تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... تأكل منسأ... - ابن عثيمينقال الله تعالى  تأكله منسأته  بالهمز وتركه بألف يعني فيها قراءتان  منسأته  القراءة الثانية اجعل الهمزة ألفاً أي  منساته  ولهذا قال : " بالهمز وتركه " ول...
العالم
طريقة البحث
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى تأكله منسأته بالهمز وتركه بألف يعني فيها قراءتان منسأته القراءة الثانية اجعل الهمزة ألفاً أي منساته ولهذا قال : " بالهمز وتركه " ولكن إذا تركناه يكون ألفاً بألف لأنه ينسأ يطرد ويزجر بها .
الطالب : ......؟

الشيخ : لا عندي ويزجر .
أي نعم كأن المؤلف رحمه الله يريد أن يبين اشتقاق هذه الكلمة وأنها من النسأ أي الطرد والزجر فإن الإنسان يزجر بعصاه بحزها على من يوجه إليه الخطاب ويطرد بها بالضرب وهذا يدل على أن الكلمة عربية ولكن بعض المفسرين يقول : إن الكلمة غير عربية وأنها من الكلام الذي عرب وإذا كانت الكلمة من الكلام المعرب فإن لا يشتق لها من العربية كل كلمة لها اشتقاق من العربية فإنها تكون عربية وعلى كل حال فالخروج من هذا سهل المهم أن المنسأة هي العصا يطرد بها الشيء ويزجر بها فَلَمَّا خَرّ ميّتاً َ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ الجملة كما تشاهدون جملة شرطية وأداة الشرط فيها لما وقد مر علينا أن لما تأتي لعدة معاني تكون شرطية وتكون للنفي وتكون بمعنى إلا والرابع : أن تكون ظرفاً بمعنى حين ، هنا استعملت شرطية بدليل أنه جاء بعدها شرط وجواب أنه فلما خر تبين ، نافية كقوله تعالى : بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ [ص:8]أي لم يذوقوا عذاب وتأتي بمعنى إلا كما في قوله تعالى إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ [الطارق:4]أي إلا عليها حافظ ، وتأتي بمعنى حين أي ظرف مثل أن تقول : أكرمتني لما زرتك أي حين زرتك طيب إذاً تأتي على أربعة أوجه تبينت الجن تبينت أي علمت وبان لها وفسرها المؤلف بقوله : " انكشف لهم " أَنْ مخففة أي أنهم لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ أن مخففة منين ؟ من الثقيلة وإذا خففت الثقيلة وجب حذف اسمها وكان خبرها جملة فهنا الخبر لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ وإعرابها أن تقول أن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المستتر وجملة لو كانوا يعلمون الغيب في محل رفع رفع خبرها ....وفي قول المؤلف " أنهم " إشارة إلى ما سبق أن قلنا إن ضمير الشأن ينبغي أن يكون مناسباً للمقام فقد يكون مفرداً وقد يكون جمعاً وقد يكون للغائب وقد يكون للمخاطب خلافاً لما عليه أكثر النحويين حيث يقدرونه مفرداً للغائب ويقولون : " أنه " أي الحال نعم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا لو شرطية وجوابها ما لبثوا ولو تأتي شرطية وتأتي مصدرية وتأتي بمعنى ود كذا تأتي شرطية مثل هذه الآية ومثل أن تقول : لو زرتني لأكرمتك وتأتي مصدرية إذا جاءت بعد ود كقوله تعالى وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [القلم:9]أي أنتم تدهنون وهذا معنيان فقط طيب هنا شرطية فعل الشرط فيها .
الطالب : ....

الشيخ : لا ، فعل الشرط كانوا يعلمون وجوابه ما لبثوا في العذاب المهين لو كانوا يعلمون الغيب ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان ما لبثوا في العذاب المهين العمل الشاق لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب طيب وهذا واضح لأنهم لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا أنه مات قبل أن يخر بسبب تأكل عصاه ولعلهم كانوا يظنون أو يدعون أنهم كانوا يعلمون الغيب فأراد الله تعالى أن يبين حالهم لهم ولغيرهم وأنهم لا يعلمون الغيب مع أن الغيب الذي حصل هنا ليس غيباً مطلقاً ولكنه غيب نسبي إذ أن من كان قريباً جداً من سليمان فقد يعرف أنه مات يقول المؤلف : " ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان ما لبثوا أي ما بقوا في العذاب المهين الذي ألحق بهم المهانة والذل وقال المؤلف : " الشاق بظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب يعني كانوا يظنون أنهم يعلمون الغيب فلما خر ميتاً تبين لهم أنهم لا يعلمون الغيب قال : وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته الأرض من العصا يوماً وليلة مثلاً هذا جواب عما قيل أنه بقي سنة وهو ميت ولم يعلم به يعني كأنه قال قائل : ما الذي أعلمكم بأنه سنة قالوا علمنا ذلك بالحساب لأننا حسبنا ما أكلته الأرض يوماً وليلة من العصا فقسنا عليه ما مضى فمثلاً إذا كانت تأكل في اليوم والليلة مثلاً سنتيمتر عرفنا أنها تأكل في السنة ثلاثمائة وستين سنتيمتر وعرفنا هذا من طول العصا ولكن هذا في الحقيقة ليس متعيناً إذ قد تأكل اليوم أكثر مما تأكله بالأمس أو بالعكس وحتى نقول : أيضاً من الذي قال أنها أكلت في اليوم والليلة هذا المقدار حتى عرف به ما مضى يحتاج إلى دليل ولهذا الصواب أن ما سبق أن قلنا بأنه لا حاجة لنا إلى تقدير المدة إيش؟ المدة التي لبثها سليمان وأن مثل هذه الأمور لا يركن إليها ولا يعتمد إلا إذا جاء عن الشارع عن النبي صلى الله عليه وسلم أو جاءت في كتاب الله وأما ما يأتي عن بني إسرائيل في مثل هذه الأمور فإننا نقول نقف فيها لا نصدق ولا نكذب .

Webiste