تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : << وإذ واعدنا موسى ......... - ابن عثيمينفي هاتين الآيتين فوائد ، منها: بيان عيوب بني إسرائيل ، وذلك أنهم اتخذوا العجل إلها حين غاب نبيهم . ومن فوائدها: إثبات كلام الله عزوجل، لقوله:  وإذ واعدن...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : << وإذ واعدنا موسى ...........>>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
في هاتين الآيتين فوائد ، منها: بيان عيوب بني إسرائيل ، وذلك أنهم اتخذوا العجل إلها حين غاب نبيهم . ومن فوائدها: إثبات كلام الله عزوجل، لقوله: وإذ واعدنا موسى ثلاثين ليلة والوعد يكون بين المتواعدين في الغالب بالقول ، ثم إن هذا الميعاد الذي حصل كلمه الله عزوجل حتى إن موسى عليه الصلاة والسلام من شدة شفقته على رؤية الله قال: رب أرني أنظر إليك . ومنها: بيان سفه الأمة الغضبية اليوم ، حين اتخذوا العجل إلها ، والعجيب أنهم هم الذين صنعوا العجل بأيديهم ثم اتخذوه إلها ، ولكن لا تستغرب فإن من يضلل الله له فلا هادي له والجاهليون في العرب يفعلون مثل هذا أو أشد ، يقال إنهم يصنعون من التمر إلها وإذا جاعوا ؟ وإذا جاعوا أكلوه ، ما يدعون أنه يأتيهم برزق ، يعرفون أنه لن يملك ذلك ، لكن يأكلونه ويقولون إنهم إذا نزلوا أرضا أخذوا أربعة أحجار واختاروا أحسنها أن يكون إلها والثلاثة الباقية يجعلونها أثافي للقدر ينصبون القدر عليه . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه ليس لبني إسرائيل عذر في اتخاذهم العجل إلها لأن الحجة قد قامت عليهم ، لقوله تعالى: وأنتم ظالمون . هل يستفاد من هذه الآية أنهم لو اتخذوا العجل إلها بدون ظلم لم يلاموا ؟ أو يقال إن هذا بيان لحالهم فقط ؟ يحتمل هذا وهذا ، يحتمل أن هذا بيان لحالهم وأنهم اتخذوه إلها من غير عذر ، ويحتمل أن يكون دليلا على أنه إذا كان الإنسان معذورا فإنه لا يؤاخذ ، ويدل لهذا قوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث فيهم منها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلك القرى إلا وأهلها ظالمون وعلى هذا فيكون في الآية دليل على أن من عمل عملا سيئا الشرك فما دونه وهو معذور فإنه لا عقوبة له ، ثم إن كان منتسبا إلى الإسلام حكم له بظاهره لأنه مسلم وإن كان منتسبا إلى دين آخر ولم يبلغه دين الإسلام فيعامل في الدنيا حسب دينه الذي هو عليه وعمله في الآخرة إلى الله عزوجل، فصار هذا هو التفصيل في مسألة العذر بالجهل، إذا كان يتسمى بالإسلام ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة ويحج ويعتمر ويقول إنه مسلم لكن فيه شيء من الشرك بغير علم ، عاش في هذا البلد التي فيها هذا الشرك ولا علم أن هذا شرك ، فهذا يعامل معاملة المسلمين على ظاهر حاله ، وكذلك أيضا في الآخرة لا يؤاخذه الله لأنه معذور ، وأما من كان معذورا لكنه لا ينتسب إلى الإسلام على دين معين فهذا يعامل في الدنيا معاملة الكافرين يعني أهل دين . وفي الآخرة يقال أمره إلى الله عز وجل .

Webiste