تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( قل ادعوا الذ... - ابن عثيمينأن تنفعهم هذه الآلهة فهل تنفعهم ؟ لا يمكن أن تنفعهم وذلك لانتفاء أسباب النفع من عدة أوجه : أولاً : لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض استقلالا...
العالم
طريقة البحث
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أن تنفعهم هذه الآلهة فهل تنفعهم ؟ لا يمكن أن تنفعهم وذلك لانتفاء أسباب النفع من عدة أوجه :
أولاً : لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض استقلالاً ، ولا يملكون ذلك مشاركة ، وليس لهم معونة يعينوا الله تعالى بها ، والظاهر ليس لهم شفاعة إلا بعد إذن الله فبين الله تعالى أن أسباب النفع في هذه الآلهة منتفية فقوله : لا يملكون الجملة استئنافية لبيان حال هؤلاء الآلهة ، لا يملكون مثقال ذرة وزن ذرة من خير أو شر في السماوات ولا في الأرض صح هذا ، لا يملكون مثقال ذرة لا في السماوات ولا في الأرض ، ويملكون دون المثقال ولا دون المثقال نعم لأن التقدير إذا قصد به المبالغة فلا مفهوم سواء كان في الكثرة أو في القلة فهنا لا يملكون مثقال ذرة يعني ولا دونه واضح طيب في الكثرة إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ [التوبة:80]ولو أكثر من سبعين ما يغفر الله لهم ولهذا قال في آية المنافقين : سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [المنافقون:6]فإذا جاء القيد للمبالغة قلة أو كثرة فليس له مفهوم ، إذاً لا يملكون مثقال ذرة ولا دونها في السماوات ولا في الأرض ولو كانوا يملكون ذلك لقلتم نتعلق بهم لعلهم يعطوننا مما يملكون صح ولا لا ؟ طيب هل لهم شرك في السماوات أو في الأرض ؟ لا ولو كان لهم شرك لقلتم لعلهم يعطوننا من نصيبهم ، ولهذا قال : وما لهم فيهما من شرك شركة من هذه زائدة لفظاً لا معنى وعلى هذا فـ شرك مبتدأ مؤخر وخبره الجار والمجرور المقدم وما لهم مالهم في السماوات ولا في الأرض ، وَمَا لَهُ تعالى مِنْهُمْ من الآلهة مِنْ ظَهِيرٍ وما لهم منهم من ظهير من ظهير أيضاً نقول في إعرابها كما قلنا من شرك أي من زائدة لفظاً لا معنى و ظهير مبتدأ مؤخر والظهير بمعنى المعين كما قال تعالى : قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء:88]إذاً ليس لهم مع الله معونة حتى يدلوا على الله بها ويقولون أعطنا عوض معونتنا لننفع من إيش؟ من يدعونا ، ما لهم مساعدة مع الله وما لهم منهم من ظهير معين

Webiste