تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( فقالوا ربنا باعد ب... - ابن عثيمينقالوا :  ربنا بعد بين أسفارنا  وفي قراءة سبعية يعني  باعد بين أسفارنا  إلى الشام اجعلها مفاوز المفاوز جمع مفازة وهي الأراضي التي يخشى فيها من الهلاك وسم...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قالوا : ربنا بعد بين أسفارنا وفي قراءة سبعية يعني باعد بين أسفارنا إلى الشام اجعلها مفاوز المفاوز جمع مفازة وهي الأراضي التي يخشى فيها من الهلاك وسميت مفازة من باب التفاؤل وإلا في الحقيقة ماهي مفازة بل هي هلاك ومهلكة لكن العرب تطلق الشيء على ضده تفاؤلاً كما قالوا في الكثير إنه : جبير فهذه أيضاً مثلها يقول المؤلف في تفسير باعد بين أسفارنا اجعلها مفاوز لماذا قال : " ليتطاولوا على الفقراء بركوب الرواحل وحمل الزاد والماء فبطروا النعمة " لما كانت القرى ظاهرة ومتقاربة ولا يحتاج فيها إلى حمل زاد ومزاد صار الأغنياء والفقراء فيها على حد سواء كل منعم في هذه الطرق فإذا تباعدت صار ذلك من حظ من ؟ الأغنياء فسألوا الله أن يباعد بين أسفارهم من أجل أن يتطاولوا على فقرائهم فهؤلاء الأغنياء يركبون الإبل ويحملون ما يشاءون من الزاد وأما الفقراء فلا يستطيعون ذلك هذا هو السبب في أنهم دعوا الله أن يباعد بين أسفارهم يقول : وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ بماذا ؟ إما بالكفر وإما بدعاء الله سبحانه وتعالى أن يباعد بين أسفارهم فلم يقبلوا نعمته لهذه الراحة فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ لمن بعدهم في ذلك وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ فرقناهم في البلاد كل التفريق إِنَّ فِي ذَلِكَ المذكور لَآيَاتٍ عبراً لِكُلِّ صَبَّارٍ عن المعاصي شَكُورٍ عن النعم جعلناهم أحاديث أحاديث جمع حديث وهو ما يتحدث الناس به يعني أنهم بعد أنهم كانوا موجودين صاروا خبراً من الأخبار.

Webiste