تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد الآية : (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أ... - ابن عثيمينفي هذه الآية من الفوائد أولا: تحريم اتخاذ الكافر أولياء، لقوله:  لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين  . ومن فوائدها: أن مقتضى الإيمان الحقي...
العالم
طريقة البحث
فوائد الآية : (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ......... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
في هذه الآية من الفوائد أولا: تحريم اتخاذ الكافر أولياء، لقوله: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين . ومن فوائدها: أن مقتضى الإيمان الحقيقي أن يتخذ الإنسان الكافرين أعداء ،لقوله: لا يتخذ المؤمنون فعلق هذا الحكم بالمؤمنين وهو دليل على أن مقتضى إيمانهم أن لا يتخذهم أولياء بل أن يتخذهم عدوا أعداء، لأن هؤلاء الكفار شيعة الشيطان وأولياءه وقد قال الله عز وجل: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكون من أصحاب السعير . ومن فوائدها: أن اتخاذ الكافرين أولياء منافي إما للإيمان أصلا وإما للإيمان كمالا، يعني أنه ينافي أصل الإيمان أو كمال الإيمان، لماذا؟ لأن الحكم إذا علق بوصف فإنه يتبع ذلك الوصف قوة وضعفا ، فكلما كمل الإيمان كملت المعاداة وانتفت الموالاة، وإذا وجدت الموالاة ضعف الإيمان وإذا ضعف الإيمان أيضا وجدت الموالاة . ومن فوائد الآية الكريمة: إشارة إلى أنه يجب أن يتخذ المؤمن أولياء من المؤمنين، لقوله هنا : من دون المؤمنين وهذا لاشك هو مقتضى الإيمان قال الله تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فالواجب على المؤمن أن يتخذ له أولياء من المؤمنين . ومن فوائد الآية الكريمة: أن اتخاذ الكافرين أولياء من كبائر الذنوب، وجه الدلالة: أن الله تبرأ منهم وتعليق الحكم أو تعليق البراءة بحكم من الأحكام يدل على أنه من كبائر الذنوب، والكبائر جمع كبيرة وأحسن ما قيل في تعريفها: ما رتبت عليه عقوبة خاصة، وذلك لأن المحرمات نوعان: إما منهي عنها أو مذكورة بلفظ التحريم ولكن ليس على فاعلها عقوبة خاصة فهذه من الصغائر، وإما أن يرتب على فعلها عقوبة خاصة وحينئذ تكون من الكبائر، ولكن كما أن الصغائر تختلف حتى يصل بعضها إلى قريب الكبائر كذلك الكبائر تختلف، ليس قطيعة الرحم بين العم وابن أخيه كعقوق الوالدين مع أن كلا منهما من كبائر الذنوب ، والمهم أن الكبائر تختلف وكذلك الصغائر . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى ولي المؤمنين، ووجه؟ أن الذي يتخذ الكافرين أولياء ويدع المؤمنين يتبرأ الله منه، لأنه ليس في المؤمنين في شيء فلم يكن الله منه في شيء، وهذا له شاهد من القرآن مثل قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ومثل قوله: والله ولي المؤمنين مثل قوله: الله ولي الذين آمنوا والآيات في هذا المعنى كثيرة أن الله ولي المؤمنين فيوالي من ولوه ومن والاهم ويعادي من عاداهم، وقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أن الله سبحانه وتعالى قال: من عادا لي وليا فقد آذنته بالحرب . ومن فوائد الآية الكريمة: سهولة الإٍسلام ويسره حيث رفع الحرج عن الأمة، وذلك بما أباح من اتخاذ التقاة عند الضرورة إليهم، لقوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة . ومن فوائد الآية: أنه لا تجوز المداهنة لأعداء الله وإظهار الرضا بما هم عليه، لقوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة ومعلوم أن التقاة لا تجوز إلا عند الضرورة ومع ذلك ينوي بها الإنسان أيش؟ أنها وقاية مما يخاف منهم لا رضا بما فعلوا أو اطمئنانا إليه . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله عزوجل مع كمال رحمته وشمولها ومحبته للتوبة في مقام الوعيد يذكر من الآيات أو من الكلمات الكلمات الشديدة القوية ، لقوله: ويحذركم الله نفسه لأن المقام مقام يقتضي الشدة في ذلك فإنه من أعظم الأشياء أن يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ولهذا قال: ويحذركم الله نفسه . ومن فوائد الآية الكريمة: إطلاق النفس على الذات، لأن المراد نفسه أي ذاته يحذركم الله نفسه أي ذاته، والتعبير بالنفس أولى بالتعبير من الذات وإن كان التعبير بالذات هو المشهور عند العلماء، لكن التعبير بالذات عن النفس ليس من اللغة العربية الفصحة كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وإنما هو متلقى من اصطلاح عرفي، وأصله أن ذات تستعمل مضافا فيقال: ذات جمال، ذات دين، ذات مال، وما أشبه ذلك، فيعبرون الذات عن العين المتصفة بصفاته، ثم صلبوها من الإضافة وعبروا بكلمة ذات مجردة عن الإضافة هذا هو الأصل في استعمال كلمة ذات وإلا فإنها ليست عربية محضة . ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب رد الأشياء إلى الله عز وجل، لقوله: وإلى الله المصير . ومن فوائدها أيضا: تكرار التحذير، وأنه إذا كان المقام يقتضي ذلك كان تكراره من أعلى أنواع البلاغة، لأن قوله: ويحذركم الله نفسه هذا تحذير وإلى الله المصير هذا أيضا تحذير، فإنه تهديد ووعيد لمن خالف ما حذر الله منه .

Webiste