فوائد قوله تعالى : << وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ [النمل:24].
يستفاد من هذه الآية: أن هؤلاء القوم مشركون بالله، لقوله: وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ [النمل:24]. وفيه دليل على أن الشمس معبودة من قديم الزمان، لأن هؤلاء في زمن سليمان، وما زال إلى الآن يوجد من يعبد الشمس، ومن يعبد النار، ومن يعبد القمر، بل ومن يعبد البقر.
وفيه دليل على أن الخلق مفطورون على إنكار الشرك، لأن الهدهد أنكر عليهم شركهم، مع أن الهدهد ليس من العقلاء، لكن جميع الحيوانات بل والمخلوقات غير الحيوانات مفطورة على توحيد الله عز وجل، تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء:44].
فيستفاد من هذه فائدة: أن المشركين شر البرية كما قال الله عز وجل، يعني: إذا كانت البهائم والجمادات تسبح الله وتعرف حقه وبنو آدم هؤلاء يشركون به، صاروا شر الخليقة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6].
وفيه دليل على أن الإنسان يُذم على فعله أو يُمدح على فعله، لأن الهدهد ساق ذلك على سبيل الذم، والغرض من ذكر هذه الفائدة، الغرض منها: الوصول إلى أن فعل الإنسان باختياره، إذ لو كان مجبراً عليه لم يصح أن يكون محلاً للذم أو للمدح، لأن الذي يُجبر على العمل ما يُمدح عليه وإن كان خيراً، ولا يُذم عليه إن كان سوءاً، ولكنه هو فعله، فهو إذاً.. وفيه دليل على إبطال قول من؟
الطالب: الجبرية.
الشيخ : الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله، لأنه إذا كان مجبراً لم يكن أهلاً للثناء بالخير أو بالشر.
وفي هذا دليل على أن الأعمال السيئة من تزيين الشيطان، لقوله: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ [النمل:24]، فكيف يُجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى: زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ [النمل:4] فأضاف الله التزيين إليه وهنا أضافه إلى الشيطان، وفي آية ثالثة: زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ [التوبة:37] مبني للمجهول لكن هذه ما تعارض الآيات الأخرى، نعم.
الطالب: التزيين المباشر من الشيطان، لكنه بتقدير الله.
الشيخ : يضاف إلى الله تقديراً وإلى الشيطان مباشرة. طيب.
إذا قال قائل: إن الأعمال السيئة تُزين للناس في رمضان وقد ثبت في الحديث أن الشياطين تُصفد فيه وتُغل، ومع ذلك نرى أن كثيراً من الخلق يزين لهم سوء الأعمال في رمضان، فكيف الجمع بين الواقع..؟
الطالب: ....
الشيخ : إيه.
الطالب: ....
الشيخ : يكون هذا من تزيين النفس، لأنها تزين أيضاً سوء الأعمال..
يستفاد من هذه الآية: أن هؤلاء القوم مشركون بالله، لقوله: وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ [النمل:24]. وفيه دليل على أن الشمس معبودة من قديم الزمان، لأن هؤلاء في زمن سليمان، وما زال إلى الآن يوجد من يعبد الشمس، ومن يعبد النار، ومن يعبد القمر، بل ومن يعبد البقر.
وفيه دليل على أن الخلق مفطورون على إنكار الشرك، لأن الهدهد أنكر عليهم شركهم، مع أن الهدهد ليس من العقلاء، لكن جميع الحيوانات بل والمخلوقات غير الحيوانات مفطورة على توحيد الله عز وجل، تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء:44].
فيستفاد من هذه فائدة: أن المشركين شر البرية كما قال الله عز وجل، يعني: إذا كانت البهائم والجمادات تسبح الله وتعرف حقه وبنو آدم هؤلاء يشركون به، صاروا شر الخليقة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6].
وفيه دليل على أن الإنسان يُذم على فعله أو يُمدح على فعله، لأن الهدهد ساق ذلك على سبيل الذم، والغرض من ذكر هذه الفائدة، الغرض منها: الوصول إلى أن فعل الإنسان باختياره، إذ لو كان مجبراً عليه لم يصح أن يكون محلاً للذم أو للمدح، لأن الذي يُجبر على العمل ما يُمدح عليه وإن كان خيراً، ولا يُذم عليه إن كان سوءاً، ولكنه هو فعله، فهو إذاً.. وفيه دليل على إبطال قول من؟
الطالب: الجبرية.
الشيخ : الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله، لأنه إذا كان مجبراً لم يكن أهلاً للثناء بالخير أو بالشر.
وفي هذا دليل على أن الأعمال السيئة من تزيين الشيطان، لقوله: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ [النمل:24]، فكيف يُجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى: زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ [النمل:4] فأضاف الله التزيين إليه وهنا أضافه إلى الشيطان، وفي آية ثالثة: زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ [التوبة:37] مبني للمجهول لكن هذه ما تعارض الآيات الأخرى، نعم.
الطالب: التزيين المباشر من الشيطان، لكنه بتقدير الله.
الشيخ : يضاف إلى الله تقديراً وإلى الشيطان مباشرة. طيب.
إذا قال قائل: إن الأعمال السيئة تُزين للناس في رمضان وقد ثبت في الحديث أن الشياطين تُصفد فيه وتُغل، ومع ذلك نرى أن كثيراً من الخلق يزين لهم سوء الأعمال في رمضان، فكيف الجمع بين الواقع..؟
الطالب: ....
الشيخ : إيه.
الطالب: ....
الشيخ : يكون هذا من تزيين النفس، لأنها تزين أيضاً سوء الأعمال..
الفتاوى المشابهة
- تزيين الشيطان الباطل للعبد - ابن باز
- تتمة تفسير قوله تعالى : (( ومن آياته الليل و... - ابن عثيمين
- أعمال الشيطان ووسوسته لبني آدم - ابن عثيمين
- فوائد حديث ( يأتي أحدكم الشيطان في صلاته ...). - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << وصدها ما كانت تعبد من دو... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << إن الذين لا يؤمنون بال... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( ومن آياته الليل والنها... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << وصدها ما كانت تعبد من... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << وعادا وثمودا وقد تبين لك... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << وعادا وثمودا وقد تبين... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << وجدتها وقومها يسجدون ل... - ابن عثيمين