فوائد قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
طيب في هذه الآية يخبر الله عز وجل أنَّ تنزيل الكتاب مِن عنده، وعلى هذا فتفيد الآية الكريمة أنَّ القرآن مُنَزَّل غير مخلوق، واضح أما إفادتُها لكونِه منزَّلًا فظاهر: تنزيل الكتاب ، لكن كيف تفيد أنه غير مخلوق؟ لأن هذه الفائدة قد يعارِض فيها مُعارِض ويقول: ليس كلُّ مُنَزَّلٍ غيرَ مخلُوق بل في المنزل ما هو مخلوق: قال الله تعالى: ونزلنا من السماء ماء مباركا والماء مخلوق، وقال تعالى: وأنزل لكم مِن الأنعام ثمانية أزواج وهذه الأنعام مخلوقة، فلا يلزَمُ من الإنزال أو التنزيل أن يكون المنَزَّلُ غيرَ مخلوق، فما هو الجواب عن هذا الإيراد؟ لأن هذا إيراد قوي يُورِدُه الجهمية الذين قالوا: إنَّ كلام الله مخلوق، الجوابُ عن هذا الإيراد سهل: أن يقال: إنَّ الإنزالَ إذا أُضِيف إلى عينٍ قائمة بنفسِها فهذه العين مخلوقة، وإذا أُضِيفَ إلى وصْف كان هذا الوصفُ حسبَ الموصوف، والكلام وصف ولَّا غير وصف؟
الطالب: وصف
الشيخ : فإذا كان الله انزل القرآن وهو كلام وأضافه إلى نفسِه فهو عز وجل هو بصفاته أزليٌّ أبدي ليس بمخلوق واجب الوجود، إذًا يتِمُّ الاستدلال أو لا يتم؟ يتم الاستدلال: أن نقول: في قوله: تنزيل الكتاب من الله دليل على أن القرآن منَزَّل غير مخلوق، طيب فيه دليل على علُوّ الله؟ ... وجهُه؟ ... أنَّه قال: مِن الله ومن للابتداء، فإذا كان ابتداءُ الكتاب مِن عند الله وهو منزَّل دلَّ على علُوّ مَن كان مِن عندِه وهو الله عز وجل.
ومِن فوائد هذه الآية تعظيم القرآن تعظيمُ القرآن، وجهُه؟ أنه نازِلٌ مِن عند الله وأنَّه كلام الله فيكون عظيمًا كعِظَمِ المتكَلِّم به.
طيب مِن فوائد هذه الآية إثبات ثلاثةِ أسماء مِن أسماء الله وهي: الله والعزيز والحكيم، ويتفرع على هذه الفائدة إثبات ثلاث صفات من صفات الله: الألوهية والعزة والحكمة، بل أربع صفات الحكمة والحكم، أربع صفات.
طيب إذا قيل: كيف استفدنا أربع صفات؟ نقول: لأنَّ لدينا قاعدة وهي: أنَّ الأسماء الحسنى كلُّ اسمٍ منها متضَمِّن لِصفة، نعم وبقية الفوائد تأتي إن شاء الله
الطالب: وصف
الشيخ : فإذا كان الله انزل القرآن وهو كلام وأضافه إلى نفسِه فهو عز وجل هو بصفاته أزليٌّ أبدي ليس بمخلوق واجب الوجود، إذًا يتِمُّ الاستدلال أو لا يتم؟ يتم الاستدلال: أن نقول: في قوله: تنزيل الكتاب من الله دليل على أن القرآن منَزَّل غير مخلوق، طيب فيه دليل على علُوّ الله؟ ... وجهُه؟ ... أنَّه قال: مِن الله ومن للابتداء، فإذا كان ابتداءُ الكتاب مِن عند الله وهو منزَّل دلَّ على علُوّ مَن كان مِن عندِه وهو الله عز وجل.
ومِن فوائد هذه الآية تعظيم القرآن تعظيمُ القرآن، وجهُه؟ أنه نازِلٌ مِن عند الله وأنَّه كلام الله فيكون عظيمًا كعِظَمِ المتكَلِّم به.
طيب مِن فوائد هذه الآية إثبات ثلاثةِ أسماء مِن أسماء الله وهي: الله والعزيز والحكيم، ويتفرع على هذه الفائدة إثبات ثلاث صفات من صفات الله: الألوهية والعزة والحكمة، بل أربع صفات الحكمة والحكم، أربع صفات.
طيب إذا قيل: كيف استفدنا أربع صفات؟ نقول: لأنَّ لدينا قاعدة وهي: أنَّ الأسماء الحسنى كلُّ اسمٍ منها متضَمِّن لِصفة، نعم وبقية الفوائد تأتي إن شاء الله
الفتاوى المشابهة
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب... - ابن عثيمين
- (بيان النوع السادس والسابع من أدلة العلو لله... - ابن عثيمين
- معنى قوله " تنزيل من رب العالمين " وإثبات صف... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( كذلك يوحي إليك وإلى ال... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (تنزيل من رب العالمين) - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( تنزيل الكتاب... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من ال... - ابن عثيمين
- مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( تنزيل الكتا... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( لا يأتيه الباطل من بين... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( حم * تنزيل الكتاب من ا... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من ال... - ابن عثيمين