تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الرد على شبهة المعتزلة الذين يوجبون على الله... - ابن عثيمينفإن قال قائل: إذا أثبتت لله الحكمة ووقع من أفعال الله أو من شرع الله ما لا نعلم له الحكمة ، أو ما نظن أن الحكمة في خلافه فما هو الجواب ؟ فالجواب: أننا إ...
العالم
طريقة البحث
الرد على شبهة المعتزلة الذين يوجبون على الله ما يحسنه العقل لا ما تقتضيه حكمة الله.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فإن قال قائل: إذا أثبتت لله الحكمة ووقع من أفعال الله أو من شرع الله ما لا نعلم له الحكمة ، أو ما نظن أن الحكمة في خلافه فما هو الجواب ؟ فالجواب: أننا إذا ظننا أن هذا ليس له حكمة فليس ذلك إلا لقصور فهمنا ، عجزنا عن إدراك الحكمة، وإذا ظننا أنه على خلاف الحكمة فما ذاك إلا لسوء فهمنا، فالذي يظن أنه ليس له حكمة قاصر الفهم، والذي يظن أنه على خلاف الحكمة سيئ الفهم، أما سليم الفهم هو الذي يعطيه الله تعالى فهما فستتبين له الحكمة، ومع ذلك لا يمكن أن ندرك كل وجوه الحكمة أبدا، لأن حكمة الله عزوجل لا تدرك غايتها، والإنسان بشر ناقص، وكم من أشياء أو كم من أحكام شرعية تظن أن حكمتها كذا وكذا ثم يتبين لك أن لها حكما أخرى، أو ربما يتبين لك أنه ليس هذه هي الحكمة بل الحكمة شيء آخر، إنما يجب عليك أن تؤمن بأنه ما من حكم لله كوني أو شرعي إلا وله حكمة ، فإن قلت: يلزم على قولك هذا أن تذهب مذهب المعتزلة في وجوب الصلاح أو وجوب الأصلح ، يعني إذا تعارض فعلان أحدهما أصلح من الآخر فهل يجب على الله أن يفعل الأصلح ؟ إن قلت:لا، منعت الحكمة، وإن قلت: نعم، ففيه إشكال، فيقال أولا: قد تظن أن هذا هو الأصلح وليس الأصلح، ولنضرب لهذا مثلا: نحن نظن أن الأصلح نزول الغيث ، وخصب الأرض ، أليس كذلك ؟ بلى ، فإذا امتنع المطر وأجدبت الأرض فقد يكون هذا هو المصلح أليس كذلك ؟ ونحن لم نفهم ، إذا لا يمكن أن نقول يجب على الله كذا لأن الأصلح ، إذا قد يكون لما قلنا أنه الأصلح هو الأفسد أليس هكذا ؟ بلى، طيب، ثانيا: إذا تحققنا أنه الأصلح فإن له يجب بمقتضى الحكمة لا بمقتضى العقل، فنحن لا نوجب على الله بعقولنا والعقل لا يوجب على الله شيئا، لأنه مخلوق ناقص فلا يوجب على الكامل الأزلي الأبدي شيئا ، فإذا وجب فعل الأصلح فإنما الذي أوجبه على نفسه من ؟ الله ، قال الله تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة كتب عليه هو الذي أوجب، وقال: إن علينا للهدى فأوجب على نفسه أن يهدي الناس ويدلهم، كذا ؟ طيب ، إذا نحن نقول: إذا ثبت أن هذا هو الأصلح فقد وجب على الله بمقتضى حكمته وإيجابه نفسه لا بمقتضى عقولنا وإيجابنا عليه، وبهذا ننفك عن قول المعتزلة الذين يرون أن العقل هو الذي يوجب الشيء، أو الذي يمنع الشيء، أو الذي يقبح الشيء، أو الذي يحسن الشيء ، واضح ؟ طيب . من ذلك مثلا: البيان للخلق ، بيان الشرائع للخلق وما يجب عليهم نحو ربهم وما يجب عليه نحو عباد الله، هذا واجب على الله أو لا؟ نعم واجب على الله بمقتضى الحكمة إن علينا للهدى علينا وهذا تفيد أيش ؟ تفيد الوجوب .

Webiste