عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه فيعدل ، ويقول : ( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ) . رواه الأربعة ، وصححه ابن حبان والحاكم ، ولكن رجح الترمذي إرساله .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول : " عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه فيعدل، ويقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك رواه الأربعة وصححه ابن حبان والحاكم، ولكن رجح الترمذي إرساله " :
كان يقسم لنسائه : وذلك لأنه عليه الصلاة والسلام كان يجعل لهذه يوما ولهذه يوما للصغيرة والكبيرة منهن، فيقسم لسودة ويقسم لعائشة، عائشة صغيرة وسودة كبيرة.
ولما أحست سودة بأنه سيطلقها وهبت يومها لعائشة وبقيت رضي الله عنها من أمهات المؤمنين .
وقولها : فيعدل أي : يعدل بين نسائه في هذا القسم ، فلا يميل إلى واحدة منهن بل يسير سيرا عدلا ليس فيه ميل لهذه ولا لهذه .
ويقول مع كونه يعدل عليه الصلاة والسلام يقول : اللهم هذا قسمي فيما أملك يعني من العدل ، وهو يملك عليه الصلاة والسلام أن يجعل لهذه يوما ولهذه يوما وكل إنسان يملك هذا .
فلا تلمني فيما تملك ولا أملك : يعني لا تلحقني يا ربي لومًا تعاقبني به فيما تملك ولا أملك، وهو الحب، فإن المحبة لا يملكها الإنسان، وإنما الذي يملكها الله عز وجل، فالمحبة لا يمكن للإنسان أن يعدل فيها بين النساء، وذلك لأن هذا شيء يلقيه الله في قلب الإنسان ولا يمكنه أن يتخلص منه، ولا يمكن أن يعدل بين النساء، وقد كان معروفا عند نسائه وعند الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب عائشة أكثر من غيرها، حتى إنه سئل عن ذلك : من أحب الرجال إليك ؟ قال: أبوبكر، قالوا ومن النساء ؟ قال: عائشة ، فعائشة رضي الله عنها هي أحب النساء إليه ، وأحب زوجاته إليه وهن قد عرفن ذلك ، لأن ذلك لا يملك .
ولكن هل للمحبة أسباب ؟
نعم لها أسباب وللكراهة أسباب ، فمن أسباب المحبة :
إفشاء السلام ، إفشاء السلام بين المسلمين من أسباب المحبة ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم .
ومن ذلك أيضاً : الهدية فإنه جاء في الحديث : تهادَوا تحابوا .
ومن ذلك أيضا الإحسان إلى الناس بالمال أو بالبدن أو بالجاه فإن هذا يجلب المحبة .
ومن ذلك الزيارات، تبادل الزيارات فإنه يجلب المحبة.
ومن ذلك عيادة المرضى فإنها تجلب المحبة، وهي أشد جلبا من الزيارات المعتادة، لأن المريض يفرح فرحا عظيما بمن يعوده فيجد في قلبه محبة له.
هذه أسباب، ولكن هذه الأسباب قد يكون لها موانع، يعني ليس كل سبب يؤثر ويؤتي مفعوله، قد يكون لها موانع .
الموانع إما من الإنسان نفسه ، أو من الله عز وجل ، يلقي الله عز وجل في قلب هذا الرجل عدم المحبة لشخص ولو كان يفشي السلام معه ولو كان يُهدي إليه ولو كان يزوره، لأن هذا شيء من الله عز وجل ولهذا قال: فيما تملك ولا أملك .
هذه المسألة يعني مسألة المحبة لا يمكن للإنسان أن يتحكم فيها، ولكن ما يتفرّع عن المحبة وهو الجماع هل يجب على الإنسان أن يعدل بين زوجاته في الجماع ؟
يقول: العلماء إنه لا يجب، لأن الجماع يتبع المحبة فإذا كان يحب واحدة أكثر من الأخرى فسوف تكون رغبته في جماعها أكثر من رغبته في جماع الأخرى لا شك، وربما لا يميل إلى الأخرى من هذه الناحية إطلاقا، لاسيما إذا كان ضعيف الشهوة، فإنه لا يتحمل أن يعطي هذه وهذه، فتجده يفرّط كثيرا في حق الأخرى التي محبتها أقل من محبة الثانية .
ولهذا قال العلماء : لا يجب العدل بين النساء في الجماع ، لماذا ؟
لأن ذلك يتبع المحبة ، ولا طاقة للإنسان بالتحكم في المحبة .
ولكن الصحيح في هذه المسألة أنه قد يمكن العدل في الجماع فمثلا إذا كان الإنسان يوفّر نفسه للثانية ويتصدد ويعرض عن جماع الأولى مثلا لأن بعض الناس يتصدد عن جماع إحدى الزوجتين لأن الرغبة فيها قليلة ويقول: بدل من أن أتعب نفسي في جماعها أجعل الجماع للأخرى، فهذه لا أجامعها أبدًا وهذه أجامعها في الليلة مرتين مثلا، نقول: إذا كان الإنسان يتقصد هذا فإن ذلك حرام، ولا يعارض هذا الحديث: فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ، لأن هذا يملكه ، فإذا كان يوفر شهوته للأخرى فإن ذلك مما يملكه فلا يجوز ، وهذا الذي ذكره ابن القيم -رحمه الله- في *زاد المعاد وهو الصحيح، فأما أن نقول لا يجب العدل في الجماع على الإطلاق فهذا فيه نظر.
كان يقسم لنسائه : وذلك لأنه عليه الصلاة والسلام كان يجعل لهذه يوما ولهذه يوما للصغيرة والكبيرة منهن، فيقسم لسودة ويقسم لعائشة، عائشة صغيرة وسودة كبيرة.
ولما أحست سودة بأنه سيطلقها وهبت يومها لعائشة وبقيت رضي الله عنها من أمهات المؤمنين .
وقولها : فيعدل أي : يعدل بين نسائه في هذا القسم ، فلا يميل إلى واحدة منهن بل يسير سيرا عدلا ليس فيه ميل لهذه ولا لهذه .
ويقول مع كونه يعدل عليه الصلاة والسلام يقول : اللهم هذا قسمي فيما أملك يعني من العدل ، وهو يملك عليه الصلاة والسلام أن يجعل لهذه يوما ولهذه يوما وكل إنسان يملك هذا .
فلا تلمني فيما تملك ولا أملك : يعني لا تلحقني يا ربي لومًا تعاقبني به فيما تملك ولا أملك، وهو الحب، فإن المحبة لا يملكها الإنسان، وإنما الذي يملكها الله عز وجل، فالمحبة لا يمكن للإنسان أن يعدل فيها بين النساء، وذلك لأن هذا شيء يلقيه الله في قلب الإنسان ولا يمكنه أن يتخلص منه، ولا يمكن أن يعدل بين النساء، وقد كان معروفا عند نسائه وعند الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب عائشة أكثر من غيرها، حتى إنه سئل عن ذلك : من أحب الرجال إليك ؟ قال: أبوبكر، قالوا ومن النساء ؟ قال: عائشة ، فعائشة رضي الله عنها هي أحب النساء إليه ، وأحب زوجاته إليه وهن قد عرفن ذلك ، لأن ذلك لا يملك .
ولكن هل للمحبة أسباب ؟
نعم لها أسباب وللكراهة أسباب ، فمن أسباب المحبة :
إفشاء السلام ، إفشاء السلام بين المسلمين من أسباب المحبة ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم .
ومن ذلك أيضاً : الهدية فإنه جاء في الحديث : تهادَوا تحابوا .
ومن ذلك أيضا الإحسان إلى الناس بالمال أو بالبدن أو بالجاه فإن هذا يجلب المحبة .
ومن ذلك الزيارات، تبادل الزيارات فإنه يجلب المحبة.
ومن ذلك عيادة المرضى فإنها تجلب المحبة، وهي أشد جلبا من الزيارات المعتادة، لأن المريض يفرح فرحا عظيما بمن يعوده فيجد في قلبه محبة له.
هذه أسباب، ولكن هذه الأسباب قد يكون لها موانع، يعني ليس كل سبب يؤثر ويؤتي مفعوله، قد يكون لها موانع .
الموانع إما من الإنسان نفسه ، أو من الله عز وجل ، يلقي الله عز وجل في قلب هذا الرجل عدم المحبة لشخص ولو كان يفشي السلام معه ولو كان يُهدي إليه ولو كان يزوره، لأن هذا شيء من الله عز وجل ولهذا قال: فيما تملك ولا أملك .
هذه المسألة يعني مسألة المحبة لا يمكن للإنسان أن يتحكم فيها، ولكن ما يتفرّع عن المحبة وهو الجماع هل يجب على الإنسان أن يعدل بين زوجاته في الجماع ؟
يقول: العلماء إنه لا يجب، لأن الجماع يتبع المحبة فإذا كان يحب واحدة أكثر من الأخرى فسوف تكون رغبته في جماعها أكثر من رغبته في جماع الأخرى لا شك، وربما لا يميل إلى الأخرى من هذه الناحية إطلاقا، لاسيما إذا كان ضعيف الشهوة، فإنه لا يتحمل أن يعطي هذه وهذه، فتجده يفرّط كثيرا في حق الأخرى التي محبتها أقل من محبة الثانية .
ولهذا قال العلماء : لا يجب العدل بين النساء في الجماع ، لماذا ؟
لأن ذلك يتبع المحبة ، ولا طاقة للإنسان بالتحكم في المحبة .
ولكن الصحيح في هذه المسألة أنه قد يمكن العدل في الجماع فمثلا إذا كان الإنسان يوفّر نفسه للثانية ويتصدد ويعرض عن جماع الأولى مثلا لأن بعض الناس يتصدد عن جماع إحدى الزوجتين لأن الرغبة فيها قليلة ويقول: بدل من أن أتعب نفسي في جماعها أجعل الجماع للأخرى، فهذه لا أجامعها أبدًا وهذه أجامعها في الليلة مرتين مثلا، نقول: إذا كان الإنسان يتقصد هذا فإن ذلك حرام، ولا يعارض هذا الحديث: فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ، لأن هذا يملكه ، فإذا كان يوفر شهوته للأخرى فإن ذلك مما يملكه فلا يجوز ، وهذا الذي ذكره ابن القيم -رحمه الله- في *زاد المعاد وهو الصحيح، فأما أن نقول لا يجب العدل في الجماع على الإطلاق فهذا فيه نظر.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- الجمع بين آية التعدد وبين: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُو... - ابن باز
- القسم بين الزوجات بالعدل وإلا فبرضاهن - اللجنة الدائمة
- فيم يكون العدل بين النساء - ابن باز
- رجل تزوج زوجتين وقال للقديمة إما أن أطلقك أو... - ابن عثيمين
- هل يرد بسبب نزول هذه الآية : (( ترجي من تشاء... - ابن عثيمين
- القسم بين الزوجات بالعدل - اللجنة الدائمة
- ما صحة حديث ( اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا... - الالباني
- العدل بين الزوجات ، وحديث : ( اللهم هذا قسمي ف... - الالباني
- فوائد حديث : ( اللهم هذا قسمي فيما أملك ... ) . - ابن عثيمين
- عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله... - ابن عثيمين