وعن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) . رواه مسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وعن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن . رواه مسلم " هذا الحديث له سبب وسببه أن معاوية رضي الله عنه بن الحكم صلى مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعطس رجل من القوم فحمد الله فقال له معاوية : يرحمك الله خاطبه يرحمك الله فرماه الناس بأبصارهم أي : نظروا إليه نظر إنكار فقال : واثكل أمياه وهذه كلمة تقولها العرب للإشعار بالندم فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت رضي الله عنه ثم انتهت الصلاة فدعاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال رضي الله عنه : فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما أحسن تعليما منه صلوات الله وسلامه عليه والله ما كهرني ولا نهرني ما كهرني بوجهه فعبس وقطب ولا نهرني بلسانه وإنما قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس وأن شأنها التسبيح والتكبير وقراءة القرآن وانتهت القضية لم يأمره بالإعادة ولا وبخه على الكلام وإنما علمه هذا التعليم الهادئ الرشيد وهذا الحديث كما قلت له سبب وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تنقسم كالقرآن الكريم إلى قسمين ابتدائي وسببي يعني أن بعضها يكون له سبب وبعضها لا يكون له سبب ومعرفة السبب تعين على فهم المعنى والمراد به وقد ألف العلماء رحمهم الله كتبا في بيان أسباب الحديث منها ما يكون صحيحا، ومنها ما يكون ضعيفا لكن هذا الحديث صحيح رواه مسلم قوله صلى الله عليه وسلم : إن هذه الصلاة المشار إليه ليس إشارة تعيين تعيين عين يعني وإنما هو تعيين جنس والفرق بينهما أننا لو قلنا : إنه تعيين عين لكان تحريم الكلام يختص بتلك الصلاة المعينة وإذا قلنا : تعيين جنس صار المراد كل الصلوات وهذا هو المراد أن الإشارة هنا إشارة لتعيين الجنس لا لتعيين العين وقوله : الصلاة ما دمنا قلنا للجنس يشمل كل ما يسمى صلاة سواء كانت نافلة أو غير نافلة وسواء كانت ذات ركوع وسجود أو لا لا يصلح فيها شيء من كلام الناس شيء نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء سواء كان يتعلق بالصلاة أو لا كل شيء وقوله : من كلام الناس أي : من الكلام الذي يتخاطب به الناس هذا مراده قطعا وليس مراده مما يتكلم به الناس لأن الناس يتكلمون بالتسبيح والتكبير وقراءة القرآن في الصلاة لكن من كلام الناس أي : مما يجري بينهم في المخاطبة إنما هو إذا كان اللفظ هو المحفوظ فهو ضمير الشأن يعني إنما شأن الصلاة التسبيح تسبيح الله عز وجل وذلك في الركوع والسجود والاستفتاح في الاستفتاح سبحانك اللهم وبحمدك وفي الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الأعلى والتكبير التكبير تكبيرة الإحرام وهي مقدم التكبير وهي أوكد التكبيرات لأنها ركن لا تنعقد الصلاة بدونها وأما بقية التكبيرات فالتكبير في الركوع في المسبوق إذا وجد الإمام راكعا سنة والتكبير في الانتقالات على القول الراجح واجب وقراءة القرآن قراءة القرآن يشمل قراءة الفاتحة وقراءة غيرها والقرآن هو هذا الذي بين أيدينا وهو مصدر كالغفران والشكران والكفران إما بمعنى اسم الفاعل وإما بمعنى اسم المفعول فبمعنى اسم المفعول يكون تقديره قارئ لأنه جامع كالقرية تجمع ساكنيها وعلى اسم مفعول يكون مقروءا أي : متلو وكلاهما صحيح .
الفتاوى المشابهة
- حكم رفع اليدين في تكبيرات العيد , وحكم التسبيح... - الالباني
- هل من السنة قراءة القرآن قبل صلاة العيدي... - اللجنة الدائمة
- التكبير الجماعي بعد الصلاة - اللجنة الدائمة
- شرح حديث معاوية بن الحكم السلمي عندما كان في ا... - الالباني
- أسلوب النبي - صلى الله عليه وسلم - في النصيحة... - الالباني
- فوائد حديث معاوية بن الحكم السلمي (( ... أنه ص... - الالباني
- ذكر حديث معاوية بن الحكم السلمي لما عطس رجل بج... - الالباني
- قصة معاوية بن الحكم في كلامه أثناء الصلاة. - ابن عثيمين
- ذكر الأساليب في النصيحة، وشرح حديث معاوية بن ا... - الالباني
- شرح حديث عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله... - ابن عثيمين
- وعن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال : قال ر... - ابن عثيمين