الشيخ : لا تدعو له بالمغفرة ما دام مات وهو لا يصلي ، لأنه إذا مات وهو لا يصلي مات كافراً والعياذ بالله كما دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم :
قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم : { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين } فاشترط لثبوت الأخوة في الدين ثلاثة شروط :
الشرط الأول : التوبة من الشرك .
والثاني : إقامة الصلاة .
والثالث : إيتاء الزكاة .
ومن المعلوم أن الشرط لا يتم المشروط إلا به ، وإذا انتفت الأخوة في الدين انتفى الدين ، هذا من القرآن .
أما من السنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" وقال صلى الله عليه وسلم : "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" .
وأما أقوال الصحابة فقد نقل إجماعهم غير واحد من أهل العلم أنهم أجمعوا على كفر تارك الصلاة ، وهم صدر الأمة ، وأعلم الأمة بشريعة الله عز وجل ، ولم يرد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صريح في أن تارك الصلاة مؤمن وليس بكافر ، إنما وردت أحاديث عامة تخص بأحاديث كفر تارك الصلاة .
فمن مات وهو لا يصلي فإنه لا يجوز أن يغسل ولا يكفن ، ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ، ولا يدعى له بالمغفرة والرحمة ، وإنما يخرج به إلا فلاة من الأرض فيحفر له ويرمس فيها رمساً ، لأنه لا حرمة له .
ولولا أن يخشى من تأذي الناس برائحته وتأثر أهله به لقلنا يطرح على ظهر الأرض طرحاً كسائر الجيف كما قال ذلك بعض أهل العلم في المبتدعة الذين بدعتهم مكفرة .
وخلاصة الجواب : أن هذا الصاحب الذي مات وهو لا يصلي لا يجوز لصاحبه ولا لغيره أن يدعوَ له بالمغفرة والرحمة .