تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة تفسير الآية : (( ... والقانتين والمنفقي... - ابن عثيمينما كملنا الآية ؟ @ قال الله تعالى:  الصابرين  في بقية أوصافهم  الصابرين  وسبق الكلام على الصبر معناه لغة وشرعا وأنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: صبر على طاعة ...
العالم
طريقة البحث
تتمة تفسير الآية : (( ... والقانتين والمنفقين )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ما كملنا الآية ؟ @ قال الله تعالى: الصابرين في بقية أوصافهم الصابرين وسبق الكلام على الصبر معناه لغة وشرعا وأنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة . ثم قال: والقانتين القانتين اسم فاعل من القنوت، نعم والصادقين وسبق الكلام أيضا على الصدق وبينا أنه صدق في المقال والفعال والعقيدة وبينا أنه صدق مع الله وصدق مع عباد الله. ثم قال: والقانتين هذا أيضا من صفاتهم القنوت والقنوت يطلق على عدة معاني وأنسبها لهذه الآية أن المراد بالقنوت دوام الطاعة مع الخشوع والخضوع لله عزوجل بحيث يكون الإنسان مديما لطاعة الله مقبلا على الله سبحانه وتعالى في طاعته قال الله تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين أي خاشعين، ولهذا لما نزلت هذه الآية أمروا بالسكوت ونهوا عن الكلام، فالقانت إذا المديم لطاعة الله مع خشوع القلب وحضوره والتزامه للإقبال على الله عز وجل . والمنفقين المنفقين من أنفق أي بذل النفقة، والنفقة هي إخراج المال وأطلق الله سبحانه وتعالى هنا الإنفاق ولكنه سبحانه وتعالى ذكر في آيات أخرى الميزان للإنفاق وذكر ما ينفق عليه أو ما ينفق له فقال تعالى: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وقال سبحانه وتعالى: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فهذا هو الميزان في الإنفاق أن لا يكون الإنسان مقترا ولا مسرفا، وإذا جعلنا هذا هو الميزان صار هذا الميزان يختلف باختلاف الأحوال الأزمان والبلدان، فقد يكون الإنفاق بالنسبة للشخص وليس الإسراف بالنسبة لآخر فإنفاق الفقير ليس كإنفاق الغني ولهذا قال الله تعالى: لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله وإنفاق المتوسط بينهما، كذلك أيضا يختلف باختلاف الزمان فقد يكون الزمان زمان رخاء عام في هذا المجتمع فيكون الإسراف في مجتمع دونه في الرخاء غير إسراف في حق هذا المجتمع، ويختلف كذلك باختلاف الأزمان ففي بعض الأحيان تكون الأموال كثيرة متوفرة فيكون الإنفاق الكثير فيها غير إسراف وأحيانا يكون الأمر بالعكس ، على كل حال أطلق الله هنا في الآية الإنفاق وذكر ميزانه في عدة آيات في سورة الفرقان: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما أما ما الذي ينفق فيه أو ينفق له؟ قال الله سبحانه وتعالى: يسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل فجهات الصرف كل جهة محتاجة أو يحتاج المسلمون إليها، إما أن تكون هي محتاجة وإما أن يكون المسلمون محتاجين إليها فالإنفاق في سبيل الله لحاجة من؟ لحاجة المسلمين إلى لجهاد في سبيل الله لأن في الجهاد في سبيل الله إعلاء كلمة الله عزوجل وحفظ شريعته، والإنفاق للفقير لحاجة من؟ لحاجة الفقير ليس لحاجة المسلمين بل هي لحاجة الفقير فأنت ترى دائما الإنفاق إما لدفع حاجة المحتاج وإما لدفع حاجة المسلمين عموما يعني في المصالح العامة، المهم أن هؤلاء منفقون، هؤلاء الذين هم من أهل الجنة منفقون لكن إنفاقهم منضبط بضوابط شرعية .

Webiste