تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ليضل )) بفتح الياء وضمها ((عن سبيله )) دين الإسلام (( قل تمتع بكفرك قليلا )) بقية أجلك (( إنك من أصحاب النار )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وقوله: ليضل عن سبيله قال المؤلف:" دين الاسلام " وهذا تفسير للكلمة بمرادها، لأنّ التفسير للقرآن أحيانًا يكون تفسيرا لفظِيًّا وأحيانًا يكون تفسيرًا معنويًّا، التفسير اللفظي أن تفسِّر اللفظ بمعناها، والتفسير المعنوي أن تفسِّر اللفظ بالمراد بها فمثلًا: دين الاسلام لا يطابق في المعنى اللفظي لـسبيل، لأنَّ السبيل في اللغة الطريق السبيل هو الطريق هذا في اللغة لو قيل لك: فسِّر سبيل تقول: يعني طريق، لكن السبيل المرادُ به دين الاسلام المراد به دين الاسلام، لأنَّ دينَ الاسلام وهو شرائع الإسلام يوصل إلى الله عز وجل والذي وضعه هو الله سبحانه وتعالى، إذًا المؤلف فسَّر السبيل هنا بالمعنى اللفظي أو بالمعنى المراد يعني أن المراد بذلك كذا وكذا، وقوله: " دين الاسلام " وضاح أنه هو سبيل الله، لأنَّ الله هو الذي شرعه سبحانه وتعالى ولأنَّ مَن سلكه أوصله إلى الله، قال الله تعالى: " قل تمتَّع بكفرِك قليلًا بقية اجلك إنَّك مِن أصحاب النار " أعوذ بالله، قل الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام ويحتمل أن يكون الخطاب -يا محبوب- لكل؟
الطالب: ...
الشيخ : من يصِحُّ خطابه أي قل أيها الانسان لهذا الكافر أو لهذا الإنسان الموصوف بهذه الصفات: تمتع بكفرك قليلا ، تمتع بكفرك قليلا هذي أمر لكنَّه ليس على ظاهره بل المراد بالأمر هنا التهديد كقوله تعالى: فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر معلوم أنَّ الانسان ليس بالخيار بين الإيمان والكفر لكن هذا من باب التهديد فهنا تمتَّع بكفرك قليلًا ليس معناه أننا نبيح له أن يتمتع بالكفر أو نأمُرُه أن يتمتع بكفره بل ايش؟ نهدِّدُه فالأمر هنا للتهديد، فإن قال قائل: مَن الذي أخرجَه عن المعنى الأصلي؟ فالجواب: أنه أخرجه عن المعنى الأصلي قرينة السياق قل تمَتَّعْ بكفرك أي اكْفُر وتمتَّع بالكفر، لأن الكافر يتمتَّعُ بكفره تمَتُّعَ البهائم كما قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ فالكافر -والعياذ بالله- لا يقيد نفسه بعبادة لا بصلاة ولا زكاة ولا صوم ولا حج ولا غير ذلك من العبادات بل هو قد اتبع هواه وتمتع كما يتمتع الحمار وفي النهاية قال: إنك من اصحاب النار كقوله تعالى: يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وما أسرعَ وصولَه إلى النار، لأنّ الدنيا قليل، الدنيا قليل أي زمنٌ قليل مهما طال بك العمر فإنه إذا وافاك الأجل كأن لم تلبث إلا ساعة من نهار، وإذا شئت تصديق هذا فاعتبر ما مضى من عُمُرك بما بقي، اعتبر ما مضى الآن كلنا يختلف سِنُّه عن الآخر لكن كلنا كأننا ولادةُ هذه الساعة، يعني كل اللي مضى كأنه لم يكن، هكذا يكون بقية العمر مهما طال بالإنسان العمر فإنه إذا جاء أجله كأنه لم يكن ولهذا قال: تمتَّعْ بكفرك قليلًا وإن طال بك العمر، يقول: " بقيةَ أجلك إنك من أصحاب النار " الجملة هذي مؤكدة بـإن يعني ومهما تمتَّعْت فمآلُك إلى النار إنك من اصحاب النار وأصحاب النار إنما تطلق على الذين يُخَلَّدُون فيها فالمؤمن العاصي وإن كان يستحِقُّ العذابَ بالنار فإنه لا يسمى من أصحاب النار، لأنَّ الأصل في الصحبة طُولُ الملازمة هذا أصل الصحبة طول الملازمة إلا في مسألة واحدة ما هي؟
الطالب: الصحابة
الشيخ : من؟ الصحابة، الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم لو اجتمع بالرسول الله صلى الله وسلم مؤمنًا به ولو لحظة صار من أصحابه، نعم. يقول: إنك من اصحاب النار النار هي الدار التي أعدها الله عز وجل للكافرين وقد بيَّن الله تعالى في الكتاب وبيَّن رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة ما فيها من أنواع العذاب إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا وقال الله تعالى: إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ 43 طَعَامُ الْأَثِيمِ 44 كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ 45 كَغَلْيِ الْحَمِيمِ 46 خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إلى سَوَاءِ الْجَحِيمِ 47 ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ أعوذ بالله يُصَبّ فوق رأسه مِن عذاب الحميم الماء الحار الشديد الحرارة ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ 49 وهذا مِن باب التهَكُّم به إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ يعني وأين عزتك وأين كرمك، في الدنيا يرى نفسَه سيدًا شريفًا ولكنه في الآخرة يهان إلى هذه الاهانة المهم أن انواع العذاب والعياذ بالله نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من النار أنواع العذاب في النار شيء -والعياذ بالله- إذا تصَوَّرَه الإنسان فإنه يتبين له شدة ما يلاقيه هؤلاء من العقوبة الشديدة
الطالب: ...
الشيخ : من يصِحُّ خطابه أي قل أيها الانسان لهذا الكافر أو لهذا الإنسان الموصوف بهذه الصفات: تمتع بكفرك قليلا ، تمتع بكفرك قليلا هذي أمر لكنَّه ليس على ظاهره بل المراد بالأمر هنا التهديد كقوله تعالى: فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر معلوم أنَّ الانسان ليس بالخيار بين الإيمان والكفر لكن هذا من باب التهديد فهنا تمتَّع بكفرك قليلًا ليس معناه أننا نبيح له أن يتمتع بالكفر أو نأمُرُه أن يتمتع بكفره بل ايش؟ نهدِّدُه فالأمر هنا للتهديد، فإن قال قائل: مَن الذي أخرجَه عن المعنى الأصلي؟ فالجواب: أنه أخرجه عن المعنى الأصلي قرينة السياق قل تمَتَّعْ بكفرك أي اكْفُر وتمتَّع بالكفر، لأن الكافر يتمتَّعُ بكفره تمَتُّعَ البهائم كما قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ فالكافر -والعياذ بالله- لا يقيد نفسه بعبادة لا بصلاة ولا زكاة ولا صوم ولا حج ولا غير ذلك من العبادات بل هو قد اتبع هواه وتمتع كما يتمتع الحمار وفي النهاية قال: إنك من اصحاب النار كقوله تعالى: يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وما أسرعَ وصولَه إلى النار، لأنّ الدنيا قليل، الدنيا قليل أي زمنٌ قليل مهما طال بك العمر فإنه إذا وافاك الأجل كأن لم تلبث إلا ساعة من نهار، وإذا شئت تصديق هذا فاعتبر ما مضى من عُمُرك بما بقي، اعتبر ما مضى الآن كلنا يختلف سِنُّه عن الآخر لكن كلنا كأننا ولادةُ هذه الساعة، يعني كل اللي مضى كأنه لم يكن، هكذا يكون بقية العمر مهما طال بالإنسان العمر فإنه إذا جاء أجله كأنه لم يكن ولهذا قال: تمتَّعْ بكفرك قليلًا وإن طال بك العمر، يقول: " بقيةَ أجلك إنك من أصحاب النار " الجملة هذي مؤكدة بـإن يعني ومهما تمتَّعْت فمآلُك إلى النار إنك من اصحاب النار وأصحاب النار إنما تطلق على الذين يُخَلَّدُون فيها فالمؤمن العاصي وإن كان يستحِقُّ العذابَ بالنار فإنه لا يسمى من أصحاب النار، لأنَّ الأصل في الصحبة طُولُ الملازمة هذا أصل الصحبة طول الملازمة إلا في مسألة واحدة ما هي؟
الطالب: الصحابة
الشيخ : من؟ الصحابة، الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم لو اجتمع بالرسول الله صلى الله وسلم مؤمنًا به ولو لحظة صار من أصحابه، نعم. يقول: إنك من اصحاب النار النار هي الدار التي أعدها الله عز وجل للكافرين وقد بيَّن الله تعالى في الكتاب وبيَّن رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة ما فيها من أنواع العذاب إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا وقال الله تعالى: إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ 43 طَعَامُ الْأَثِيمِ 44 كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ 45 كَغَلْيِ الْحَمِيمِ 46 خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إلى سَوَاءِ الْجَحِيمِ 47 ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ أعوذ بالله يُصَبّ فوق رأسه مِن عذاب الحميم الماء الحار الشديد الحرارة ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ 49 وهذا مِن باب التهَكُّم به إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ يعني وأين عزتك وأين كرمك، في الدنيا يرى نفسَه سيدًا شريفًا ولكنه في الآخرة يهان إلى هذه الاهانة المهم أن انواع العذاب والعياذ بالله نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من النار أنواع العذاب في النار شيء -والعياذ بالله- إذا تصَوَّرَه الإنسان فإنه يتبين له شدة ما يلاقيه هؤلاء من العقوبة الشديدة
الفتاوى المشابهة
- كلمة حول التمتُّع في الحج . - الالباني
- في قوله تعالى :( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج )... - ابن عثيمين
- التمتع أفضل أنواع الحج - ابن باز
- ما هو التمتع وما قول أهل العلم فيه.؟ - الالباني
- هل السلف إذا أطلقوا التمتع يريدون به القران.؟ - ابن عثيمين
- باب : التمتع . - ابن عثيمين
- حكم التمتع في الحج - ابن عثيمين
- ما الرد على من يوجب التمتع .؟ - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... وجعل لله... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... ليضل عن س... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ليضل ))... - ابن عثيمين