تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب آداب قضاء الحاجة - ابن عثيمينالشيخ : نبدأ الآن في درس جديد : قال المؤلف -رحمه الله- : " باب آداب قضاء الحاجة " : من حكمة الله عز وجل أنه جعل لذكره أسبابا حتى يستيقظ الإنسان وينتبه ل...
العالم
طريقة البحث
باب آداب قضاء الحاجة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نبدأ الآن في درس جديد :
قال المؤلف -رحمه الله- : " باب آداب قضاء الحاجة " :
من حكمة الله عز وجل أنه جعل لذكره أسبابا حتى يستيقظ الإنسان وينتبه لذكر الله ، لأن الإنسان قد تستولي عليه الغفلة وينسى ذكر الله ، فيجعل الله تعالى لذكره أسبابا كثيرة : دخول المنزل فيه ذكر ، الخروج من المنزل فيه ذكر، لبس الثوب الجديد فيه ذكر، الأكل فيه ذكر، التخلي من الأكل فيه ذكر، حتى يكون الإنسان دائما على صلة بالله عز وجل بذكر الله تبارك وتعالى، وهذا في الحقيقة إنما يحصل لمن يذكر الله بقلبه ولسانه وجوارحه، فأما الذي يذكر الله باللسان والجوارح دون القلب فإن هذه الفائدة العظيمة تفوته، أسأل الله أن يوقظنا وإياكم من الغفلة، لذلك نجد أن الشارع شرع لنا عبادات حتى عند التخلي من الأكل والشرب، فضلا عن الأكل والشرب، لأن التخلي عن الأكل والشرب نعمة عظيمة، لا يدرك نعمة الله علينا بها إلا من فقدها، لو احتبس بول الإنسان لكان يفدي ذلك بالدنيا كلها ، أو احتبس غائطه ، أو احتبست الريح لتعب تعبا عظيمًا ، ولسلك كل واد ليصل إلى طبيب ينقذه من ذلك ، فنعمة الله علينا بالتخلي من الأكل والشرب لا شك أنها نعمة عظيمة ، له علينا أن نشكره تبارك وتعالى عليها .
ثم هذا التخلي هو عن طعام وشراب ، طعام وشراب من أين جاء ؟
من الله عز وجل ، أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ؟
الجواب : أنت يا ربنا ، أنت الذي زرعت هذا ، ولولا أن الله تعالى زرعه ما نما قال تعالى : لو نشاء لجعلناه حطاما ولم يقل : لو نشاء لم يخرج ، لأنه إذا نما وكمل ولم يبق إلا حصاده ودياسه ثم صار حطاما صار أشد حرمانا وأشد حسرة أليس كذلك؟
الطالب : بلى .

الشيخ : تأمل الآيات لم يقل : لو نشاء لم ننبته أو لم نزرعه قال : لو نشاء لجعلناه حطاما يعني بعد أن يخرج وينمو ويشاهده الإنسان وتتعلق نفسه به يجعله الله حطاما ، وصدق الله العظيم ، لو شاء لجعله حطاما ، وكم من زروع صارت حطاما بعد أن استكملت ؟!
يرسل الله عليها رياحا وبردا من السماء فيتلفها ، أيضا الشراب أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون ؟
الجواب : الله عز وجل : لو نشاء جعلناه أُجاجا وإذا جعله الله أجاجا لا يمكن أن نشربه مع أنه بين أيدينا ، ولم يقل : لو نشاء لم ننزله ، لأن كون الماء بين أيدينا ولا نستطيع شربه أشد حسرة مما لو لم نجده .
فالحاصل أن نعم الله عليك بالتخلي من الطعام والشراب لا بد أن تذكر نعمة الله عليك بتحصيل الطعام والشراب ، كم من أناس لم يحصلوا عليه إما قدرًا وإما شرعًا ، حرم على بني إسرائيل طيبات أحلت لهم فمنعوا من ذلك شرعا مع أنها طيبة.
ويمرض الإنسان ويقال له : لا تأكل اللحم الفلاني أو الطعام الفلاني فيحرم منها قدراً، فهذه من نعمة الله أن الله يسر الطعام والشراب وأحله لك ومكنك منه ، هذه نعم ، ولو أردنا أن نعد نعم الله علينا سبحانه وتعالى في هذا لبلغ المئات ، حتى قيل : إنه لا يمكن أن يوضع الطعام بين يديك إلا ولله تعالى فيه أكثر من ثلاثمائة نعمة ، ولكننا في غفلة عن هذا ، لذلك احتاج العلماء -رحمهم الله- إلى أن يذكروا آداب قضاء الحاجة .
ومعنى قضاء الحاجة يعني التخلي عن الأكل والشرب ، لكن من الأدب في الألفاظ أن يكني الإنسان عن الشيء الذي يستحيا من ذكره بما يدل عليه، وهو إذا كني عنه بما يدل عليه صار حقيقة فيه، وإلا لو رجعنا إلى كلمة قضاء الحاجة ويش تشمل ؟
تشمل الذي يذهب يشتري له طعاما ، أو يشتري شيئا لأهله ، لكن لما اصطلح على هذا التعبير صار حقيقة في البول والغائط ، إذًا فقضاء الحاجة المراد به إيش ؟
البول، التخلي من الطعام وهو البول والغائط، له آداب قولية وله آداب فعلية عند الدخول وعند الخروج وعند الجلوس .

Webiste