تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : << وكان في المدينة تسعة ر... - ابن عثيميندل فيها أيضاً قوله:  وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ [النمل:48] فيه مبدأ العصابات، ولا يزال موجوداً إ...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : << وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
دل فيها أيضاً قوله: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ [النمل:48] فيه مبدأ العصابات، ولا يزال موجوداً إلى الآن، فإن هؤلاء تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وما زال الأمر إلى يومنا هذا وإلى ما بعد والله أعلم أنه سيبقى، لأن أهل الشر لهم طرق يتفننون بها في فرض شرهم على غيرهم.
وفيه أيضاً دليل على أنه يمكن أن يجتمع الفساد والصلاح، لقوله: يفسدون ولا يصلحون، ولولا أنه يمكن اجتماعهما لم يكن لقوله: ولا يصلحون فائدة، لأنه يكون عدم الصلاح .... من إثبات الفساد لو لم يمكن اجتماعهما، هذه فائدتين. ففيها إثبات أن الفساد والصلاح قد يجتمعان في شخص.
ومنه نأخذ أيضاً أن الكفر والإيمان قد يجتمع في شخص، لأن الإيمان صلاح والكفر فساد، وكذلك أيضاً الفسوق والطاعة ممكن تجتمع، وخالف في ذلك طائفتان من الناس: المعتزلة والمرجئة.
المرجئة قالوا: ما يمكن، الإنسان إذا كان مؤمن كل أحوال الصالحين، ولا يعذّب بذنب ولا يلام عليه.
والخوارج والمعتزلة بالعكس، قالوا: ما يمكن يجتمع كفر وإيمان، وفسوق وطاعة، بل من أتى ما يوجب الفسق صار كافراً، ومن أتى ما يوجب الكفر صار كافراً. هذا رأي الخوارج أو خارجاً من الإيمان بين منزلة الإيمان والكفر على رأي المعتزلة.
ولا شك أن النفوس والواقع والعقل يدل على خلاف ما قالوا، لأن الاجتماع هذا وهذا أمرٌ موجود معلوم.

Webiste