تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة تفسير الآية : << و أخي هارون هو أفصح من... - ابن عثيمين... أصل الفائدة قوله:  هو أصدق مني لساناً  وحينئذٍ نسأل: هل هو ضمير فصل أو هو مبتدأ وأصبح خبراً، يدل خبر المبتدأ .... هذا هو على الأول ... التقدير هو ال...
العالم
طريقة البحث
تتمة تفسير الآية : << و أخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
... أصل الفائدة قوله: هو أصدق مني لساناً وحينئذٍ نسأل: هل هو ضمير فصل أو هو مبتدأ وأصبح خبراً، يدل خبر المبتدأ .... هذا هو على الأول ... التقدير هو الأولى لأن ضمير الفصل ما يكون إلا إذا كان المبتدأ والخبر مَعرِفتين، .. في هذه الحال يلتبس الخبر بالصفة، أمَّا إذا كان الخبر نكرة كما هنا فإنَّه يُجعَل مُبتَدأ، قال: وأخي هارون أخوه مِن أمه وأبيه ولّا مِن أبيه؟ مِن أمِّه وأبيه، وأما قوله تعالى: يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إنهم ذكروا أنَّ نسبته إلى أمه، لأنها أقرب مِن الأب فذكَّره ... لِيُشفِق عليه، قال: وأخي هارون هو أفصح مني لساناً أفصح بمعنى أبين مِني، وقوله: لساناً أي كلاماً، وعبَّر باللسان عن الكلام لأنَّه آلة الكلام، قال الله تبارك وتعالى: وما أرسلنا مِن رسول إلا بلسان قومه أي بِنطُقِهم ولُغتهم، وقوله: أفصح مني لساناً لماذا؟ قيل في الإسرائيليات أنَّ موسى عليه الصلاة والسلام كان في لسانه لثغة مِن جمرة أخذها وأكلها، إن فرعون أراد أن يقتله فقالت امرأته: إنَّه طفل لا يدري ولا يعرف وإذا أردت أن تختِبِره فأعطه تمراً وجمرً .. قدم الثمرة والجمرة الجمرة تتلألأ وهيئتها أجمل من التمر فأخذ الجمرة ووضعها في فمه فانعقد لسانه. وهذه إسرائيلية .. لأنَّ هذا غير ممكن لأنه إذا أراد الجمرة .. وأخذها ما يستطيع .. في يده .. ولكن هذا .... ولهذا طلب موسى مِن الله أن يحُلَّ هذه العقدة قال: واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي وأنتم .. بعض الناس... وبعضهم يقول: إن عندي تعتعة ... وبعضهم ما .. لا هذا ولا هذا لكن ما يستطيع .. تجده إذا أراد أن ... يحمر وجهه يتعب يالله ... فالعقدة سواء في صفة الحروف أو في النطق بالحرف كل هذه مِن العقد، في صفة الحروف أنه ما يستطيع يطلعه علي الوجه الأكمل، أو في نفس النطق ما يدر ما ينطلق لسانُه، الصواب أن هذه العلة التي لِموسى عليه الصلاة والسلام أنه مِن أصل الخِلْقة وليس هناك تمرة وجمرة.
قال: فأرسله معي ردءا مبينا وفي قراءة بفتح الدال بلا همزة" كيف نقول؟ رِداً لأنه ما تعرض للراء ... فأرسله معي ردءا فهِمَ موسى عليه الصلاة والسلام أنَّ الله أرسله إلى فرعون من قوله: فذانِك برهانان من ربك إلى فرعون ولهذا قال: فأرسله معي هنا عرَف أنَّه رسول، وقوله: معي المعية بمعنى المُصاحبَة والمُقارَنَة وهي في كل موضع بِحسَبه أي بحسب ما تُضاف إليه، وتقتضي في كل موضع غيرَ ما تقتضيه في الموضع الآخر، فالرجل إذا قِيل: معه زوجته. ليس مثل إذا قيل: القائد معه جنوده. فبينهما فرق وكذلك إذا قيل: اللبن مع الماء يعني ممتزجاً مختلطاً به، وهنا أرسله معي ردءا غير مَعِيَّة الزوج لِزوجته ومعية اللبن للماء، ولكنها مصاحبة يُرَاد بها التأييد والإعانة ولهذا قال: ردءا والردء المُعِين الظهير للشخص.
يُصَدِّقُني ايش معنى يصدقني أي: يكون مُصَدِّقاً لي أمامَهم حتى يقوى قولِي به ويكون صدقاً وليس المعنى أنه يقول: أنت صادق. ولكن إذا قَوَّى كلامُه كلامي كان ذلك مُوجِباً لتصديقِه، قال:"
بالجزم جوابَ الدعاء وفي قراءةٍ بالرفع وجملته صفةُ ردءاً" بالجزم نقول: يُصَدِّقْني تكون جواباً للدعاء، وين الدعاء؟أرسلْه معي وهو وافق يعني إنْ أرسلْتَهُ صدَّقَني "في قراءة أخرى" في قراءة سبْعيَّة ولَّا شاذة؟ سبعية، لأن قاعدة المؤلف رحمه الله أنه إذا قال: في قراءة. فهي سبعية، وإذا قال: وقرئَ فهي شاذة، قال: "فأرسله معي ردءاً يصدقني وجملته" على قراءة الرفع "جملتُه صفةُ ردءاً" يعني ردءاً مُصَدِّقاً لي لأن هذا هو .. الفائدة مِن القراءة .. بالرفع .. مِن القراءتين فائدة وهي أن قوله: يصدقْني إذا كانت جواباً فإن معناه أنه يحصُلُ به الصدق، وإذا كان صفة فالمعنى أنه يُحاوِل أن يُبَيِّن للناس أنّه صادق فيكون قراءة الرفع على سبيل السبب، وقراءة الجزم على سبيل النتيجة، فيكون هارون فاعلاً مُؤَثِّراً.
قال: إنِّي أخاف أن يُكَذِّبُونِ الضمير في يكذبون ضمير الواو يعود على فرعون وملأه، وأخاف بمعنى أتوقع وأخشى وليسَ خوفَ الرعب ما فيه رعب هنا ولكنَّه يتوقع ذلك ويخشاه، وقوله: أن يكذبونِ فيها إشكال من حيث الإعراب لأن المعروف أنَّ أنْ إذا دخلت على الأفعال الخمسة حُذِفَت النون مِنها وهنا فيها نون، والجواب أنَّ هذه النون نون وقاية وليست نون رفع، ولهذا تُشاهِدونها الآن مكسورة إذاً أصله يكذِّبونَنِي فحُذفِت نون الرفع لأجل النصب، وحُذِفَت الياء تخفيفاً ونظيرها قوله تعالى في سورة الذاريات قريب منها: فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون إذا وقفت عليها فتقف بالسكون فيفهم الطالب المبتدئ اللي ما عنده معرفة بال.. أنَّه هنا بقيَت النون مع وجود لا الناهية، ... إلى أن الياء يجي حذفها ولكن نقول هذه النون في الآية نون الوقاية بدليل أنك لو وصلت لكسرتها فقلت: فلا يستعجلونِ فويلٌ.
طيب قال المؤلف نعم

Webiste