تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( والذين سعوا في آيا... - ابن عثيمينيقول  والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ، سعوا في آياتنا قال المؤلف " في إبطال آياتنا القرآن " ، فجعل في الآية محذوفا تقديره في إ...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( والذين سعوا في آياتنا معاجزين ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يقول والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ، سعوا في آياتنا قال المؤلف " في إبطال آياتنا القرآن " ، فجعل في الآية محذوفا تقديره في إبطالها ، ومعنى سعوا أي مشوا بشدة هذا في الأصل ومنه السعي أي الركض فالمراد أن هؤلاء يسابقون ويتسارعون إلى إبطال آيات الله سبحانه وتعالى ، إبطالها بالنسبة لهم لا يقومون بها و إبطالها بالنسبة لغيرهم يصدون الناس عن دين الله ، قال الله تعالى إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام . فهؤلاء سعوا غاية السعي في آيات الله عز وجل لإبطالها وإخفاقها، وقوله سعوا في آياتنا لم يبين لماذا سعوا لأن هؤلاء يسعون في إبطال آيات الله أحيانا بالصراع المسلح يعني يهاجمون الديار و يقاتلونهم حتى يردوهم عن دينهم. و أحيانا بالسلاح الفكري ، فيبثون فيهم الشبهات في دينهم في نبيهم في ربهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. و أحيانا يسعون في ذلك بالشهوات فيبثون في الناس حب اللهو والشهوة ومن هذا ما تبثه وسائل الإعلام الخبيثة في الدول الكافرة و من تشبه بها فتجدهم يدعون إلى أسافل الأخلاق يدعون بالقلم و بالصورة فيصورون النساء الفاتنات و على صفة مزرية والعياذ بالله و يكتبون أيضا بالدعوة إلى ذلك. هذا الأمر هل تظنون أنه يمسه العقيدة أو للبدن فقط ، يمس العقيدة في الواقع لأن الإنسان إذا أصبح بهيميا ليس له إلا إشباع بطنه و إشباع غريزته فإنه يبقى لا صلة له بالله عز وجل و لا يكون له صلة أهم شيء عنده ما انغمس فيه من الشهوات و اللهوات. فتجده يعرض عن دين الله ولا يهتم به. ولذلك أضر ما يكون على البلاد الإسلامية بعد بثت السموم الفكرية بثت السموم الشهوانية لأن الشهوانية يميل إليها الإنسان بفطرته التي تمليها عليه نفسه الأمارة بالسوء فيدخل فيها مكرها فإذا انغمس نسأل الله العافية فيها فإنه يقل أن ينتشل نفسه منها. فالمهم الذي كفروا يسعون سعيا حثيثا في إبطال آيات الله أن تنشر أو أن يعمل بها أو أن يتجه الناس إليها بكل ما يستطيعون من قوة إما بالصراع المسلح و إما ببث الأفكار المشككة المشبه و إما بث الشهوات حتى يعرض الناس عن دينهم. وقوله " آياتنا إما القرآن "، الصواب أن آياتنا أعم من القرآن لأن الساعين في آيات الله ليسوا من هذ الأمة فقط حتى في الأمم السابقة فإن فيهم من يسعى في آيات الله أليس كذلك فمثل فرعون يهدد قومه يقول ما عملت لكم من إله غيري ويحثهم على أن يكفروا بموسى عليه الصلاة والسلام وغير ذلك أيضا من الأمم الآخرين كلهم يسعون في آيات الله أي في إبطالها وصد الناس عنها. و على هذا فنقول إن المراد بآيات الله هنا أعم من القرآن يشمل السعي في أي آية من آيات الله. وقوله " معاجزين وفي قراءة هنا وفيما يأتي "، إذا معجزين الأصل معجزين يسعون في آياتنا معجزين، وفي قراءة هنا فيما يأتي معاجزين أي مقدرين عجزنا أو مسابقين لنا فيفوتنا لظنهم ألا بأس ولا عقاب نعم ، فيها قراءات سبعيتان أو احدهما شاذة ، سبعيتان لأن من اصطلاح المؤلف رحمه الله أنه إذا قال في قراءة فهي سبعية وأما إذا قال و قرئ فهي شاذة هذا اصطلاح خاص بالمؤلف لو وجدت في هذا الكتاب التفسير وفي قراءة فاعلم أنها قراءة سبعية و إذا وجدت و قرئ فهي قراءة شاذة و الفرق بينهما أن القراءة السبعية يجوز أن يقرأ بها الإنسان في صلاته و يتعبد الله بها و أما الشاذة فهي على اسمها لكن هل يحتج بها في الأحكام أو لا يحتج؟ فيه خلاف بين العلماء. إذا فيها قراءتان معجزين أو معاجزين ، المعجز معناه الذي يرد أن يعجز غيره بدون أن يكون من الغير مقابلة له هذا المعجز فيكون الإعجاز من طرف واحد أي أنهم يريدون بهذا أن يعجزوا الله عز وجل في عدم مؤاخذتهم وفي عقابهم لأنهم آمنون من مكر الله سبحانه وتعالى. معاجزين تكون من طرفين كل واحد منها يريد إعجاز الآخر فكأنهم لطغيانهم وعدوانهم جعلوا أنفسهم في مقام الصراع مع الله عز وجل وإن كان الله عز وجل يريد أن يعجزهم فهم يريدون أن يعجزوا الله سبحانه وتعالى. و قد سبق أن القراءتين قد تدل كل واحدة منمها على معنى يكمل القراءة الأخرى فأيهما ابلغ المعجز أو المعاجز ؟
الطلاب : المعاجز .

الشيخ : المعاجز أبلغ في الطغيان لأنه أراد أن يجعل نفسه حربا لله سبحانه وتعالى مقابلا له ما جزاءه قال والذين يسعون في آياتنا معجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ،

Webiste