تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآية : (( قل اللهم مالك الملك تؤتي ال... - ابن عثيمينأعوذ بالله من الشيطان الرجيم.  قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك ممن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير إن...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآية : (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك ممن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ... الخطاب لا يخفى أنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومناسبة هذه الآية لما قبلها أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إذا دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم تولوا يريدون أن تكون السيادة لهم لا لغيرهم، فأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يدعوا الله هذا الدعاء المتضمن لهذه الصفات العظيمة التي مقتضاها قدرة الله سبحانه وتعالى على أن ينقل الرسالة التي يتبعها الملك من بني إسرائيل إلى العرب بمحمد صلى الله عليه وسلم فهذا وجه ارتباط هاتين الآيتين بما قبلهما أي أن هؤلاء الذين تولوا وأعرضوا إذا دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم لاشك أنهم يريدون أن تبقى السيادة لهم وأن يمنعوها غيرهم فأمر الله نبيه أن يبتهل إلى الله بهذا الدعاء المتضمن قدرة الله على نقل النبوة التي يتبعها الملك من بني إسرائيل إلى العرب فقال: قل اللهم مالك الملك وقد سبق الكلام على هذه الجملة اللهم وبينا أنها منادى حذفت منه ياء النداء وعوض عنها الميم، ولهذا لا يجمع بينهما ولا يجمع بينهما إلا في حال الشذوذ كما قال بن مالك: وشذ اللهم في قريظه، أي في النظم . وقوله: اللهم مالك الملك أي يا الله، وقوله: مالك الملك مالك اسم فاعل و الملك يحتمل أن يكون بمعنى المملوك أي مالك المملوكات كلها ويحتمل أن يكون المراد بها تدبير أي مالك تدبير الخلائق كلها، والأمران ثابتان لله عزوجل، فهو مالك المملوكات كلها بأعيانها، وهو مالك التصرف فيها لا يشركه فيها أحد هو الذي يدبر الأمر ويملك المأمور . وقوله: مالك الملك قيل إنه بدل من الله ولكنه نصب لأنه مضاف والبدل يكون على نية إعادة العامل وأنك لو سلطت الياء التي هي ياء العامل في اللهم لو سلطتها على مالك الملك لوجب النصب لأن المنادى إذا أضيف يجب فيه النصب، وسواء قلت إنها بدل أو إنها منادى حذف منها حرف النداء فإن المعنى لا يختلف قال: مالك الملك ثم فسر فقال: تؤتي الملك من تشاء والأصح أن تؤتي هذه جملة استئنافية لبيان كيف يكون ملك الله عزوجل لهذا المملوك فقال: تؤتي الملك من تشاء وقال: تؤتي أي تعطي ولم يقل تملك، لأن ما يكون للبعد من الملك إنما هو من إعطاء الله تعالى إياه وتسليطه عليه، ولهذا لا يتصرف المالك من المخلوقين بما ملك إلا على حسب أيش ؟ إلا على حسب الشريعة التي شرعها الله عزوجل، لان الإتيان من الله فالتصرف في هذا المؤتى إلى الله عزوجل لا إلى الإنسان، فالإنسان لا يملك أن يتصرف تصرفا مطلقا فيما ملكه الله . وقوله: تؤتي الملك من تشاء هي الجملة الفعل تؤتي من أفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ومفعولها الأول الملك، ومفعولها الثاني من . وقوله: تؤتي الملك من تشاء نحن نعلم أن من سنة الله عزوجل أن كل شيء له سبب إما شرعي وإما كوني لأن ها مقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى وإذا كان كذلك فإن إتيان الله الملك لمن يشاء مقيد بسبب فلابد أن يكون له سبب، فالملك قد يكون مستقلا عن الرسالة وقد يكون تابعا للرسالة، فإذا كان مبنيا على الشريعة صار تابعا للرسالة وإذا كان غير مبني على الشريعة كان مستقلا قال الله تعالى: ألم تر إلى الذي حاج ابراهيم في ربه أن آتاه الله الملك وهذا الملك تابع للرسالة ولا لا؟ مستقلة، لا هذا مستقل ما متبع للرسالة لأنه كافر هذا الذي يحاج ابراهيم في ربه، وأما قول النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله سوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن ملك أمتي سيبلغ ما حوالي منها أو ما زواري منها فالمراد بالملك هنا ملك النبوة يعني الملك التابع للنبوة، فهنا يقول: تؤتي الملك من تشاء يشمل الملك المستقل الذي قد يكون مبنيا على الكفر والملك التابع للرسالة وهو المبني على الشريعة . قال: تؤتي الملك من تشاء ثم إن: من تشاء ككثير من الآيات الكريمة المقيدة للحكم بالمشيئة أو المعلقة للحكم بالمشيئة تقيد كلها بما تقتضي الحكمة . وتنزع الملك ممن تشاء قوله: تنزع الملك يحتمل الوجهين، الوجه الأول: نزع بعد ثبوت، والوجه الثاني: نزع بمعنى المنع، فعلى الأول يكون فيه إشارة إلى أن الله تعالى يملك من يشاء من خلقه ثم ينزع عنه الملك، وكم من ملك ملك ثم زال ملكه إما بالغلبة له أو بموته أو بغير ذلك، ويحتمل أن تكون بمعنى المنع أي تملك من شئت ولا تملك من شئت، وكلا المعنيين صحيح، فالله تعالى قد يملك الإنسان الملك وقد ينزع الملك منه بعد ثبوته له وكلاهما صحيح، إذا الملك بيد الله تؤتيه من تشاء فهذا يملكه وهذا لا يملكه وهذا يملكه ثم ينزع الملك منه وهذا يملكه ويستمر الملك له حتى يتوفاه الله. وتنزع الملك ممن تشاء ولكن يكون هذا بالحكمة أيضا، فقد يكون هذا الملك الذي ينزع منه الملك غير صالح للملك لكونه من أصحاب الفساد في الأرض فيسلط عليه من ينزع الملك منه، وقد يكون هذا الملك ضعيفا هو لا يريد الفساد لكنه ضعيف لا يقيم الإصلاح فيسلط عليه من ينزع الملك منه، وهذا كثير في التاريخ لو تدبرتموه، والله سبحانه وتعالى لا يفعل شيئا إلا لحكمة. وتعز من تشاء وتذل من تشاء والإعزاز هنا يعني التقوية، أي تجعله عزيزا قويا غالبا على غيره، وكذلك تذل من تشاء، وهل هذا ملازم للملك أي تعز من تشاء من الملوك أو تذل من تشاء أو هو عام؟ عام، هو عام، قد يعز الله الإنسان بدينه وعلمه وإيمانه وإن لم يكن ملكا، وقد يعزه بملكه، وكذلك في الذل قد يذله بالمعصية وبالغلبة، بالمعصية هذا في مقابل عز بالإيمان وبالغلبة في مقابل عز بالملك، المهم أن الإعزاز والإذلال لا يستلزمان الملك ولا يستلزمهما الملك، فمن الذي يعزه الله؟ يعز الله من ذكره بقوله: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين فالعزة لله لكن لا دخل. .، لكن الذي يعزهم الله هم الرسل وأتباعه كما قال الله تعالى: كتب الله لأغلبن إنا ورسلي إن الله قوي عزيز فمن أسباب العزة الإيمان سواء كان الإنسان ملكا أم غير ملك، ومن أسباب العزة الاستعداد والحذر والحزم والقوة والنشاط كل هذه من أسباب العزة لكن هذه الأسباب المادية الحسية والإيمان سبب معنوي، على أن الإيمان قد يكون من ثمرته ونتيجته أن يكون الإنسان قويا حازما ينظر إلى الأمور بمنظار الحكمة فتحصل له بذلك العزة . قال: وتعز من تشاء وتذل من تشاء يذل الله من يشاء ممن آتاه الله الملك وممن لم يؤته حتى الملك ربما يكون ملكا ولكنه ذليل ضعيف خائف كل شيء يخاف منه ولا يكون عنده حزم وقوة ونشاط ، وقد يذل الله سبحانه وتعالى الإنسان في ملكه وقد يذل الله من لم يكن ملكا، ومن أسباب الذل أن يعجب الإنسان بنفسه وأن يتعرض لما لا يمكنه دفعه، فهذان شيئان: إعجابه بالنفس قد يخذله ويذله، كذلك تعرضه لما لا يمكنه دفعه قد يكون سببا لذله أيضا وخذلانه، وكلا الأمرين يقع فيهما كثير من الناس، فكثير من الناس يتكلم أو يفعل غير ملتفت إلى الاستعانة بالله عزوجل فيخذل، وكثير من الناس يتعرض للأمور التي لا يمكنها دفعها تكون أمورا كبيرة فوق مستواه ثم يخذل ويذل، ولهذا جاء في الأثر: لا ينبغي لأحدكم أن يذل نفسه فقالوا كيف يذل نفسه؟ قال: يتكلم بما لا يمكن أن يدفعه أو كلمة هذا معناها، فالإنسان ينبغي له أن لا يعارض نفسه للذل بسبب

Webiste