تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى : (( فتلقى آدم من ربه كلمات... - ابن عثيمينالشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .قال الله تعالى:  فتلقى آدم من ربه كلمات  تلقى أي أخذ حين ما ألقى الله إليه هذه الكلمات تقبلها وأخذها، وهذه الكلمات...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى : (( فتلقى آدم من ربه كلماتٍ فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )) والكلام على التوبة وذكر أقسامها.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .قال الله تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات تلقى أي أخذ حين ما ألقى الله إليه هذه الكلمات تقبلها وأخذها، وهذه الكلمات هي قوله تعالى: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين وقوله: من ربه هذا فيه إضافة الربوبية إلى آدم، وهي الربوبية الخاصة وقوله: فتاب عليه الفاعل من ؟ الله، يعني فتاب ربه عليه. إنه هو التواب الرحيم والتوبة هي: رفع المؤاخذة والعفو عن المذنب إذا رجع إلى ربه عزوجل، إنه هو التواب الرحيم هذه الجملة تعليل لقوله: فتاب عليه لأن هذا مقتضى هذين الاسمين العظيمين: التواب الرحيم، وقوله: هو التواب هو ضمير الفصل يفيد الحصر ويش بعد؟ والتوكيد، هنا لا نقول: الفصل بين الخبر والصفة، لأن ما قبل الصفة أو قبل ما يحتمل أن يكون صفة ضمير، والضمير يقول النحويون: إنه لا يوصف ولا يوصف به، إذا نستفيد من ضمير الفصل هنا فائدتين فقط هما: التوكيد والحصر.
وقوله: التواب صيغة مبالغة من تاب وذلك لكثرة توبة الله عزوجل على العباد، فما أكثر التوبة من الله علينا على كل فرد منا، وما أكثر التوبة باعتبار أفراد التائبين، فلذلك سمى الله نفسه تواب، واعلم أن لله تعالى على عبده توبتين: التوبة الأولى قبل توبة العبد وهي: التوفيق للتوبة، والتوبة الثانية: قبول التوبة، يعني أنه يوفق العبد للتوبة فيتوب، فيتوب الله عليه، وكلاهما في القرآن قال الله تبارك وتعالى: وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا تاب ليتوبوا، إذا هذه التوبة الأولى توبة التوفيق للتوبة ليتوبوا أي ليتوبوا إلى الله، فيتوب الله عليهم توبة القبول، وأما توبة القبول ففي قوله تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات إذا التواب صيغة مبالغة من تاب، وتوبة الله تعالى على قسمين، أو نوعين: الأول: التوفيق للتوبة، والثاني: قبول التوبة، وكلاهما في القرآن العظيم .
الرحيم يعني ذوا الرحمة الواسعة الواصلة إلى من شاء من عباده، وعلى هذا فـالرحمن داخل في ضمن الرحيم ، لأنه إذا ذكر الرحمن وحده أو الرحيم وحده دخل أحدهما في ضمن الآخر وإن ذكرا جميعا صار الرحمن باعتبار الصفة والرحيم باعتبار الفعل.

Webiste