناس.
السائل : نعم.
الشيخ : هذا مقدار زكاة الفطر ولا يجوز إخراجها من غير الطعام لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعا من تمر أو شعير وكان ذلك الوقت هو طعامهم.
السائل : نعم.
الشيخ : كما قال أبو سعيد كان طعامنا يومئذ الشعير والتمر والزبيب والأقط ولم يكن البر شائعا كثيرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لم يأتي فيه نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما كثُر في عهد معاوية رضي الله عنه جعل نصف صاع منه يعدل صاعا ولكن أبا سعيد خالفه في ذلك وقال أما أنا فلا أزال أخرجه أي الصاع كما كنت أخرجه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصواب مع أبي سعيد رضي الله عنه.
السائل : نعم.
الشيخ : أنه صاع من أي طعام كان وأما بالنسبة للوقت المناسب لإخراجها فإنه صباح العيد قبل الصلاة.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن ذلك وقت الانتفاع بها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يُروى عنه أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم .
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن مع ذلك يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين ولا يجوز إخراجها قبل ذلك خلافا لمن قال من أهل العلم إنه يجوز أن تُخرج بعد دخول شهر رمضان لأن الزكاة تسمى زكاة الفطر من رمضان فهي مضافة إلى الفطر وليست مضافة إلى الصيام ولولا أن الله سبحانه وتعالى يسّر على عباده لقلنا إنه لا يجوز إخراجها إلا بعد غروب الشمس من ءاخر يوم من رمضان.
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن كان في الأمر سعة في اليوم واليومين لأن ذلك لا يتغير به الأمر غالبا.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما إخراجها عمن يمون من الأولاد فهذا ليس بلازم وإنما هو على سبيل الاستحباب فقط وإلا فكل إنسان مطالب بما فرض الله عليه.
السائل : نعم.
الشيخ : لقول ابن عمر فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين .
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن إذا أخرج رب العائلة الفطرة عنهم جميعا وهم يُشاهدونه ووافقوا على ذلك فلا حرج عليه ولا عليهم في ذلك.
السائل : نعم، أثابكم الله.
أيها السادة إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه رسائل السادة الباحث عن الحقيقة من الجمهورية العراقية مدينة كركوك وصلاح ساري أبو الخير من جمهورية مصر العربية والمستمع شاكر محمود العبيدي من العراق بغداد الأعظمية.
عرضنا هذه الأسئلة والاستفسارات على الشيخ محمد بن صالح العثيمين الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإمام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة.
شكرا للشيخ محمد وشكرا لكم أيها الإخوة وإلى أن نلتقي بحضراتكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثانيا الحياة الذليلة وأقصد به الذل النفسي أي أن يكون الإنسان ذليلا من الناحية النفسية والسؤال لماذا يُخلق الإنسان ذليلا في أمة الإسلام حيث قال الله تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وذكر عدة ءايات منها قوله تعالى إن الله ليس بظلام للعبيد وعدة ءايات يقول هل نستطيع أن نعتبر أن الذين خلقهم الله أذلاء من الناحية النفسية لم تشملهم هذه الرحمة الواسعة ولا تزال قلوبهم ونفوسهم تعيش في الظلمات ولم ترى النور ونعتبر هذا ظلما لهم من الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين أما بعد، فهذا السؤال الذي سأل عنه الأخ يتعلق بمسألة عظيمة وهي مسألة القضاء والقدر التي ينقسم الناس فيها إلى قسمين منهم من يُوفق للاستقامة ومنهم من يوفق للضلالة وهذا هو محط الإشكال عند كثير من الناس، كيف يكون هذا ضالا وكيف يكون هذا مهتديا ولكننا ننبّه على نقطة مهمة في هذا الباب وهي أن من كان ضالا فإن سبب ضلاله هو نفسه لقول الله تبارك وتعالى فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ولقوله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسره للعسرى ولقول النبي صلى الله عليه وسلم حين حدث أصحابه بأن كل إنسان قد كتِب مقعده من الجنة والنار فقالوا أفلا نتكل يا رسول الله على العمل قال اعملوا فكل ميسر ثم تلا هذه الأية فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وعلى هذا فنقول هؤلاء الذين وصفهم السائل بأنهم أذلاء إنما أذلتهم المعصية ولم يُكتب لهم الهدى بسبب أنهم هم الذين تسبّبوا للضلالة حيث لم تكن إرادتهم صادقة في طلب الحق والوصول إليه وفي العمل به بعد وضوحه وبيانه ولو أنهم كانوا حسني النية وصادقي العزيمة لوُفقوا للحق لأن الحق بيّن ميسّر فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى فالذي أنصح به هذا الأخ ومن على شاكلته ممن أشكل عليهم هذا الأمر أن يرجعوا إلى أنفسهم أولا ويحسنوا نيتهم ويصححوا عزيمتهم حتى تكون النية سليمة والعزيمة صادقة في طلب الحق وحينئذ فأنا ضامن أن يوفقوا له لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي وعد بذلك فسنيسره لليسرى وتأمل أن الأية جاءت بالسين الدالة على قرب مدخولها وعلى تحقق مدخولها أيضا لأن السين كما هو معلوم تدل على هذين المعنَيين قرب مدخولها وتحققه ولكن البلاء من أنفسنا وأتلوا الأن أيضا قول الله تبارك وتعالى فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به فإن هذا النسيان الذي هو ذهول القلب عن المعلوم وكذلك النسيان الذي بمعنى الترك فهم تُسلب علومهم ولا يوفقون للعمل الصالح بسبب نقض الميثاق.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : لكن ذكرتم أن هؤلاء أذلتهم المعصية.
الشيخ : نعم.
السائل : وأيضا ذكرتم الأية الأخيرة والتي نزلت فيما أعتقد في بني يهود الذين قال الله تعالى فيهم فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرفون الكلم عن مواضعه نجد الأن أن الذين ينتسبون للأمة الإسلامية أذل من غيرهم من الذين جهروا بالكفر وانتهجوا هذا المنهج؟
الشيخ : نعم، صحيح هذا وذلك أن الحق عليهم في الاستقامة أوكد من الحق على أولئك.
السائل : نعم.
الشيخ : ومعلوم أن من تدنس بالأرجاس وهو من أهل الولاية أشد ممن تدنس بها وليس من أهل الولاية.
السائل : نعم.
الشيخ : فكلما قوي حق الله على العبد وحق الله على المسلمين أعظم من حقه على أولئك الكافرين ولهذا يُلزمون بشرائع الإسلام فإنه إذا تمرّد كان أشد وأعظم ولهذا إذا تمّت النعمة على العبد صار مخالفته أشد وأعظم.
السائل : نعم.
الشيخ : ومن ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ومنهم أشيمة الزاني لأنه لا داعِي له للزنا وهو إلى الاتعاظ والبعد عن هذا أولى.
السائل : نعم.
الشيخ : فلذلك عظُم إثمه فهؤلاء الأذلاء من المسلمين لأنهم يجب عليهم من حق الله سبحانه وتعالى والاستقامة أكثر مما يجب على أولئك.
السائل : نعم.
الشيخ : فلهذا كانت مخالفتهم أعظم من مخالفة أولئك وكان الذل إليهم أقرب وقد مثّل بعض العلماء شبيه هذه المسألة بحاشية الملِك والبعيدين عنه فقال إن مخالفة حاشية الملك للملك أشد وأعظم وقعا من مخالفة الأباعد.
السائل : نعم.
الشيخ : فهكذا المسلمون مخالفاتهم تكون أعظم من غيرهم.
السائل : نعم.
الشيخ : فلذلك كان جزاؤهم أشد من غيرهم.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : يقول السائل هل يقبل الله العبادة والتوبة من الذليل وكيف ينظر الله إليه في الدنيا والأخرة؟
الشيخ : يقبل الله تبارك وتعالى التوبة من كل تائب من ذنب.
السائل : نعم.
الشيخ : إذا صدقت التوبة وتمت شروطها الخمسة وهي الإخلاص لله تعالى بأن يكون الحامل له على توبته الإخلاص لله فقط لا طلب دنيا أو مال والثاني الندم على ما وقع منه من الذنب لأن الندم دليل على صدق التوبة والثالث الإقلاع عن الذنب في الحال ومنه أداء الحقوق إلى ذوي الحقوق إذا كانت الحقوق للآدميين والشرط الرابع أن يعزم على ألا يعود في المستقبل والشرط الخامس أن تكون التوبة في وقتها وذلك قبل طلوع الشمس من مغربها على وجه العموم.
السائل : نعم.
الشيخ : وقبل أن يحضر أجل الإنسان على وجه الخصوص.
السائل : نعم.
الشيخ : ولهذا قال الله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الأن .
السائل : نعم.
الشيخ : فإذا تمت هذه الشروط في التوبة فإن الله تعالى يقبلها مهما عظُم الذنب لقوله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم .
السائل : نعم.
السائل : في الحقيقة إن سؤال الأخ من الجمهورية العراقية من مدينة كركوك يُعانيه كثير أو يعانيه المسلمون الأن فهل يمكن أن نقول إن المسلم الذليل تُطلب منه التوبة عن ذلته وهل تُعتبر الذلة أيضا معصية؟
الشيخ : الذلة أثر من ءاثار المعاصي عقوبة.
السائل : نعم.
الشيخ : وليست هي المعصية بل المعاصي من فعل العبد.
السائل : نعم.
الشيخ : والذلة من قضاء الله وقدره عليه بسبب معاصيه.
السائل : نعم.
الشيخ : ويمكن أن يتوبوا من المعاصي فتعود إليهم العزة لأن الله يقول سبحانه وتعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
السائل : نعم.
الشيخ : والإيمان وصف فوق وصف مطلق الإسلام قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا .
السائل : نعم.
الشيخ : فالأن هذه الأية التي كانت في الأعراب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تنطبق اليوم على كثير من المسلمين حاضرتهم وباديتهم.
السائل : نعم.
الشيخ : يقولون ءامنا ولكن في الحقيقة نقول لهم قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وذلك لكثرة المعاصي والمخالفات التي تنقّص من إيمانهم فنحن نقول يمكن أن تعود العزة إلى المسلمين اليوم إذا كانوا مؤمنين ورجعوا إلى دينهم حقا فإن الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين وأعدل العادلين.
السائل : سبحانه ... .
الشيخ : نعم.
السائل : هذه رسالة وردتنا من الأخ صلاح ساري أبو الخير من جمهورية مصر العربية من دقهلية يقول في رسالته ما هو الحكم في الذي يقرأ بالإنجيل وهل هو حلال أم حرام مع العلم أنه يتلو القرأن؟
الشيخ : تلاوة غير القرأن الكريم من الكتب السابقة تنقسم إلى قسمين.
السائل : نعم.
الشيخ : أحدهما أن يكون التالي عالما بالشريعة ويتلوها ليُقيم الحجة على معتنقيها بصدق ما جاء به الإسلام فالتلاوة هنا وسيلة إلى أمر محمود فتكون محمودة والقسم الثاني أن تكون التلاوة من عامي لا يعرف فيقصد الاهتداء بهذه الكتب فهذه حرام عليه أي هذه التلاوة حرام عليه لأنه لا يجوز أن يسترشد بالكتب السابقة وعنده هذا القرأن الكريم الذي كان مصدّقا لما بين يديه من الكتب ومهيمنا عليها ولا يجوز الاهتداء بغير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، هذا هو خلاصة الجواب في مسألة مطالعة كتب غير المسلمين.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : سؤاله الأخر يقول فيه إنني قد فكرت في الزواج من ابنة عمي والتي تعمل بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وفعلا كلّمت أخيها الأكبر في هذا الموضوع ولكن عائلتي لا توافق على هذا الزواج بسبب وجود خلافات ومشاكل قديمة فهل أترك عائلتي وأتزوجها أم أتركها وما حكم الدين في ذلك وهل حرام عليّ أم حلال لو تزوجتها؟
الشيخ : تزوجك منها حلال ولا بأس به.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنه ليس ثمة مانع شرعي ولكن ينبغي أن تُحاول الإصلاح بينك وبين عائلتك ما أمكن فإذا لم يمكن الإصلاح بينك وبينهم فإني أرى أن النساء سواها كثير وأن تتزوج بامرأة تلائم أهلك ويحصل فيها الخير الكثير ولكن إذا لم تجد من وعلى رغبتك إلا هذه المرأة فلا حرج عليك أن تتزوجها ثم بعد ذلك تُحاول إرضاء عائلتك.
السائل : نعم.
السائل : هذا من الجمهورية العراقية المستمع شاكر محمود العبيدي من بغداد الأعظمية يقول أريد أن أعرف ما هو النصاب الذي تجب عليه الزكاة وهو المبلغ الذي يحول عليه العام الهجري وتجب عليّ الزكاة ما مقداره بالريال السعودي أو بالدينار العراقي أو الكويتي علما يقول فيه أنني أعرف بالنسبة الزكاة لو عرفت واحدا منهما وفقكم الله؟
الشيخ : بالريال السعودي مقدار النصاب ستة وخمسون ريالا من الفضة.
السائل : نعم.
الشيخ : أو ما يعادلها من الأوراق النقدية أما بالنسبة للدينار العراقي أو الكويتي فلا أدري عنه شيئا.
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن السائل يقول بإمكاني أن أعرف مقداره منهما إذا عرفت مقداره من الريال السعودي.
السائل : لكن بالنسبة للنسبة ألا يخرج مثلا ربع العشر في أي ..
الشيخ : لا هو يسأل عن مقدار النصاب لا عن مقدار الواجب أما مقدار الواجب فهو ربع العشر في الجميع.
السائل : في أي مال؟
الشيخ : في أي مال.
السائل : نعم.
الشيخ : أي نعم، في أي نقد كان.
السائل : نعم.
الشيخ : أو في أي عروض التجارة.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن هو يسأل عن مقدار النصاب.
السائل : سؤاله الثاني وإن كان ذهب وقته لكن الرسالة جاءتنا متأخرة يسأل عن مقدار زكاة الفطر وأنسب وقت لتوزيعها على الفقراء وهل على رب العائلة يلزم إخراج حصة من يسكن معه في البيت من أبنائه إذا كان كبيرا أو متزوجا ويعمل بنفسه وعائلته أم رب العائلة ملزم فقط بإخراج حصة من يُعيله من النساء والأولاد غير البالغين ولكم مني جزيل الشكر؟
الشيخ : نقول مقدار زكاة الفطر صاع من طعام بالصاع النبوي.
السائل : نعم.
الشيخ : الذي زنته كيلوان وأربعون غراما يعني حوالي كيلوين وربع من الرز أو غيره من طعام الناس.
السائل : نعم.
الشيخ : هذا مقدار زكاة الفطر ولا يجوز إخراجها من غير الطعام لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعا من تمر أو شعير وكان ذلك الوقت هو طعامهم.
السائل : نعم.
الشيخ : كما قال أبو سعيد كان طعامنا يومئذ الشعير والتمر والزبيب والأقط ولم يكن البر شائعا كثيرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لم يأتي فيه نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما كثُر في عهد معاوية رضي الله عنه جعل نصف صاع منه يعدل صاعا ولكن أبا سعيد خالفه في ذلك وقال أما أنا فلا أزال أخرجه أي الصاع كما كنت أخرجه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصواب مع أبي سعيد رضي الله عنه.
السائل : نعم.
الشيخ : أنه صاع من أي طعام كان وأما بالنسبة للوقت المناسب لإخراجها فإنه صباح العيد قبل الصلاة.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن ذلك وقت الانتفاع بها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يُروى عنه أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم .
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن مع ذلك يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين ولا يجوز إخراجها قبل ذلك خلافا لمن قال من أهل العلم إنه يجوز أن تُخرج بعد دخول شهر رمضان لأن الزكاة تسمى زكاة الفطر من رمضان فهي مضافة إلى الفطر وليست مضافة إلى الصيام ولولا أن الله سبحانه وتعالى يسّر على عباده لقلنا إنه لا يجوز إخراجها إلا بعد غروب الشمس من ءاخر يوم من رمضان.
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن كان في الأمر سعة في اليوم واليومين لأن ذلك لا يتغير به الأمر غالبا.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما إخراجها عمن يمون من الأولاد فهذا ليس بلازم وإنما هو على سبيل الاستحباب فقط وإلا فكل إنسان مطالب بما فرض الله عليه.
السائل : نعم.
الشيخ : لقول ابن عمر فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين .
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن إذا أخرج رب العائلة الفطرة عنهم جميعا وهم يُشاهدونه ووافقوا على ذلك فلا حرج عليه ولا عليهم في ذلك.
السائل : نعم، أثابكم الله.
أيها السادة إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه رسائل السادة الباحث عن الحقيقة من الجمهورية العراقية مدينة كركوك وصلاح ساري أبو الخير من جمهورية مصر العربية والمستمع شاكر محمود العبيدي من العراق بغداد الأعظمية.
عرضنا هذه الأسئلة والاستفسارات على الشيخ محمد بن صالح العثيمين الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإمام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة.
شكرا للشيخ محمد وشكرا لكم أيها الإخوة وإلى أن نلتقي بحضراتكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتاوى المشابهة
- ما حكم اليمين المكررة على أمر واحد؟ - ابن باز
- هذا الشريط تكرار للذي قبله !!! - ابن عثيمين
- هو نفس الشريط 4 ب - ابن عثيمين
- هذا الشريط تكرار للشريط رقم ( 27ب ) !!! - ابن عثيمين
- هذا الشريط تكرار للشريط رقم 144أ فلينظر !!! - ابن عثيمين
- مكرر. - ابن عثيمين
- هذا الشريط تكرار للشريط رقم 144ب فلينظر !!! - ابن عثيمين
- هذا الشريط تكرار للشريط السابق !!! - ابن عثيمين
- هذا الشريط تكرار للشريط الذي قبله !!! - ابن عثيمين
- هذا الشريط تكرار للشريط الذي بعده (160ب ) - ابن عثيمين
- هذا الشريط مكرر في الذي بعده !!! - ابن عثيمين