فوائد الآية : (( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
من فوائد هذه الآية الكريمة: أن المواريث من حدود الله . ومن فوائدها: أن من نفذ هذه المواريث على ما فرض الله فله هذا الثواب . ومن فوائدها: أن قسمة المواريث من العبادات ، تؤخذ من ترتيب الثواب عليها ووصف ذلك بأنه طاعة . ومن فوائدها: عناية الشرع بإيصال الحقوق إلى أهلها ، لأن حقيقة المواريث أن توصل الحقوق إلى أهلها ، والله عز وجل حكم عدل يريد من عباده أن يوصلوا الحقوق إلى أهلها . ومن فوائدها: أن طاعة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم طاعة لله ، ولهذا عطفها بالواو الدالة على الجمع والاشتراك . فإن قال قائل: ما الجمع بين هذه الآية وبين قول الرسول عليه الصلاة والسلام لرجل قال له: ما شاء الله وشئت : أجعلتني ندا ؟ بل ما شاء الله وحده ؟ فالجواب: أن الأمور الشرعية لا حرج أن تقرن الرسول عليه الصلاة والسلام مع الرب سبحانه وتعالى بالواو ، وأما الأمور الكونية فلا يجوز ، لأنها من خصائص الربوبية وفعل العبد بعد فعل الله ، أما الحكم فإن حكم الرسول حكم لله ، ولهذا قال الله عزوجل في القرآن: ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله ولم يقل: ثم رسوله ، وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ، لأن هذا الإتيان إتيان الشرعي ، إتيان الزكاة وإتيان الأموال الشرعية ، أما الأمور الكونية فلا لأنها من خصائص الربوبية فلابد أن يكون فعل العبد بعد فعل الله ، " ما شاء الله وشئت " هذا لا يجوز ، لأنك جعلت مشيئة الرسول كمشيئة الله ، وليس كذلك ، لكن طاعة الرسول كطاعة الله من يطع الرسول فقد أطاع الله جعل الله طاعة الرسول كطاعة الله . ومن فوائدها: إثبات الجزاء يوم القيمة ، لقوله: يدخله جنات وجه ذلك أن إدخال الجنات ليس في الدنيا وإنما هو في الآخرة . ومن فوائدها: بيان نعيم هذه الجنات وأن الأنهار تجري من تحتها ، وأنواع الأنهار معروفة في آية أخرى . ومن فوائدها: دوام نعيم هذه الجنات ، لقوله: خالدين فيها وهل الخلود هنا مؤبد أو مؤقت ؟ مؤبد ، ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في عدة آيات من القرآن وأجمع عليه المسلمون على أن نعيم الجنة مؤبد ولم يذكر في ذلك خلاف . ومن فوائدها: أن هذه النعيم هو الربح العظيم الذي لا يماثله شيء ، لقوله: وذلك هو الفوز العظيم ، نسيت أن أعرب هذه الجملة ذلك الفوز العظيم فكيف نعربها ؟ " ذا " اسم إشارة المبتداء ، الفوز خبر مبتداء ، العظيم صفة لـ الفوز ، لو قال قائل: ذلك الفوز العظيم الفوز بدل أو عف بيان أو نعت لـ ذلك ؟ هو يقول: ذلك الفوز هو العظيم ، لكان صالحا لكن الإعراب الأول أحسن .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى:"والذين آمنوا وعملوا الصالح... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى: [إن الذين آمنوا وعملوا... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى: (( يا أيها الذين... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قول الله تعالى : (( إن هذا لهو ال... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إن هذا لهو الفوز ا... - ابن عثيمين
- فوائد الآية (( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصال... - ابن عثيمين
- في قوله تعالى : (( وذلك هو الفوز العظيم )) ق... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد الآية : (( قل أؤنبئكم بخيرٍ من ذل... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير الآية : (( تلك حدود الله ومن يطع... - ابن عثيمين
- تفسير الآية : (( تلك حدود الله ومن يطع الله... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( تلك حدود الله ومن يطع الله... - ابن عثيمين