تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << قل أرأيتم إن جعل الله عل... - ابن عثيمين قل  لأهل مكة  أرأيتم  أخبروني" الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أرأيتم قل، لكن مَن المخاطب؟ المؤلف يقول: أهل مكة" والصواب أنه عام لكل أحد "أرأيتم أي أخب...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << قل أرأيتم إن جعل الله عليكم اليل سرمدا إلى اليوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قل لأهل مكة أرأيتم أخبروني" الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أرأيتم قل، لكن مَن المخاطب؟ المؤلف يقول: أهل مكة" والصواب أنه عام لكل أحد "أرأيتم أي أخبروني" تفسير المؤلف لها بأخبروني تفسير بالمعنى لا باللفظ، لأن رأى من الرؤية البصرية والمعنى: أأبصرتم ذلك فأخبروني عنه. ولكن المؤلف فسره وغيره من أهل العلم يفسرونه باللازم، لأن من لازم الرؤية إخبار الإنسان عما يرى أرأيتم رأيتم يقولون: إنها تنصب مفعولين هنا، مع العلم أنه يكون بصرية تنصِب مفعولين المفعولُ الأول قد يكون موجودا وقد يكون محذوفا وأكثرُ ما يأتي محذوفا، ولكنه قد يكون موجودا مثلاً: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ [يونس:59] هنا المفعول الأول موجود ما أنزل الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض إلى آخره هذا المفعول الأول محذوف، هنا أرأيتم إن جعل الله المفعول الأول محذوف، نحن قلنا أرأيتم ما تدعون من دون الله المفعول الأول قلناه؟ موجود أرأيتم ما تدعون ما هو المفعول الأول، هنا أرأيتم إن جعل الله المفعول الأول محذوف والتقدير أرأيتم حالكم يعني أخبروني عن حالكم ماذا تكون لو أنه حصل كذا وكذا، فالمفعول الأول محذوف، وجملة من إله غير الله في محل نصب وهي المفعول الثاني أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا دائما" جعل بمعنى صَيَّر فمفعولها الأول الليل ومفعولها الثاني سرمدا إن صير الله عليكم الليل سرمدا. والليل من غروب الشمس إلى طلوعها هذا الليل يعني معناه اختفاء الشمس في الأفق هو الليل، وظهورها هو النهار، والنور الذي يخلُفُها بعد الغروب أو يتقدمها بعد الفجر هذا من مقدمات النهار أو من مؤخَّراته، وإلا فحقيقة الأمر أن الليل يكون بغروب الشمس إلى طلوعها، وقوله: سرمدا قيل: إن أصلها سرداً، والسرد التتابع يعني متتابعاً، وعلى هذا التفسير فالنون زائدة ويكون وزنه الصرفي سرمدا؟
الطالب: فعملاً.

الشيخ : فعملاً، لأنه النون زائدة، وقيل: إن النون أصلية وأنها مِن سرمد إذا استمَر، وعلى هذا فيكون وزنه الصرفي فعللاً، لأن النون أصلية، الذي يهمنا معنى السرمد، معناه الدائم المستمر إلى يوم القيامة لو كان الليل سرمدا إلى يوم القيامة أحد يستطيع أن يأتي بنهار؟ ما أحد يستطيع، بل ما أحد يستطيع أن يقدِّم النهار قبل وقته ولا أن يؤخره بعد وقته، الآن لو اجتمع العالم مثلاً الشمس تخرج على اثنا عشر مثلاً لو اجتمع العالم كلهم على أن تخرج اثنا عشر إلّا دقيقة يستطيعون؟ ما يستطيعون كيف عاد يبي يلغونها مرة، أو على أن تتأخر إلى الساعة اثنا عشر ودقيقة ما يستطيعون أو على أن يُزحزِحوها قليلاً عن مكانها مَا يستطيعون، طيب إذاً الذي ما يستطيع يغيّرها لا زماناً ولا مكاناً ما يستطيع أن يجلِبها ويأتي بنهار أبداً ولهذا قال سبحانه وتعالى: من إله غير الله بزعمكم يأتيكم بضياء نهار تطلبون فيه المعيشة، مَن مبتدأ وإله خبره وغير الله صفته ويأتيكم حال من إله .. يعني أي إله يأتيكم بضياء، يقول المؤلف: "
على زعمكم" هذا ما يفطن له إلا إنسان فاهم في اللغة العربية، لأن مَن يُسْتفهم بها عن التعيين فتقبَل التعدد، لأن التعيين إنما يُطلب متى؟ عند التعدد، إذا تعددت الأشياء طُلِب التعيِين، فإذا قلت: من قام؟ فأنا الآن أثبتُّ بهذا الاستفهام أن عدداً من الناس قد قام، ولكني أستفهم عن تعيين هذا القائم، فإذا يقول: من إله غير الله معناه الآن .. أثبتُ في الآية أن هناك آلهة والمطلوب بمن ايش؟ التعيين عيِّنوا لي الإله الذي يأتيكم، هل حقيقةُ الأمر أن هناك آلهة متعددة، ولهذا قال المؤلف: "بزعمكم" يعني إذا كنتم تزعمون أن هناك آلهة فمَن الإله الذي يأتيكم بضياء؟ ويكون هذا أبلغ في التحدي، لو قال: هل إله غير الله صار هنا الاستفهام عن وجود إله لا عن تعيينه الإله، لكن الاستفهام عن تعيينه أبلغُ في التحدي، يعني: حتى على زعمكم أن هذه آلهة فإننا نتحداكم أين الإله الذي يأتي بهذا الشيء؟ إذا قلتم: والله ما عندنا أحد من الآلهة يفعل هذا. تبين أن ألوهيتها باطلة، لأن الإله لا بد أن يكون قادرا سميعاً بصيراً إلى آخر ال..، الظاهر إني أتكلم باللغة الانجليزية الآن ولّا واضح؟ واضح؟ من يُطلب بها؟
الطالب: التعيين.

الشيخ : التعيين للمتعدد، يطلب منها التعيين للمتعدد، وهنا من إله يقتضِى أن هناك آلهة متعددة، وهذا ليس على حقيقته بل على زعم هؤلاء المشركين زعمهِم أن فيه إله مستحِق وإذا كان كذلك على زعمكم مستحقاً العبادة فلتكن قادرة إذا لم تقدِر فليست مستحَقَّة للعبادة، يأتيكم بضياء الباء هنا للتعدية يعني يجلب إليكم الضياء، وقال: ضياء، لأنه علامة النهار بل إنه هو النهار في الواقع إما علامته أو هو هو النهار، أفلا تسمعون ذلك سماع تفهُّم فترجعون عن الإشراك"
أفلا تسمعون يعني أصُمَّتْ آذانكم فلا تسمعون، والمراد بالاستفهام هنا سمع التفهم الذي يرتِدِع به المرء عن غيه، أما مجرد سمع الإدراك اللي ما .... هنا قد يقول قائل: لماذا لم يقل: أفلا تبصرون لأنّ النهار هو والإبصار فيه أظهر بل قال: أفلا تسمعون نقول: لأنه تبيين لقوله: عليكم الليل سرمدا والليل محل رؤية ولا محل سمع؟ محل سمع ولهذا قال: أفلا تسمعون وليس تبيين على آخر الآية التي من إله غير الله يأتيكم بضياء فهو تبيين على أول الآية المعنى: أنكم لا تسمعون سمعا تستفيدون منه، لأن الليل هو محَل السمع وليس محل الرؤيا نعم...

Webiste