تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير : قال ال... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .قال رحمه الله تعالى: " باب استحباب التبشير...
العالم
طريقة البحث
باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير : قال الله تعالى: (( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )) . وقال تعالى: (( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم )) وقال تعالى: (( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )) . وقال تعالى: (( فبشرناه بغلام حليم )) . وقال تعالى: (( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى )) . وقال تعالى: (( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب )) وقال تعالى: (( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى )) . وقال تعالى: (( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسم المسيح )) الآية ، والآيات في الباب كثيرة معلومة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير، قال الله تعالى: فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وقال تعالى: يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم وقال تعالى: وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون وقال تعالى: فبشرناه بغلام حليم وقال تعالى: ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى وقال تعالى: وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب وقال تعالى: فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى وقال تعالى: إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسم المسيح عيسى ابن مريم والآيات في الباب كثيرة معلومة ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: " باب البشارة بالخير والتنهئة به " البشارة تكون في الأمور التي تسر، وسميت بذلك لأن الإنسان إذا بشر بما يسره ظهر أثر ذلك في وجهه في بشرته، وقد تكون البشارة فيما يسوء مثل قوله تعالى: فبشرهم بعذاب أليم والبشارة فيما يسر تكون بشارة فيما يسر في الآخرة وفيما يسر في الدنيا، أما البشارة فيما يسر في الآخرة فكثيرة ذكرها الله في القرآن في مواضع كثيرة مثل قوله تعالى: وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار وقوله: لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة وقوله: يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدًا إن الله عنده أجر عظيم وقال تعالى: لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة وقال الله تبارك وتعالى: وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين هذا كله فيما يتعلق بأمور الآخرة، ومن الأمور التي تبشر بالخير في أمور الآخرة الرؤية الصالحة يراها الرجل أو تُرى له، مثل أن يرى الإنسان رؤية فيقال له مثلًا في المنام بشّر فلانًا بأنه من أهل الجنة فيبشره هذه بشرى، كذلك أيضًا الإنسان إذا رأى من نفسه أنه ينقاد للخير والعمل الصالح ويرغب فيه ويحبه وأنه يكره الشر فهذه أيضًا بشرى، لأن الله قال: فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى وأما البشارة فيما يتعلق بأمر الدنيا فمثل قوله تعالى عن إبراهيم الخليل: فبشرناه بغلام عليم وفي آية أخرى: فبشرناه بغلام حليم والذي بشّر به في الآية الأولى غير الذي بشّر به في الآية الثانية، التي فيها فبشرناه بغلام عليم هذا إسحاق، والتي فيها فبشرناه بغلام حليم هذا إسماعيل، إسحاق أبو بني إسرائيل لأن ابنه يعقوب ويعقوب هو إسرائيل الذي من ذريته موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، وأكثر الأنبياء المذكورين في القرآن كلهم من ذرية إسرائيل، أما الذي ذكر الله فبشرناه بغلام حليم وهي التي في سورة الصافات فهذا إسماعيل أبو العرب وليس من ذريته رسول إلا رسول واحد، لكنه ختم جميع الرسالات وبعث إلى الناس كافة من بعثته إلى يوم القيامة، وغيره من الأنبياء يبعث إلى قومه خاصة، هذا الرسول الذي من بني إسماعيل هو محمد صلوات الله وسلامه عليه، فالله بشّر إبراهيم بغلامين حليم وعليم، من الحليم؟
الطالب : إسحاق.

الشيخ : لا، الحليم إسماعيل والعليم إسحاق، وكذلك قال تعالى عن امرأة إبراهيم: وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب هذا أيضًا بشارة للأنثى، فالحاصل أن البشارة تكون في أمور الآخرة وفي أمور الدنيا، وينبغي للإنسان أن يكون متفائلًا مستبشرًا بالخير، وأن لا يرى الدنيا أمامه كالحة مظلمة فيستحسر ويقنط، وينبغي للإنسان أيضًا إذا حصل له خير أن يهنأ به وأن يبشّر به إذا كان مستقبلًا، يهنأ بالخير إذا وقف ويبشّر بالخير في المستقبل، بشّر أخاك أدخل السرور عليه، حتى مثلًا لو رأيت إنسان مغتم قد ضاقت عليه الدنيا وتكالبت عليه الأمور فقل له: أبشر، بشّره لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا هذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، فإذا رأيت أخاك مكروبًا فقل له أبشر الفرج قريب، إذا رأيته في عسرة قل أبشر اليسر قريب، وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما قال: " لن يغلب عسر يسرين " أين العسر واليسران؟ في ألم نشرح لك صدرك فإن مع العسر يسرًا * إن مع العسر يسرًا العسر ذكرت مرتين واليسر ذكرت مرتين، لكن حقيقة الأمر أن العسر لم يذكر إلا مرة واحدة واليسر ذكر مرتين، لماذا؟ قال العلماء: إذا تكررت الكلمة معرفة بأل فهي واحدة، وإذا جاءت غير معرفة بأل فهي اثنان، العسر كرر كم مرتين لكن بأل فيكون العسر الثاني هو الأول، اليسر كرر مرتين لكن بدون أل فيكون اليسر الثاني غير اليسر الأول، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: " لن يغلب عسر يسرين " أدخل السرور على أخيك المكروب قل له انتظر الفرج، كلما اشتدت الأمور فانتظر الفرج، ربما تكره النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال، يقال: إن الحجاج بن يوسف الثقفي رجل معروف نسأل الله أن يعفو عنه رجل ظالم، ظالم يقتل الناس بغير حق، تكلم عنده أحد الناس وقال له كلمة استنكرها الحجاج، وكان الحجاج جيدًا في اللغة العربية هو الذي شكّل القرآن، هو الذي شكل القرآن وهذه من حسناته وإن كان له سيئات كثيرة، لكن نرجو الله أن يعفو عنه، قال له الحجاج: ليس هذا في اللغة العربية فعلة ما تأتي باللغة العربية، قال: هكذا سمعت من الأعراب، وكان يأخذون اللغة في الأول من الأعراب لأن الأعراب في البادية ليسوا في المدن والمدن دخل فيها الفرس الذين أسلموا والروم تغير اللسان، قال له: رح دوّر عند الأعراب شاهد من كلام العرب يدل على أن فعلة موجودة في اللغة العربية ولك مهلة كذا وكذا، فإن لم تأتني فأنا أضرب عنقك، ذهب الرجل مكروبًا والحجاج ينفذ ما يقول، وذهب يطلب يطلب من الأعراب فسمع أعرابيًّ:ا يقول " ربما تكره النفوس من الأمر له فرجة كحلّ العقال " ففقرح بها فرحًا عظيمًا وجاء بها إلى الحجاج فبينما هو في الطريق قيل له إن الحجاج قد مات، فقال والله ما أدري أنا أشد فرحًا بهذه الكلمة التي وجدتها عند الأعرابي أو بموت هذا الرجل، فالحاصل صار له فرجة هذا الرجل " ربما تكره النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال " المهم أن الإنسان ينبغي له أن يدخل البشرى والسرور على إخوانه حتى يفرحوا وينشطوا ويأملوا وينتظروا الفرج، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن له البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

Webiste