تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : << إنه من سليمان وإنه بسم... - ابن عثيمين.... بحسبهم، فالكرم بالمال معناه: بذله بسخاء، والكرم أيضاً بالمال يطلق على الجيد منه كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  واتق كرائم أمواله...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : << إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
.... بحسبهم، فالكرم بالمال معناه: بذله بسخاء، والكرم أيضاً بالمال يطلق على الجيد منه كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: واتق كرائم أموالهم .
وكذلك أيضاً ما يتضمن الشيء المهم يوصف بالكرم لما في هذا الوصف في كتاب سليمان عليه الصلاة والسلام.
وفيه دليل على أن الأولى أن يبدأ الكاتب باسمه فيقول: من فلان، قبل أن يبدأ باسم المرسل إليه أو المكتوب إليه. وهل هذا من باب التعبد أو من باب العادة؟
الطالب: من باب العادة.

الشيخ : الظاهر أنه من باب العادة، ولكن مع ذلك العادة التي كان عليها السلف أولى من العادة التي اعتادها الناس اليوم، اعتاد الناس اليوم أنهم يبدءون بالمكتوب إليه.. إلى فلان ابن فلان، ولكن العادة الأولى أولى، لأن الإنسان إذا قرأ الكتاب يقرأه من أوله، فإذا قرأ: من فلان عرف الآن ما هذا وما قيمة الكتاب، قبل أن يقرأه كله.
ثم إن الترتيب الطبيعي يقتضي هذا، لأن الكتاب واردٌ من إلى، فيقتضي أن يبدأ بالوارد منه قبل الوارد إليه.
فإذاً نقول: الأولى أن يبدأ الإنسان باسمه إذا أرسل كتاباً إلى أحد، لأن هذه هي السنة المتّبعة.
هل يؤخذ من هذا الكتاب أنه لا يحتاج إلى ذكر المكتوب إليه، لأنه قال: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ [النمل:30] ولا قال: إلى ملكة سبأ؟
الطالب: قد يكون ذكر.

الشيخ : لكن اللي أمامنا الآن.
الطالب: ......

الشيخ : يحتمل هذاأو نقول: إنه إذا دل الدليل على المكتوب إليه فلا حاجة إلى ذكره، مثلاً إذا أرسلت هذا الكتاب إلى شخص ولا سيما في مثل قصة سليمان، أنه جاء به هذا الطائر إلى صاحبه، فهنا احتمال أن يصل الكتاب إلى غير المكتوب إليه.
والمقصود ببيان المكتوب إليهايش المقصود به؟ أن يتعين ويصل إليه، وهنا إذا جاء الكتاب على هذا الوجه فإنه يحصل به أكبر تعيين، فنقول: إنه لا حاجة إلى ذكره إذا كان الأمر يحصل بدونه، ولكن مع هذا ذكره أولى، لا سيما إذا كان يترتب عليه شيءٌ في المستقبل. فإنه إذا فرضنا أن صاحبه الذي أُرسل إليه عُلم وأخذه، لكن في المستقبل ما ندري لمن وجّه له هذا الخطاب، فذكره بلا شك أولى.
وأيضاً في هذا دليل على استحباب البداءة ببسم الله الرحمن الرحيم في أول الرسائل، لقوله: وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل:30].

Webiste