تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآية : (( واللذان يأتيانها منكم فآذوه... - ابن عثيمين واللذان يأتيانها منكم فآذوهما  آذوهما بماذا ؟ بالسب والتعيير والضرب والإعراض ، على سبيل التعزير ، والهجر ، وما أشبه ذلك ، المهم افعلوا ما يتأذيان به  ف...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآية : (( واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابًا رحيمًا )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
واللذان يأتيانها منكم فآذوهما آذوهما بماذا ؟ بالسب والتعيير والضرب والإعراض ، على سبيل التعزير ، والهجر ، وما أشبه ذلك ، المهم افعلوا ما يتأذيان به فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن تابا مما وقع منهما وأصلحا عملهما في المستقبل فأعرضوا عنهما لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، فيعرض عنهما ، لأن السبب مادام موجودا فالمسبب يتبعه فإذا زال السبب زال المسبب إن الله كان توابا رحيما إن الله كان توابا توابا صيغة مبالغة وذلك لكثرة توبته وكثرة من يتوب عليهم ، فالذين يتوب الله عليهم لا يحصون وتوبته عزوجل لا تحصى ، فلهذا عبر بصيغة المبالغة ، والتائب من ؟ توبة الله على العبد نوعان: توبة قبل فعل التوبة ، وتوبة بعدها ، فالتوبة التي قبل فعل التوبة معناها التوفيق ، معناها التوفيق للتوبة كما قال تعالى: ثم تاب عليهم ليتوبوا والتوبة التي بعد التوبة هي قبول التوبة كما قال تعالى: وهو الذي قبل التوبة عن عباده والله سبحانه وتعالى تواب بهذا المعنى وبهذا المعنى ، فهو تواب أي مهيئ للتوبة فيمن شاء من عباده ، وتواب أي قادر للتوبة ، و رحيما أي ذو رحمة يوصلها إلى من شاء من عباده ، كما قال تعالى: يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون .
وفي هذه الآية شيء من الإشكال وهو قوله: كان توابا رحيما فإن المعروف أن " كان " للمضي ويفهم منها أن هذا الوصف كان فزال ، كما لو قلت: كان فلان طالب علم ، يعني فيما مضى ، أجاب العلماء عن هذا الإشكال بأن " كان " قد تسلب منها الدلالة على الزمن ويكون المراد بها تحقق الاتصاف بخبرها ، وكلما أضيف إلى الله م هذا التركيب فإن هذا هو المراد به إن الله كان غفورا رحيما وكان الله على كل شيء قديرا وكان الله بكل شيء محيطا وما أشبه ذلك المراد أنه متصف به أزلا وأبدا ، ولكن أتت " كان " لتحقيق اتصافه بهذا الوصف .

Webiste