التعليق على تفسير الجلالين : (( فراغ )) مال في خفية (( إلى ءالهتهم )) وهي الأصنام وعندها طعام . (( فقال )) استهزاء (( ألا تأكلون )) فلم ينطقوا . فقال : (( ما لكم لا تنطقون )) فلم تجب .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتولوا عنه مدبرين فراغ إلى آلهتهم " أي مال في خفية إلى آلهتهم وهي الأصنام وعندها الطعام " راح الى الهتهم وهي الاصنام التي يعبدونها قال "وعندها الطعام " وأخذه المؤلف من قوله فقال ألا تأكلون لأن عرض الأكل عليهم يدل على أن الأكل كان موجودا طيب راغ إلى آلهتهم أي مال بخفية وانطلق بخفية والروغان كما هو معروف السرعة سرعة الإنسان لكن على وجه لا أحد يحس به وراغ إلى هذه الآلهة أي معبوداتهم فقال ألا تأكلون وألا هنا للعرض وهذا القول هل هو على سبيل الإلزام الجواب لا ليس على سبيل الالزام ولا يمكن أن يلزمها أن تأكل لأنه يعلم أنها لن تأكل ولكنه قالها على سبيل الاستهزاء والسخرية وإلزام هؤلاء العابدين بأن هذه الأصنام لا تستحق العبادة لا لأنها مستغنية عن الطعام ولكن لأنها لا تعقل ولا تعلم والذي لا يعقل ولا يعلم لا يمكن أن يكون معبودا ثم إن صح وضع الطعام عندها من قبلهم فإن هذا دليل على أنها ليست صالحة للإلوهية لأن الإله مستغن عن غيره ولهذا أقام الله الدليل على أن عيسى ابن مريم وأمه ليسا بإلهين لكونهما يأكلان الطعام وأنه سبحانه وتعالى وحده الإله الحق لكونه يطعم ولا يطعم فاحتياج ما يعبد إلى الطعام دليل على نقصه وأنه لا يصلح أن يكون إلها لكن هم من سخافتهم يجعلون هذا الطعام عندها كأنه تحتاجه وتأكله وتتصرف فيه
فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون ما لكم الاستفهام هنا للتحقير يعني أنه يحقرها بكونها لا تنطق وخاطب هذه الأصنام مخاطبة العقلاء في قوله ما لكم ولم يقل ما لكن تنزلا مع أصحابها الذين يجعلونها من ذوات العلم وذوات القبول والدفع عنهم ما لكم لا تنطقون يعي أي شيء يمنعكم من النطق إن كنتم آلهة
فإذا قال قائل هذا الخطاب لهذه الأصنام هل كان في غيبة عابديها إن قلت نعم فما فائدة هذا الخطاب وإن قلت لا فكيف الجواب عن قوله فتولوا عنه مدبرين والجواب أن نقول أن عابديها لم ينصرفوا كلهم عنها بل كان عندها من الحراس ما يقتضي أن يتكلم إبراهيم عليه السلام على هذه الأصنام بمثل هذا الكلام وإلا لو لم يكن عندها أحد لكان كلامه هذا ايش ؟ لغوا لا فائدة منه لكن عندها من الحراس ما يستطيع أن يعلم عنها ما علمه إبراهيم بسبب أنه عرض عليهم الأكل وأنها لا تنطق وإذا كانت لا تنطق وليس لها إرادة ولا شعور لم تكن صالحة للعبادة طيب
فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون ما لكم الاستفهام هنا للتحقير يعني أنه يحقرها بكونها لا تنطق وخاطب هذه الأصنام مخاطبة العقلاء في قوله ما لكم ولم يقل ما لكن تنزلا مع أصحابها الذين يجعلونها من ذوات العلم وذوات القبول والدفع عنهم ما لكم لا تنطقون يعي أي شيء يمنعكم من النطق إن كنتم آلهة
فإذا قال قائل هذا الخطاب لهذه الأصنام هل كان في غيبة عابديها إن قلت نعم فما فائدة هذا الخطاب وإن قلت لا فكيف الجواب عن قوله فتولوا عنه مدبرين والجواب أن نقول أن عابديها لم ينصرفوا كلهم عنها بل كان عندها من الحراس ما يقتضي أن يتكلم إبراهيم عليه السلام على هذه الأصنام بمثل هذا الكلام وإلا لو لم يكن عندها أحد لكان كلامه هذا ايش ؟ لغوا لا فائدة منه لكن عندها من الحراس ما يستطيع أن يعلم عنها ما علمه إبراهيم بسبب أنه عرض عليهم الأكل وأنها لا تنطق وإذا كانت لا تنطق وليس لها إرادة ولا شعور لم تكن صالحة للعبادة طيب
الفتاوى المشابهة
- باب ما يقوله من حضر الطعام وهو صائم إذا لم ي... - ابن عثيمين
- الأكل من طعام الكفار - اللجنة الدائمة
- حكم الأكل مع غير المسلمين وأكل ما أهل لغير الله - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى) - ابن عثيمين
- الأكل من طعام الكفار - الفوزان
- هل من قال لا آكل هذا الطعام قد حرمه على نفسه؟ - ابن عثيمين
- كيف نجمع بين حديث : ( لا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ... - الالباني
- تفسير قوله تعالى: (فقربه إليهم قال ألا تأكلون) - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قول الله تعالى : (( فراغ إلى آلهت... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( فراغ إلى آلهتهم فق... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( فراغ )) مال... - ابن عثيمين