تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : << وأصبح فؤاد أم موسى فار... - ابن عثيمينثم قال الله تعالى :-  وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به  من فوائد هذه الآية أن الإنسان يكون له حال عند نزول البلاء غيرها قبل نزوله أنت ...على ال...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : << وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تعالى :- وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به من فوائد هذه الآية أن الإنسان يكون له حال عند نزول البلاء غيرها قبل نزوله أنت ...على الفائدة هذه أن الإنسان إذا نزل به البلاء تتغير حاله أصبح فؤاد أم موسى فارغا مع أنها كانت الأول عندها طمأنينة ولهذا جعلته في التابوت وألقته في اليم وهذا غاية ما يكون من الطمأنينة لكنها الآن صار قلبها فارغ قلقة ما كأن في الدنيا سوى ابنها وهذا هو الواقع أن الإنسان له حال قبل نزول البلاء وله حال بعد نزوله ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يعرض نفسه للبلاء يذكر أن سِحنون أحد أصحاب مالك كان رحمه الله على غاية من الرضا بقضاء الله والعبادة إلى آخره وأنه قال يوما من الأيام بيتا لكن لا أحفظ إلا معناه لا يحضرني إلا معناه قال بيتا معناه: أنني صابر فكيف ما شئت فامتحنِّي فأصيب بعسر البول وعسر البول صار ما يبول إلا كعابر سبيل فكان يمر على الصبيان في الكتاب في مدارسهم ويقول ادعوا لعمكم الكذاب لأن الأطفال يرجى إجابة دعوتهم، فالمهم أن الإنسان قبل البلاء له حال وبعد البلاء تتغير حاله وهكذا أيضا في الأمور الشرعية النبي عليه الصلاة والسلام قال: من سمع بالدجال فلينأ فإن الإنسان يأتي إليه وهو مؤمن أو يرى أنه مؤمن ثم لا يزال به حتى يهلكَه وهذا هو الواقع إن الإنسان يجب أن يتحرز من البلاء وقد روي عن النبي r أنه قال: لا يُهِن أحدكم نفسه قالوا كيف يوهن نفسه قال يتعرض من البلاء ما لا يمكنه دفعه هذا معنى الحديث فالحاصل أن الإنسان له حال قبل وجود البلاء وله حال بعده وفيه أيضا دليل على أن الطبيعة البشرية لا يؤاخذ بها المرء، ما تقتضيه الطبيعة البشرية ما يؤاخذ به المرء وجه ذلك أن فؤاد أم موسى كان ينبغي ألا يكون فارغا من ذكر الله عز وجل ومن الدار الآخرة لكنه أصبح فارغ ما فيه شيء أبدا ذكر سوى ذكر موسى وهذا مقتضى الطبيعة البشرية لأن الأمور العظيمة التي تنزل بالمرء تنسيه كل شيء طيب وفيه أيضا دليل على فضيلة أم موسى رض الله عنها لكونها لم تبد ما في قلبها لأحد لقوله: إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها وفي الآية دليل على أن المرء مفتقر إلى الله تعالى في كل أحواله ولاسيما عند نزول الحوادث لقوله لولا أن ربطنا على قلبها فالإنسان مفتقر إلى الله U ولولا معونة الله ما فعل الإنسان شيئا لا صبر على بلاء ولا شكر عند الرخاء وفيه أيضا دليل على إثبات العلل والأسباب لقوله لتكون من المؤمنين من الذين ينكرون الأسباب والعلل؟
الطالب: الجهمية.

الشيخ : الجهمية والأشاعرة حتى الأسباب الظاهرة الجلية ينكرونها ويقولون: إن الشيء يحدث عنده لا به حتى لو أخذت حجرا وضربت به الزجاج وانكسر لا يقولون إن الزجاج انكسر بالحجر لكن انكسر عنده مع إنك لا تحط الحجر على الزجاج فوقه مو بعنده فوقه ينكسر ولا لا ؟ ما ينكسر فوقه ما ينكسر لكن تضربه به ينكسر .
الطالب: ...

الشيخ : نقول حصل الألم عند ضربك لا به إنما ...
الطالب: المثال الأوضح شيخنا من تناول دواء وكان مريضا يدعو ويقول اللهم اجعل شفائي عند الدواء.

الشيخ : بناء على إنكارهم الأسباب نسأل الله العافية وفي قوله: لتكون من المؤمنين دليل على أن الإيمان والكمال في الرجال أكثر لأنه لم يقل لتكون من المؤمنات ثم يدل على ذلك أيضا قوله تعالى في مريم: وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ولهذا جاء في الحديث: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ولا ريب أن الإيمان في الرجال أكثر وأثبت وأزيد ففي الحديث عن النبي r: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للُب الرجل الحازم من إحداكن وإنما قررنا هذا من أجل أنه يجب على المرء مراعاة المرأة يجب على الرجل مراعاة المرأة وأنها محتاجة إلى الرعاية وأيضا محتاجة إلى ألّا تجاب إلى كل ما تطلب فإنها ناقصة عقل وناقصة دين كما وصفها النبي ليه الصلاة والسلام بذلك .
طيب وفيه أيضا في الآية دليل على إثبات القضاء والقدر من أين ناخذه لولا أن ربطنا على قلبها فإن هذا من قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره

Webiste