تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال إنى ذاه... - ابن عثيمينولهذا قال  وقال إني ذاهب إلى ربي  قال المؤلف" مهاجر إليه من دار الكفر سيهدين إلى حيث أمرني ربي بالمسير إليه وهو الشام فلما وصل إلى الأرض المقدسة قال رب ...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال إنى ذاهب إلى ربي )) مهاجر إليه من دار الكفر (( سيهدين )) إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام ، فلما وصل إلى الأرض المقدسة قال : (( رب هب لي )) ولدا (( من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم )) أي ذي حلم كثير .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ولهذا قال وقال إني ذاهب إلى ربي قال المؤلف" مهاجر إليه من دار الكفر سيهدين إلى حيث أمرني ربي بالمسير إليه وهو الشام فلما وصل إلى الأرض المقدسة قال رب هب لي " وقال إني ذاهب إلى ربي ولم يقل إلى الله لأن المقام يختص بالربوبية أكثر إذ أن الربوبية مقتضاها التدبير وهو الآن محتاج إلى مدبر يدبره إلى ما فيه مصلحته فقال ذاهب إلى ربي والإضافة هنا إضافة تعطف وتحنن وهي من الربوبية الخاصة يعني إلى الرب الذي أرجوا منه أن يهديني ويدلني إلى ما فيه الخير وقوله سيهدين السين هذه للتنفيس وتفيد أمرين تحقق الوقوع وقربه سيهدين والمراد بالهداية هنا هداية الدلالة أي سيهديني إلى ما فيه الخير والصلاح لهذه الدعوة وربما يقال أنها تشمل هداية الدلالة وهداية التوفيق
إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين " هب لي ولدا من الصالحين " أشار المؤلف بقوله ولدا إلى أن المفعول الثاني لهب محذوف تقديره ولدا وقوله من الصالحين الصالح هو الذي صلح ظاهره وباطنه ومن صلاحه أن يكون قائما بحقوق الله وحقوق عباده وهو ضد الفاسد وفساد كل شيء بحسبه وصلاح كل شيء بحسبه فصلاح الطعام أن يكون قابلا للأكل مهيئا له وفساده أن يكون غير صالح للأكل ولا قابلا للأكل وصلاح الإنسان أن يكون مهيئا مستعدا لما أمر به قائم بأمر الله في حقوقه وحقوق عباده
رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم " أي ذي حلم كثير " الفاء في بشرناه تدل على الترتيب والتعقيب وربما تدل أيضا على السببية أي فبسبب دعائه لله أجاب الله دعوته وبشره بغلام حليم أي ذي حلم كثير وأفاد المؤلف بقوله " حلم كثير " إلى أن حليم هنا صيغة مبالغة ولكن يحتمل أن تكون صفة مشبهة أي بغلام صفته الدائمة المستمرة الحلم

Webiste