تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( فبشرناه بغلام... - ابن عثيمينالشيخ :هذا مبتدأ الدرس قال الله تعالى :  وبشرناه بغلام حليم  أخذنا دلالة الفاء فقط أنها تدل على أن الله استجاب له فور دعائه وقوله ب وبشرناه  البشارة هي ...
العالم
طريقة البحث
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( فبشرناه بغلام حليم )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ :هذا مبتدأ الدرس قال الله تعالى : وبشرناه بغلام حليم أخذنا دلالة الفاء فقط أنها تدل على أن الله استجاب له فور دعائه وقوله ب وبشرناه البشارة هي الإخبار بما يسر هذا هو الأصل إذا أخبر الإنسان بما يسر قيل بشر وإذا أخبر بما يخوف قيل له أنذر ولهذا يذكر الله عز وجل دائما التقابل بين البشارة والإنذار إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا رسلا مبشرين ومنذرين فالبشارة في الأصل هي الإخبار بما يسر وقد تطلق على الإخبار بما يسوء إما من باب التهكم بالمخبر وإما من باب الجامع بين البشارة والإنذار لأن كل واحد منهما يؤثر في بشرة المخبر البشارة تؤثر به سرورا وفرحا واستنارة وجه وراحة قلب والإنذار بالعكس يظلم الوجه ويكفهر ولا ينتشر الوجه ويحصل فيه الغم المهم أن البشارة في الأصل الإخبار بما يسر وقد تطلق على الإخبار بما يسوء كقوله تعالى وبشرهم بعذاب أليم إما من باب التهكم بهم كما تقول مثلا لشخص أبشر بالعقوبة تتهكم به وإما من الباب الجامع بينه وبين البشارة بما يسر وهو إن كل واحد منهم يؤثر على البشرة تأثيرا يظهر طيب فبشرناه أي بشرنا إبراهيم بغلام حليم أي ذي حلم كثير " وما هو الحلم ؟ هو التأني وعدم التسرع في مقابلة الأمور بل يتلقاها الإنسان بطمأنينة واتزان وتصرف تصرف رشيد ضد الحليم هو سريع الغضب سريع الانفعال الذي لا يتأنى في الأمور ولا يتروى فيها فتجده يرد الشيء مباشرة أو يقبله مبادرة فالحلم في الحقيقة هو غاية ما يكون من الرشد ووصف الله هذا الغلام هنا بالحلم وفي آيتين من كتاب الله وصف الغلام الذي لإبراهيم بالعلم وذلك لأن الغلامين اثنان أحدهما وصف بالعلم والثاني وصف بالحلم الذي وصف بالحلم سيأتينا إن شاء الله بيان من هو وأما الذي وصف بالعلم فهو إسحاق عليه الصلاة والسلام كما تفيده الآيات التي جاءت في سياقها

Webiste