قال الله تعالى : << و أصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولآ أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله U :- وأصبح فؤاد أم موسى لما عملت بالتقاطه فارغاً مما سواه أصبح هذا بناء على أنها ألقته ليلاً وتأتي كلمة أصبح بمعنى صار بقطع النظر عن الزمن في اللغة العربية تأتي أصبح بمعنى صار وتأتي أصبح بمعنى صار في الإصباح يقال مثلا صار الماء ثلجا أصبح الماء ثلجا بمعنى صار في اللغة العامية الآن دائما يعبرون الناس يقولون أصبح كذا وأصبح كذا يريدون بذلك أنه انتقل إلى هذا كما أن الإصباح انتقال من الليل إلى النهار، لكن هنا ليس ببعيد أنه في صباح تلك الليلة استولى عليها الوساوس والهواجس حتى صار قلبها فارغا من كل شيء ما تفكر بأي شيء إلا بهذا الولد وهذا أعني أن المراد بالإصباح هنا الدخول في الصباح أولى من أن نجعله بمعنى صار لأنكم كما تعلمون الشيء يُحْزن عليه عند فقده لكن إذا طال الزمن فإنه قد يُنسى الحوادث تنسيه الظاهر أن أصبح أي في تلك الليلة أصبح فؤاد ما هو الفؤاد ؟ القلب أم موسى فارغا يقول: مما سواه أما قول المؤلف لما علمت بالتقاطه فهذا لا يتعين منه أنها علمت ولكن بمجرد أنها ألقته سوف توسوس به .
إن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها كادت لتبدي به أيقول: ابنها لولا أن ربطنا على قلبها إلى آخره نعم. يقول: إن كادت المؤلف أعرب إن مخففة من الثقيلة وابن مالك يقول :- خففت إن فقل العمل وتلزم اللام إذا ما تهمل وربما استغنى.......... والفعل إن لم يك ناسخا فلا تلفيه غالبا بإن ذي موصلا فالآية إذا جارية على اللغة الفصحى أن كاد ناسخ ولا غير ناسخ ؟ ناسخ كاد ناسخ نعم وهنا اللام لتبدي به لا زمة ولا جائزة ؟
الطالب: لازمة .
الشيخ :- طيب لو حذفناها وقلنا إن كادت تبدي به ما يمكن تكون بمعنى ما يعني ما كادت تبدي به ؟ وتلزم اللام إذا ما تهمل وربما استغني عنها................اللام تجب إذا ما كان حذفها يوقع في الإشكال لأنك إذا حذفتها التبست بـ إنَّ وإذا أوجبتها لا يكون مشكلة لأنها لام التوكيد لا تأتي مع النفي فما رأيكم في هذا ؟
الطالب:............
الشيخ :-قيل تخفف المعنى لأنه إن كادت لتبدي به معناها أنها قرب إبدائها لذلك لكن ما كانت لتبدي به معناها مستحيل لأن السياق هي جائزة لأن السياق يدل على المعنى وهو قوله: لولا أن ربطنا على قلبها لأن هذه الجملة لا تناسب أن تكون إن نافية يعني ما كادت تبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لأن الربط على القلب يقتضي الكتمان ولَّا البيان ؟ يقتضي الكتمان ولا ينفع أن نقول ما كادت تظهره لولا أن ربطنا لأن لولا أن ربطنا يستلزم ألا تظهره فعلى هذا تكون اللام هنا جائزة وهذا جائز من حيث الصناعة النحوية أما من حيث التلاوة القرآنية فهو غير جائز حذفها والسبب أن كلام الله لا يمكن ضبطه لا بالنقص ولا بالزيادة إن كادت لتبدي به تبدي أي تُظهر به أي بموسى وأما قول المؤلف أي بأنه ابنها فهو بناء منه على أنها وصلت إلى آل فرعون ولولا أنها ربُط على قلبها لقالت: هذا ابني ولا شك أن هذا بعيد من القصة وبعيد من المعنى ولكن إن كادت لتبدي به أي لتظهر بما فعلته به يعني هي تحدث الناس وتقول والله أنا فعلت كذا وفعلت كذا وألقيت ابني في اليم إلى آخره ولا لا ؟ وإنما قال: وإن كادت لتبدي به لأن المعروف أن الإنسان إذا حزن بشيء فإنه يخفف من آلام الحزن على نفسه أن يتحدث به إلى أحد من الناس ممن يتصل به ولا يكاد الإنسان يضيق صدره بالشيء حتى يحدث به ولا لا ؟ هذا شيء معلوم فهو لولا أن الله ربط على قلبها لأبدت ذلك الأمر ما أبدت أن قالت هذا ابني، أبدت الأمر الذي وقع منها وهي أنها ألقته في تابوت وألقته في اليم لو فعلت هذا لكان كما قلنا يطير الخبر لأن الخبر مكتوم ما لم يظهر فإذا ظهر لواحد ... إنه يتشعب فلو أبدته ولو لأقرب الناس إليها لظهر أمر الطفل ورمي به ولكن الله سبحانه وتعالى ربط على قلبها ولهذا قال لولا أن ربطنا على قلبها بالصبر أو سكنَّاه الربط على الشيء معناه شد الرباط عليه، ربطنا على قلبها أبلغ من أسكنا قلبها لأن الربط عليه معناه لا يمكن أن يتحرك فهذا أبلغ والله U ربط على قلبها بحيث إنها صبرت ولم تحدث أحدا بما جرى ولكن الذي وقع قالت لأخته قصيه وقد سبق أن المؤلف يقول: ما اطلع على ولادته سوى أخته قالت لأخته: لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله نعم
قوله: ربطنا على قلبها أي شددناه بالربط والمراد به التسكين وقوله: لتكون اللام للتعليل أين المعلل ؟ ربط القلب يعني ربط الله على قلبها لهذه الغاية لتكون من المؤمنين طيب قوله لتكون من المؤمنين ليس المراد الإيمان الجديد لأنها هي مؤمنة بلا شك وأدل دليل على أنها مؤمنة أنها امرأة ألقت ابنها في اليم ثقة بوعد الله U ولكن المراد هنا بالإيمان الإيمان الزائد على أصله الإيمان الزائد يعني التثبيت واليقين لتكون من المؤمنين وهذا هو الذي وقع وفي القصة فوائد عظيمة ومناقب لأم موسى
إن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها كادت لتبدي به أيقول: ابنها لولا أن ربطنا على قلبها إلى آخره نعم. يقول: إن كادت المؤلف أعرب إن مخففة من الثقيلة وابن مالك يقول :- خففت إن فقل العمل وتلزم اللام إذا ما تهمل وربما استغنى.......... والفعل إن لم يك ناسخا فلا تلفيه غالبا بإن ذي موصلا فالآية إذا جارية على اللغة الفصحى أن كاد ناسخ ولا غير ناسخ ؟ ناسخ كاد ناسخ نعم وهنا اللام لتبدي به لا زمة ولا جائزة ؟
الطالب: لازمة .
الشيخ :- طيب لو حذفناها وقلنا إن كادت تبدي به ما يمكن تكون بمعنى ما يعني ما كادت تبدي به ؟ وتلزم اللام إذا ما تهمل وربما استغني عنها................اللام تجب إذا ما كان حذفها يوقع في الإشكال لأنك إذا حذفتها التبست بـ إنَّ وإذا أوجبتها لا يكون مشكلة لأنها لام التوكيد لا تأتي مع النفي فما رأيكم في هذا ؟
الطالب:............
الشيخ :-قيل تخفف المعنى لأنه إن كادت لتبدي به معناها أنها قرب إبدائها لذلك لكن ما كانت لتبدي به معناها مستحيل لأن السياق هي جائزة لأن السياق يدل على المعنى وهو قوله: لولا أن ربطنا على قلبها لأن هذه الجملة لا تناسب أن تكون إن نافية يعني ما كادت تبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لأن الربط على القلب يقتضي الكتمان ولَّا البيان ؟ يقتضي الكتمان ولا ينفع أن نقول ما كادت تظهره لولا أن ربطنا لأن لولا أن ربطنا يستلزم ألا تظهره فعلى هذا تكون اللام هنا جائزة وهذا جائز من حيث الصناعة النحوية أما من حيث التلاوة القرآنية فهو غير جائز حذفها والسبب أن كلام الله لا يمكن ضبطه لا بالنقص ولا بالزيادة إن كادت لتبدي به تبدي أي تُظهر به أي بموسى وأما قول المؤلف أي بأنه ابنها فهو بناء منه على أنها وصلت إلى آل فرعون ولولا أنها ربُط على قلبها لقالت: هذا ابني ولا شك أن هذا بعيد من القصة وبعيد من المعنى ولكن إن كادت لتبدي به أي لتظهر بما فعلته به يعني هي تحدث الناس وتقول والله أنا فعلت كذا وفعلت كذا وألقيت ابني في اليم إلى آخره ولا لا ؟ وإنما قال: وإن كادت لتبدي به لأن المعروف أن الإنسان إذا حزن بشيء فإنه يخفف من آلام الحزن على نفسه أن يتحدث به إلى أحد من الناس ممن يتصل به ولا يكاد الإنسان يضيق صدره بالشيء حتى يحدث به ولا لا ؟ هذا شيء معلوم فهو لولا أن الله ربط على قلبها لأبدت ذلك الأمر ما أبدت أن قالت هذا ابني، أبدت الأمر الذي وقع منها وهي أنها ألقته في تابوت وألقته في اليم لو فعلت هذا لكان كما قلنا يطير الخبر لأن الخبر مكتوم ما لم يظهر فإذا ظهر لواحد ... إنه يتشعب فلو أبدته ولو لأقرب الناس إليها لظهر أمر الطفل ورمي به ولكن الله سبحانه وتعالى ربط على قلبها ولهذا قال لولا أن ربطنا على قلبها بالصبر أو سكنَّاه الربط على الشيء معناه شد الرباط عليه، ربطنا على قلبها أبلغ من أسكنا قلبها لأن الربط عليه معناه لا يمكن أن يتحرك فهذا أبلغ والله U ربط على قلبها بحيث إنها صبرت ولم تحدث أحدا بما جرى ولكن الذي وقع قالت لأخته قصيه وقد سبق أن المؤلف يقول: ما اطلع على ولادته سوى أخته قالت لأخته: لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله نعم
قوله: ربطنا على قلبها أي شددناه بالربط والمراد به التسكين وقوله: لتكون اللام للتعليل أين المعلل ؟ ربط القلب يعني ربط الله على قلبها لهذه الغاية لتكون من المؤمنين طيب قوله لتكون من المؤمنين ليس المراد الإيمان الجديد لأنها هي مؤمنة بلا شك وأدل دليل على أنها مؤمنة أنها امرأة ألقت ابنها في اليم ثقة بوعد الله U ولكن المراد هنا بالإيمان الإيمان الزائد على أصله الإيمان الزائد يعني التثبيت واليقين لتكون من المؤمنين وهذا هو الذي وقع وفي القصة فوائد عظيمة ومناقب لأم موسى
الفتاوى المشابهة
- فوائد حديث الرجل الذي ربط نفسه برجل في الطواف . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ... - ابن باز
- التعليق على تفسير الجلالين : (( قال )) له شم... - ابن عثيمين
- ما ردكم على قول الأخطل الذي استدلت به الأشاع... - ابن عثيمين
- هل يجوز ربط الرحم إذا دعت الضرورة إلى ذلك .؟ - ابن عثيمين
- حكم عملية ربط رحم المرأة للحاجة - ابن عثيمين
- معنى الفؤاد - ابن باز
- ما حكم من فسر يختم بمعنى يربط في قوله تعالى... - ابن عثيمين
- هذه الآية ألا تدل على أن قول المؤلف في قوله... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << وأصبح فؤاد أم موسى فار... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << و أصبح فؤاد أم موسى فارغ... - ابن عثيمين