تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << فأنجيناه وأصحاب السفينة... - ابن عثيمين فَأَنجَيْنَاهُ  أي نوحًا " مِن هذا الطوفان العظيم  وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ  وأصحابَ أصحاب وش المعطوف عليه؟ على الهاء في قوله:  أَنجَيْنَاهُ  يعني وأنج...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناهآ ءاية للعالمين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فَأَنجَيْنَاهُ أي نوحًا " مِن هذا الطوفان العظيم وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وأصحابَ أصحاب وش المعطوف عليه؟ على الهاء في قوله: أَنجَيْنَاهُ يعني وأنجينا أيضًا أصحاب السفينة يعني أهلَها أي الذين كانوا معه فيها وهم المؤمنون أهل نوح كلّهم إلا ابنَه الكافِر، والمؤمنون مِن قومه وكذلك أيضًا الحيوانات مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ [هود:40] كُل اللي على وجه الأرض يعيش مِن الحيوانات حمل في هذه السفينة يعني معاهم كل شيء على الأرض، هؤلاء أصحاب السفينة نجَوْا وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ [العنكبوت:15] جعلْنَاها عبرةً للعالمين جعلْنَاها الضمير في جعلنَاها أي القِصَّة أو جعلنَاها أي السفينة، هو يؤيد أنَّها السفينة أنها لأقرب مذكور، ويؤيد العموم أنَّ العبرة ليست في السفينة فقط بل في السفينَة وفي القصة حيث أنَّه بقي هذه المدة الطويلة ولم يؤمِن معه إلا قليل وحصل هذا الغرق العظيم الذي لا نظِيرَ في ما نعلم، فهي آية للعالمين، وأمَّا أنَّها السفينة فإنَّ الله تعالى يقول: وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ [يس:42] وخلقْنَا لهم مِن مثلِه أي مِن مثل الفلك المشحُون الذي نجا به نوح ما يركَبُون فصارَ أوَّل من صنَع السفن نوح، أوَّل مَن صنَعها نوح ثمَّ أخذَها الناس منه، وهذا تأمل الحكمة في قوله تعالى: وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ [القمر:13] ولا قال وحملْناه على السفينة ليش؟ تنبيهًا على المواد التي يسمُّونها الموَاد الخام في صُنْعِ السفينة وش هي؟ الألْوَاح والدسر يعني المسامير، يعني معناها أنها تُصنَع من الألواح والمسامير علشان يعرف الناس بذلك وهذا هو الواقع كل الناس عرفوا بها وتطورت... وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، وقوله: وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ بعض العلماء يقول "جعلناها أي السفينةَ عينًا وأنَّ هذه السفينة بقيَت في الأمم حتى أدرَكَتها آخرُ الأمم وهُم أَوَّلُ هذه الأمة، فيُقَال: إنَّ أجزاء هذه السفينة أنه بقي موجودًا إلى أن أدرَكَه أوَّلُ هذه الأمة على الجُودِي الذي استَوَتْ عليه" وهذا فيه نظر، والقول الثاني إنَّ الهاء في قوله: وَجَعَلْنَاهَا يعود على السفينة بِاعتبار الجنس لا باعتبار الشَّخْص، باعتبار الجنس وليس باعتبار الشخص فالضَّمِير يعود إليها باعتبار جنسِها كقولِه تعالى: وَلَقَد زَّيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا جعلْنَاها أي الشهب التي تَخرُج مِن هذه المصابيح رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ [الملك:5] وكما في قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً جعلناه مَن باعتبار جنسه ولا باعتبار شخصه؟ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ [المؤمنون:13] الإنسان باعْتِبار شخصه ولا باعتبار جنسه؟ ... ما في ضمير الأول ... وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ أي الإنسان نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ هذا الضمير يعود على الإنسان باعتبار جنسه أو باعتبار شخصِه؟
الطالب: باعتبار جنسه، لأن الأول ..

الشيخ : لا تُعَلِّل .... من يقول؟ مَن يوافق أو يخالف؟ باعتبار الجنس أي نعم، ما يصلُح أن يكون باعتبار الشخص، لأنه.. آدم هو ليس في الأرحام هل آدم الذي خُلِق مِن سلالة مِن طين يكون في الأرحام نطفةً في قرار مكين؟ لا، ولكن ثم جعلناه أي الإنسان باعتِبار جنسه، فالضمير يعود إلى الإنسان باعتبار الجنس لا باعتبار الشخص، فعلى هذا يكون قوله تعالى هنا: وَجَعَلْنَاهَا أي السفينة باعتبار جنسِه ولا باعتبار شخصه؟ يعني ..السفينة ولَّا جنس السفينة؟ نعم فيها قولان للعلماء أنا قلت لكم: بعض العلماء يقول أنها بقيت هذه السفينة شَخصُها بقيت حتى أدركته آخرُ الأمم هذه الأمة وعلى هذا يكون جَعَلْنَاهَا أي السفينة عينًا، وبعضهم يقول: لا سفينة نوح لها قرون عظيمة تكسَّرَت وأتلفتها الرياح والشمس والناس راحت لكن جَعَلْنَاهَا أي السفينة باعتبار الجنس ..... السفينة هي التي نتكلم عليها أي نعم ........ على كل حال المسألة فيها قولان لأهل العلم إمَّا باعتبار الشخص وإمَّا باعتبار الجنس، نعم وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ العالَمِين المراد بالعالمين هنا مَن بعدهم مِن الناس كما قال المؤلف: "
لِمَن بعدهم مِن الناس إن عَصَوْا رسلهم " وهذا مِن المؤلف كأنه يقول: إنَّ الضمير في جعلناها يعود على القصَّة كلها وأنَّها عبرة للعالمين إن عصَوْا رسلهم فسيَحِلّ بهم مِن العقوبة ما حلَّ بقوم نوح وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ " لِمَن بعدهم من الناس إن عصَوا رسلهم وعاشَ نوح بعد الطوفان ستين سنة " يصير وأربعين قبل البعثة وستين سنة بعد الطوفان مئة سنة، وتسعمائة وخمسين: ألف وخمسين سنة، لكن عاد المؤلف قال: ستين سنة أو أكثَر حتى كثر الناس "يعني إنَّه ما جزم بأنَّه ما بقي إلا أربعين سنة بعد الطوفان وحِنَّا نقول: ليس لنا فائدة مِن معرفة كم لَبِث قبل الرسالة ولا مِن معرفة كم لبث بعد الطوفان {انتبه يا سامي!....} لأنَّ المهم ما هي؟ المهم القصة المهِم هو القصة، إن هذا أوَّل الرسل عليه الصلاة والسلام ومع ذلك وجد مِن قومه مِن المعارضات والاستكبار ورَدِّ دعوته ما لم يجِدْه نبي مثله، لأننا ما نعلم أن نبيًّا بقي في قومه ألْف سنة إلا خمسين عامًا إلَّا نوح

Webiste