تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآية : (( وليست التوبة للذين يعملون ا... - ابن عثيمينثم قال الله تبارك وتعالى:  وليست التوبة للذين يعملون السيئات  هنا قال:  ليست التوبة  ولم يقل: على الله ، لأن هذه التوبة منتفية شرعا فهي ليست حقيقة  ليست...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآية : (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت ... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تبارك وتعالى: وليست التوبة للذين يعملون السيئات هنا قال: ليست التوبة ولم يقل: على الله ، لأن هذه التوبة منتفية شرعا فهي ليست حقيقة ليست التوبة للذين يعملون السيئات السيئات يحتمل أن يراد بها الجنس وهو الأظهر ، أو الجمع لأنه ظاهر اللفظ حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن هؤلاء لا توبة لهم لأن توبتهم توبة ضرورة كالمكره على العمل والمكره على العمل لا حكم لعمله كما هو معروف بأن من أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان لم يحكم بكفره كذلك هذا الذي تاب بعد أن أئس من الدنيا وأيقن أنه راحل فإن هذه التوبة لا تنفعه ، حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن الآن عندما شاهد الموت يتوب ، أي توبة صادقة لشخص علم أنه قد فارق الدنيا ، وهذا نظير قوله صلى الله عليه وآله وسلم من بعض الوجوه: خير الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر تأمل البقاء لصحته ، الصحيح يستبعد الموت ، وتخشى الفقر لأنه شحيح ولا تمهل يعني تأخر حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان من فلان الذي كان له ؟ الوارث ، وهذا يقع كثيرا ، إذا أئس الإنسان من حياته ذهب يوصي أو يكتب لأعمال البر ، والصدقة على الفقراء ، طبع الكتب ، بناء المساجد ، طيب قبل عشرة أيام ما توصي ؟ لأنه الآن أئس من حياته وعلم أنه مفارق لا محالة ، قال: ولا الذين يموتون وهم كفار " الواو " حرف عطف و" لا " زائدة للتوكيد ، و الذين معطوفة على قوله: للذين يعملون يعني وليست التوبة أيضا للذين يموتون وهم كفار ، الذين يموتون وهم كفار لا توبة لهم ، وظاهر الآية مشكل ، لأن من مات انقطع عمله فكيف يقول: ولا الذين يموتون وهم كفار ؟ نقول: المراد بذلك ندمهم يوم القيمة ، حيث يندمون ويقولون: يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين قال الله تعالى: بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون فتوبة الكافر بعد الموت يراد بها ندمه الذي يظهره يوم القيمة فإن ذلك لا ينفعه لأن وقت العمل انتهى ما بقي إلا وقت الجزاء فلا تنفعهم ، أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما أولئك المشار إليه الكفار الذين ماتوا على الكفر ، أعد الله لهم عذابا أليما ، أما من مات على ما دون الكفر فهذا أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، فإعداد النار إنما هو للكافرين ، أما العصاة فقد يعفى عنهم ولا يدخلون النار أبدا .

Webiste