تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسيرالحكمة
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الحكمة من ذلك قال : لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا لكي لا يكون اللام هنا للتعليل و كي حرف مصدر لأنها بعد اللام مصدرية محضة أي لأن ولا نافية وقوله حرج أي ضيق ومشقة وقوله : في أزواج أدعيائهم من أدعياؤهم ؟ أبناؤهم الذين تبنوهم هؤلاء هم الأدعياء وهؤلاء الأدعياء ليسوا بأبناء كما قال الله تعالى : وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ [الأحزاب :4]وتأمل قوله : لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ ولم يقل أبنائهم الذين تبنوهم لأن هذه البنوة منتفية شرعاً وباطلة شرعاً ولهذا قال : أدعيائهم وبهذا نعرف أن قول من قال في قوله تعالى : وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ [النساء :23]أن قوله : من أصلابكم احتراز من ابن التبني فتبين لنا أن هذا القول لا وجه لا لأن ابن التبني لم يسمه الله ابناً أبداً بل نفى عنه البنوة فقال : وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ وقال هنا : لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ وإذا كان ابن التبني لا يسمى ابناً شرعاً فإنه لا حاجة إلى أن نأتي بصفة تخرجه لماذا ؟ لأنه ليس بداخل أصلاً حتى يخرج بهذه الصفة الذين من أصلابكم ولكنها احتراز من ابن الرضاعة كما هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال : لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا إذا قضوا الفاعل يعود على من ؟ على الأدعياء وقوله : إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا فيه إشارة إلى أنه لو كان ذلك بضغط من الأب المدعي لكان ذلك فيه حرج بل لابد أن يكونوا قد قضوا منهن وطرا وأنهوا رغبتهن فيهن