تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << الذين ءاتيناهم الكتاب من... - ابن عثيمينقال الله تعالى:  الذين آتيناهم الكتاب  آتيناهم بمعنى أعطيناهم والإيتاء هنا شرعي ولا قدري؟ شرعي إيتاء شرعي، ويحتمل أن يكون آتيناهم إيتاءً قدرياً يعني قدّ...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << الذين ءاتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب آتيناهم بمعنى أعطيناهم والإيتاء هنا شرعي ولا قدري؟ شرعي إيتاء شرعي، ويحتمل أن يكون آتيناهم إيتاءً قدرياً يعني قدَّرنا أن يأتيهم الكتاب وهو الوحي فأتاهم، وقوله: الكتاب بمعنى المكتوب والمراد به التوراة وكذلك الإنجيل كُلُّها تُسَمى كتابا، وقوله: مِن قبله الضمير يعود على القرآن آتيناهم الكتاب من قبله أي مِن قبْل القرآن هم أي الذين آتيناهم به أي بالقرآن يُؤْمِنُون أي يُصَدِّقُون وينقادون له، الإعراب الآن: الضمير مبتدأ الذين آتيناهم الكتاب وجملة آتيناهم صلة الموصول وهم مبتدأ ثان وبه يؤمنون خبر المبتدأ الثاني الجملة، والجملة من المبتدأ الثاني والخبر .. عبد الله!
الطالب: ...

الشيخ : صحيح هم به يؤمنون الجملة مِن المبتدأ الثاني وخبرِه خبرُ المبتدأ الأول، والفائدة من تَكرار المبتدأ لأجل أن يكون إسناده كأنّ إسنادَ الإيمان إليهم مرتين، لأنه قال مرتين: مرة بالضمير هم ومرة بالمبتدأ الأول الذين ... طيب، هم به وأتى بقوله: يؤمنون بالفعل المضارع الدالِّ على الاستمرار ... أتى بالفعل المضارع الدال على الاستمرار إشارة إلى أنهم تلَقَّوه عن قبول وإذعان وأنهم ما زالوا على هذا الأمر، وهذه الجملة بالنسبة لما قبلها في المعنى كأنّها إقامة دليل على الذين كَذَّبوا بالقرآن يعني كأنه يقول: الذين أوتوا الكتاب من قبلكم آمنوا بالقرآن. مما يدل على ايش على أنّه حقّ ولّا باطل؟ على أنه حق، لأنهم هم مع أنهم أهل كتاب ترَكُوا كتابهم وآمنوا بالقرآن، وأنتم جهل وليس لديكم كتاب فكان حقاً عليكم أن تكونوا قبْلهم في الإيمان لأنه من الصعب أن الإنسان ينتقل من كتابه أو مِن دينه إلى دْين آخر، لكن ليس من الصعب أن الإنسان ينتقل من جهل إلى حقّ وعِلم، ثم إن فِيه أيضا في هذا تأنيب لهؤلاء، فيه أيضا دليل على أنه حق، لأن الذين أوتوا الكتاب ما آمنوا به إلا عن علم، وهو كذلك فإِنه ما فيه شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مكتوباً عند بني إسرائيل في التوراة والإنجيل يعرِفونه كما يعرِفون أبناءهم حتى أوصافه الخلْقية موجودة عندهم بقطع النظر عن منهاجه وسيرته يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم هذا كله موجود في التوراة والإنجيل ومعروف، ولِهذا تجمع اليهود في المدينة من أجل أن يستقبلوا هذا النبي الذي وجدوا صفته عندهم .. وكانوا كما قال الله تعالى: وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا أي يستنصرون عليهم بهذا النبي فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فالحاصل إنه في هذه الآية أقول: إنها وجه تعلقها بما قبلها من وجهين: الوجه الأول تأنيب هؤلاء الجاهليِّين -وش يا علي!- على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم معَ أن أهل الكتاب وهم على دين انتقلوا من دينهم إلى دينه، فكنتم أولى باتباعه، والوجه الثاني أنّه إقامة دليل على صحة ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، لأن هؤلاء الذين عِنْدهم علم من الكتاب ما انتقلوا إلا عن علم بأنّه حق وهذا المناسبة واضح جدا الصلة بين هذه والنصوص التي قبلها، ولا ريب أيضا أن في هذه الآية ثناء على الذين آمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام مِن الذين أوتوا الكتاب ولِهذا .. هم به يؤمنون ولم يستكبروا عنه معَ أنّ لديهم كتابهم، نعم.
الطالب:....

الشيخ : يقول الذين أوتوا الكتاب من قبله هم به يؤمنون ...
الطالب:

الشيخ : .. جنس القول ما جهِلوا كلام هذا الكتاب .. يقول: ما أتاهم من نذير من قبلك
الطالب:...

الشيخ : ولا نفي لكن هذه من باب الجنس يعني معناه أننا ما تركناهم بل إن القول وصل إليهم كما وصل إلى غيرهم مثل ما قلنا في تفسيره، إن الله ما زال سبحانه وتعالى ينزل الكتب على من سبق، قال: أيضاً" وش معنى أيضاً؟ "هم به يؤمنون أيضاً" وش معنى أيضا؟
الطالب: يعني اللي بعدهم.

الشيخ : يعني كما آمنوا بكتبهم، وأيضا يقولون إنها من الأسماء الملازِمة للنصب على المصدرية، لأن فعلها آض يئيض أيضاً مثل باع يبيع بيعاً لأنّ معناها رجع، نعم، فالمعنى أنهم هم أيضاً يُؤمنون بالقرآن، قال المؤلف: نزلت في جماعة أسلموا مِن اليهود كعبد الله بن سلام وغيرِه ومِن النصارى قدِموا مِن الحبشة ومِن الشام وكذلك مِن غير الشام، أسلموا من اليهود مثل عبد الله بن سلام واشتهر عبد الله بن سلام بالإسلام وهو مِن اليهود، لأنّه كان حبراً من أحبار اليهود وكان كما قال اليهود عنه في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام أنّه خيرهم وابن خيرهم وسيدهم وابن سيدهم. معترفون له بالفضل والعلم والسيادة، نعم، فلهذا كانوا يضربون بِه المثل لأنّ مثل هذا -يا جماعة- الذي يكون سيدا في قومه قد تحمِله السيادة على أن ينافق وقد يحمله أيضاً حبُّ الرئاسة على عدم الإتباع لغيره، لأنه إذا تبِع غيره صار مرؤوسا لا رئيسا ولّا لا؟ لكنه رضى الله عنه تواضع للحقّ فكان مؤمناً بالرسول عليه الصلاة والسلام وقصة إيمانِه معروفة يعني الرسول خبَّأهُ ودعا اليهود وسألهم عنه وأثنوا عليه وسألهم عن رسالة الرسول فكذبوا الرسول عليه الصلاة والسلام فقال لهم: ما رأيكم لو أسلم عبد الله بن سلام قالوا: حاشاه من ذلك ما يسلم لأنه خيرهم، فخرج وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فما خرجوا إلا وهم يثنون عليه شرًا، لأنه أسلم، "
كذلك نزلت جماعة من النصارى قدموا من الحبشة" هذا ما أعرف له مثلاً تعرفون له مثالاً؟ قدم النصارى من نجران وأسلموا وفيهم نزلت وإذا سمِعوا ما أنزل من الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ولكن الحبشة معروف أنه أسلم فيها نصارى مثل من؟ مثل النجاشي فإنه أسلم ودخل دين الإسلام وهو على دين النصرانية، ووصفه النبي عليه الصلاة والسلام بأنّه أخ للصحابة وأنّه رجل صالح، وهو كذلك أخ لهم ورجل صالح فالمهم على كل حال ما يهمنا أعيان الذين أسلموا المهم أنّ مِن الذين أوتوا الكتاب مِن اليهود والنصارى قوم آمنوا بالقرآن أيضا

Webiste