تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( ولا تنفع الشفاعة ع... - ابن عثيمين وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ  تعالى رد لقولهم : إن آلهتهم تشفع عنده  إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ  بفتح الهمزة وضمها  أُذن له فيها  إذا قالوا : نعم آلهتن...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ تعالى رد لقولهم : إن آلهتهم تشفع عنده إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ بفتح الهمزة وضمها أُذن له فيها إذا قالوا : نعم آلهتنا لا تملك شيئاً في السماوات ولا في الأرض آلهتنا ليس لها مشاركة مع الله آلهتنا لم تعين الله لكنها تشفع كما قال : َيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]تشفع قطع الله هذه الوسيلة الأخيرة وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ إذاً هذه الآلهة ما تستطيع أن تشفع إلا بعد إذن الله وهل يمكن أن يأذن ؟ لا يمكن لأن الله سبحانه وتعالى يقول : وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم:26]ويقول عز وجل : وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء:28]ومعلوم أنه سبحانه وتعالى لا يرضى عن الكافرين لا أن يشفعوا ولا أن يشفع فيهم ، فتبين أن جميع ما يتعلق به المشركون في شركهم مع الله كله باطل وكله ممتنع فإن الأسباب التي يمكن أن ينتفعوا بها واحد من أمور أربعة نعدها : الملك استقلالاً ، الملك مشاركة ، الإعانة ، الشفاعة وكل هذه الأربعة منتفية في عبادة هذه المدعوة من دون الله فانقطع جميع كل سبب يتشبث به المشركون وحينئذ فيجب أن تكون العبادة والدعاء لمن ؟ لله تعالى وحده لأنه هو الذي له ملك السماوات والأرض ، طيب ماهي الشفاعة ؟ الشفاعة عنده ، الشفاعة في اللغة : جعل الفرد شفعاً أو جعل الوتر شفعاً والشفيع هو الوتر فضموا واحدٍ إلى واحد وضم واحد إلى ثلاثة وهكذا ، لكنها في الاصطلاح : التوسط للغير في جلب منفعة أو دفع مضرة ، هذه الشفاعة أن تتوسط لغيرك إما بجلب منفعة له أو دفع مضرة ، فالشفاعة لأهل الجنة هي دخول الجنة في جلب منفعة ، والشفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها وفيمن دخلها يخرج هذه شفاعة لدفع الضرر فلا تخرج الشفاعة عن هذين الأمرين : إما لجلب النفع وإما لدفع الضرر طيب إنسان شفع لشخض في أن تعلم ثبته جلب منفعة ، شفع لشخص أن تدفع عنه غرامة هذه دفع مضرة ، وقوله : إلا من أَذن أو أُذن الإذن هنا الكوني ولا الشرعي ؟ الكوني يعني إلا لمن رخص الله له في أن يشفع وشرط الإذن أن يكون الله تعالى راضياً عن الشافع إيش؟ والمشفوع له فيأذن فيها سبحانه وتعالى كرامة للشافع وبياناً لفضله ورحمة بالمشفوع له وإحسانا إليه والله أعلم .
من دون الله الدعاء هنا ....

Webiste