تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( وإذ تقول للذي أنعم... - ابن عثيمينقال :" فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد ثم وقع بصره عليها بعد حين فبلغ في نفسه حبها وفي نفس زيد كراهتها ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم أريد فراقها ...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال :" فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد ثم وقع بصره عليها بعد حين فبلغ في نفسه حبها وفي نفس زيد كراهتها ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم أريد فراقها فقال : أمسك عليك زوجك كما قال تعالى : وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ [الأحزاب :37] "هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله ، ذكر عن بعض المفسرين من السلف والخلف لكنه كما قال ابن كثير " أقوال ينبغي أن يضرب الإنسان عنها صفحاً " لأنها أقوال باطلة لا تليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم لأن القصة إذا قرأها الإنسان يتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عاشقاً من العشاق وما أشبه هذه القصة الباطلة بقصة داوود عليه الصلاة والسلام التي ذكروا أن داوود طلب من أحد جنوده أن يتزوج امرأته ولكنه أبى فاحتال عليه بحيلة شوف كيف ؟ إيش الحيلة ؟ قال نطلعه مع الجيش عشان يقتل فأتزوج امرأته هل هذا يمكن أن يقع من نبي من أنبياء الله ؟ أبداً هذه لو قال قائل إنها وقعت من أحد السوقة من الناس لقيل ما أظلم هذا الرجل وما أجهله فكيف بنبي من أنبياء الله ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم هل يمكن أن يتصور أحد أنه عشق هذه المرأة لاحظوا أن بعض الناس حتى بعض المفسرين والعياذ بالله صار يتلفظ بهذا اللفظ يقول الرسول عشق المرأة زينب ولكن هذا قول باطل وسيأتي إن شاء الله تعالى في الكلام على تفسير الآية بيان معنى الآية وأن معناها ناصع واضح ولم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال له : أمسك عليك زوجك واتقي الله وأنه أخفى حبها لأن الله قال في نفس الآية : وتخفي في نفسك ما الله مبديه فبين الله أنه سيبدي ما أخفاه في نفسه لو كان الذي أخفاه النبي عليه الصلاة والسلام في نفسه الحب لكان الله يبديه لكن ما الذي أبدى الله ؟ الذي أبدى الله تزويجه أنه زوجه إياها فكان الرسول عليه الصلاة والسلام أخفى في نفسه ما أعلمه الله أنه سيتزوجها بدون أن يكون هناك حب وعلاقة لكن الرسول عليه الصلاة والسلام علم بما أعلمه الله أنه سيتزوجها فلما جاء هذا الرجل يستشيره قال له : اتق الله لا تطلق المرأة فعاتب الله رسوله لماذا قال له اتق الله وأمسكها وقد علم أن الله تعالى سيزوجه إياها فالمسألة واضحة ما فيها أي إشكال ولكن المشكل إن بعض المفسرين يأخذوا عن بعض من غير تمحيص ومن غير أن يكون هناك تروي في المسألة حتى إن بعض الناس اعتذر وقال" إن محبة الإنسان للمرأة ولو كانت عند زوج آخر أمر لا ينكر إنما الذي ينكر أن يحاول التوصل لهذه المرأة بطريق غير شرعي وأما أن يقع في نفسه محبة امرأة عند زوج فهذا لا بأس به وهو أمر جبلي قد تدعو إليه الجبلة والطبيعة "وهذا وإن كانت المسألة تحتاج إلى نظر في هذا القول وهو أن محبة الإنسان لزوجة غيره إما أن تكون محبة للجنس أو محبة للشخص فإن كان محبة للجنس فهذا أمر جائز وإلا لا ؟ جائز أنا ما معناه الجنس الشهوة يعني ، يعني جنس هذا الطراز من النساء هذا المراد بقولي الجنس إن كان محبة للجنس يعني معناه أنه يرغب مثل هذه المرأة فهذا لا بأس به والإنسان دائماً إذا سمع مثلاً من امرأة رجل أنها امرأة صالحة قانتة حافظة للغيب بما حفظ الله يحبها ويحب أن يكون له مثلها وأما إذا كان حباً شخصياً فعندي أن في جواز ذلك نظراً وأن الإنسان يجب عليه أن إذا تعلقت نفسه بامرأة تعلقاً شخصياً أو محبة شخصية يجب عليه أن يحاول التخلص من هذا لأنها مشكلة ، المحبة في الحقيقة جذابة ، المحبة كأنها رشاً من حديد يجذب الإنسان فإذا تعلق قلبه بامرأة فإن الغالب أن يحاول الوصول إليها إن لم تكون مزوجة يمكن يخطبها وإن كانت مزوجة مشكلة فالذي أرى في هذه المسألة أنه اذا أحبها محبة جنس بمعنى أحب جنس هذه المرأة فهذا لاشك أنه ما فيه مانع ولا يحصل فيه مفسدة وأما إن أحبها محبة شخصية فإن الأمر خطير .
الطالب :...؟
الشيخ : لأنه يحب هذه المرأة نفسها ، إي هذه المرأة مثلاً شافها معها زوجها أنها قائمة باللازم وأحبها هي شخصياً .
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ إذ يقول المؤلف : " إنه منصوب باذكر " أين اذكر ؟ محذوف ، منصوب باذكر محذوفاً أي أذكر يا محمد إذ تقول للذي أنعم عليه إلى آخره اذكر هذا القول حتى تكون مستعداً لما يلقى إليك من الموعظة لأن ا لله تعالى وعظه في هذه الآية موعظة عظيمة حتى قالت عائشة رضي الله عنها : " لو كان محمداً كاتماً ما أنزل إليه لكتم هذه الآية " كما سترون وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ للذي أنعم عليه الله بالإسلام وأنعمت عليه بالإعتاق بين الله عز وجل أن هذا الرجل الذي أبهم اسمه هنا ثم أوضحه فيما بعد أن عليه نعمتين النعمة الأولى لله والثانية للرسول عليه الصلاة والسلام وهنا قال : لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ فأتى بالواو الدالة على الاشتراك مع أن هذا ليس من باب الشرك أو ليس من باب التشريك حتى نقول إنه يجوز اشتراك أو إشراك الله مع الرسول عليه الصلاة والسلام بل هنا من باب النعمة والعطاء والفضل فكيف جمع بين إنعام الرسول صلى الله عليه وسلم وإنعام الله بالواو الدالة على التشريك ؟ فالجواب أن نقول جمع بينهما بالواو الدالة على التشريك لأن النعمتين مختلفتان فالنعمة الأولى بماذا ؟ بالإسلام والثانية النعمة من الرسول صلى الله عليه وسلم بالعتق فلما اختلفت النعمتان صارت الواو لا تدل على الاشتراك لامتناع الاشتراك بين شيئين مختلفين تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ " بالإعتاق وهو زيد بن حارثة كان من سبي الجاهلية اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه " المشهور أن زيد بن حارثة رضي الله عنه كان مملوكاً لخديجة فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم هذا هو المعروف في السير وأيا كان فإن زيداً بن حارثة كان مملوكاً للرسول صلى الله عليه وسلم ثم أعتقه وتبناه أيضاً رفع معنوياته بكونه أضافه إليه ابنا له وكان يدعى زيد بن محمد حتى أبطل الله ذلك في قوله : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب :40]وبقوله : مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ [الأحزاب :4] تقول : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ في أمر طلاقها أمسك عليك هنا عدى أمسك بعلى لأنها بمعنى اضمم عليك زوجك يعني اجعلها منضمة عليك لا تفارقها أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ والمراد بها زينب بنت جحش رضي الله عنها وكان زيد قد تزوجها بمشورة النبي صلى الله عليه وسلم فجاء يستشير في طلاقها فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : أمسك عليك زوجك يعني لا تطلقها وأمره بأن يتقي الله واتق الله إغراء له على إمساكها وإن كان الرجل لم يفعل خطيئة لأن الطلاق مما يباح للرجال لكن من باب الإغراء على إمساكها وقال بعض المفسرين إنه أي زيد بن حارثة إنه ذكر زينب بعيب فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام اتق الله يعني لا تصفها بالعيب وليس المعنى اتق الله لا تطلقها لأن الأصل في الطلاق أنه مباح أمسك عليك زوجك واتق الله

Webiste