تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد الآية : (( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا... - ابن عثيمينأما الآية التي بعدها فمن فوائدها: إثبات علو الله، لقوله:  نزل  و  أنزل  والنزول لا يكون إلا من أعلى . ومن فوائدها : أن القرآن الكريم منزل، لقوله:  نزل ع...
العالم
طريقة البحث
فوائد الآية : (( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أما الآية التي بعدها فمن فوائدها: إثبات علو الله، لقوله: نزل و أنزل والنزول لا يكون إلا من أعلى . ومن فوائدها : أن القرآن الكريم منزل، لقوله: نزل عليك . وهل كونه منزلا يستلزم أن لا يكون مخلوقا ؟ لا ، مجرد كونه منزلا لا يستلزم أن لا يكون مخلوقا، لأن الله قد ينزل المخلوق ونزلنا من السماء ماء مباركا والماء مخلوق، أنزل من السماء ماء والماء مخلوق، لكن بالنظر لكون القرآن كلاما يستلزم أن لا يكون مخلوقا، لأن الكلام صفة المتكلم، وصفة الخالق غير مخلوق ، إذا فيؤخذ أن القرآن مخلوق لكونه نزل من عند الله وهو، أن القرآن يؤخذ كون القرآن غير مخلوق أنه نزل من عند الله وهو كلام والكلام صفة المتكلم والصفة تابعة للموصوف . ومن فوائد الآية الكريمة: فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وميزته، لقوله: عليك الكتاب بالحق . ولكن قد يرد علينا أن الله سبحانه وتعالى قد يضيف الإنزال إلى الناس كما قال تعالى في سورة آل عمران: قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على ابراهيم في آيات للبقرة: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى ابراهيم ؟ فالجواب أن نقول: هو أنزل إلى الرسول مباشرة وإلينا بواسطة ، بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي بلغه إلينا، ومعلوم أن الأصل أشرف من الفرع . ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذا الكتاب الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم مشتمل على الحق، لقوله: بالحق فقد جاء بالحق ونزل به، قال الله تعالى: وبالحق أنزلناه وبالحق نزل فما نوع الحق الذي نزل به القرآن ؟ نقول: ما في القرآن إما الأخبار وإما أحكام ، فالحق في الأحكام الصدق ، والحق في الأحكام العدل ، كما قال تعالى: وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا إذا نقول: القرآن كل ما فيه من الأخبار فهو صدق ، وكل ما فيه من الأحكام فهو عدل . هل يشمل ذلك أن هذه الأخبار وهذه الأحكام نافعة مصلحة للخلق ؟ الجواب: نعم ، قال الله تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وقال: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب فكل ما فيه من الخبر فهو نافع ، وكل ما فيه من حكم فهو أيضا نافع متضمن بالمصالح ودفع المفاسد . ومن فوائد الآية الكريمة: أن القرآن نفسه حق، من أين يؤخذ؟ من قوله: بالحق يعني أنه نزل نزولا بحق ليس نزولا كذبا باطلا . ومن فوائد الآية الكريمة: فضيلة القرآن، لوصفه بالحق نزولا وتضمنا ، ولوصفه بالتصديق لما بين يديه، أنه مصدق لما بين يديه من كل الكتب ، لقوله: مصدقا لما بين يديه . ومن فوائد الآية الكريمة : أن هذا القرآن قد أخبرت عنه الكتب السابقة، من قوله: مصدقا لما بين يديه لأنه أحد الوجهين في كلمة مصدق . ومن فوائد الآية الكريمة: جواز التعبير بما يخالف الظاهر إذا دل عليه السياق، في قوله: لما بين يديه إذ قد يقول القائل: ليس للقرآن يد فكيف يصح أن يقول: لما بين يديه ؟ نقول: صحيح أن القرآن ليس له يد ونحن لا نقول: إن لما بين يديه أن القرآن له أيدي ، أو له يدان، وأنه صدق ما بين يديه، لكن نقول: إن الكلمة إذا دلت على معناها في سياقها وإن كان يخالف أصل الوضع، وقد سبق أن المراد لما بين يديه ما سبقه، ما سبقه من الكتب . ومن فوائد الآية الكريمة: أن التوراة النازلة على موسى ، والإنجيل النازل على عيسى عليهم الصلاة والسلام حق، لقوله: وأنزل التوراة والإنجيل . ومن فوئد الآية: الإشارة إلى أن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن .

Webiste