تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث ( اتقوا اللعانين : الذي يتخلى في... - ابن عثيمينالشيخ : ففي هذا الحديث فوائد : منها : تحريم التخلي في الطريق وتحريم التخلي في الظل ، ووجه التحريم ظاهر، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله سببا للعن. ...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث ( اتقوا اللعانين : الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ففي هذا الحديث فوائد :
منها : تحريم التخلي في الطريق وتحريم التخلي في الظل ، ووجه التحريم ظاهر، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله سببا للعن.
ومن فوائد الحديث : أن المتسبب في الإثم كالمباشر ، المتسبب في الإثم كالمباشر لأننا نعلم أن اللاعن ليس هو المتخلي من اللاعن ؟
الناس الذين يتأذون بهذا ، فلهذا نقول : المتسبب في الإثم كالمباشر ، أما في الضمان فإنه يختلف على تفصيل عند الفقهاء.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز لعن من فعل ذلك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن هذا محذرًا من أن تقع اللعنة على الفاعل، ولا يمكن أن تقع اللعنة على الفاعل إلا إذا كان اللاعن محقاً، أما إذا كان غير محق فلا يمكن أن تقع اللعنة على الملعون، وعلى هذا فيجوز أن يَلعن الإنسان فاعل ذلك، ولكن هل يلعنه على سبيل التعيين؟ يعني: لو فرض أن الرجل شاهد هذا الإنسان الذي يتخلى في الطريق أو في الظل هل يلعنه بعينه ؟
الذي نرى أنه من الورع ألا يلعنه بعينه ، وإنما يقول : اللهم العن من فعل كذا، لأن من المعلوم أن لعن المعين حرام حتى لو كان من أكفر عباد الله، حتى لو رأيت رجلا يسجد لصنم لا تقل : اللهم العنه، فهذا ليس أعني: التخلي في ظل الناس أو طريقهم ليس بأشد من عبادة الصنم .
ومن فوائد هذا الحديث : حماية الشريعة الإسلامية لأهلها من الأذى ، لأن الغرض من ذلك هو تحذير الناس من أذية المؤمنين ، الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأمرنا أن نتقي اللاعنين من أجل أن نعرف أنه ملعون لا من أجل التحذير من أذية المؤمنين، وقد قال الله تبارك وتعالى : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لو كان الطريق واسعا والناس يستطرقونه من وسطه أو من أطرافه بحيث لا يتمكنون من الاستطراق في وسطه فإنه لا بأس أن يتخلى الإنسان في هذا الجانب الذي لا يستطرقه الناس ، لأنه قال : طريق الناس ، ولم يقل : الطريق عامة ، فعلى هذا لو كان الطريق واسعا واحتاج الإنسان أن يتغوط أو يتبول في هذا الطريق الذي لا تطرقه الأقدام فظاهر الحديث أنه لا بأس به ، ولكن هذا مشروط بألا يكشف عورته أمام الناس .
ومن فوائد الحديث : أنه لا يحرم التخلي في الظل مطلقًا، بل في الظل الذي يقصده الناس، لقوله ؟
الطالب : أو ظلهم .

الشيخ : أو ظلهم أما مجرد الظل فلا يحرم .
استثنى بعض العلماء رحمهم الله قال : ما لم يكونوا يقصدون الظل للجلوس فيه لغيبة الناس ، يعني لو كان هؤلاء يجلسون في الظل يغتابون الناس أو يشربون الخمر أو يفعلون معصية، يأوون إلى الظل لهذا الغرض قال : فإنه لا بأس أن يتخلى فيه لأن ذلك سبب لبعدهم عنه، ولكن هذا الاستثناء فيه نظر لأنهم إذا أبعدوا عنه ذهبوا يلوثون ظلا آخر، يعني لن ينتهوا ، ثم إنه لو حصل هذا التخلي في هذا الظل الذي يقصده هؤلاء ربما يقصده أناس يحتاجونه ولا يعملون فيه المعصية ، فهذا الاستثناء فيه نظر .
والصواب: أنه إذا كان هذا الظل مأوى لمن يعمل فيه المعاصي أن يجلس الإنسان فيه ، حتى إذا جاء الذين يعتادونه للمعاصي إيش يعمل ؟
ينكر عليهم، هذا هو الحل، أما أن يتغوط أو يبول في هذا المكان الذي حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام ففيه نظر.
هل يمكن أن نأخذ من هذا قاعدة عامة : وهي: تحريم أذية المسلمين بأي نوع من الأذى ؟
نعم، نقول : إن هذا الحديث يدل على تحريم أذية المسلمين بأي نوع من الأذى سواء بالقول أو الفعل أو اللمس أو أي شيء .

Webiste