قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء راشدين , خلفوه في أمته علما ودعوة وولاية على المؤمنين , و بأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال : " ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلفاء راشدين ".
فنحن نؤمن بالخلافة الراشدة، وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. نؤمن بأن هؤلاء خلفاء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلفوه في أمته علما ودعوة وولاية على المؤمنين. يعني هؤلاء الخلفاء خلفوا النبي عليه الصلاة والسلام في الأمة علما، فعندهم من العلم ما ليس عند غيرهم، ودعوة، فهم دعاة إلى الله وإلى دين الله، وولاية على المؤمنين، لهم الولاية والسيطرة التامة على المؤمنين، ولهذا يسمون أمراء ايش؟ أمراء المؤمنين، فيقال أمير المؤمنين عمر، أمير المؤمنين عثمان، وأمير المؤمنين علي، أما أبو بكر فجمع بين أمرين: بين كونه خليفة رسول الله، وأمير المؤمنين. ولهذا لا نقول إنه خليفة وليس أمير المؤمنين، بل هو أمير المؤمنين وخليفة. ولا يوجد أحد من الأمة يصدق عليه أنه خليفة رسول الله إلا من؟ أبو بكر. عمر خليفة أبي بكر، استخلفه أبو بكر على المؤمنين، عثمان كذلك خليفة عمر، لكن الخليفة لرسول الله هو أبو بكر، وهل هو أمير المؤمنين؟ نعم نعم.
ويدل على أنه قد يقتصر على الوصف الخاص مع وجود الوصف العام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: ليت أنا نرى إخواننا، ليت أنا نرى إخواننا. قالوا يا رسول الله: ألسنا إخوانك؟ قال: لا، أنتم أصحابي هل المعنى أنتم أصحابي ولستم إخواني؟ لا، بل أنتم أصحابي، والصحبة أخص من الأخوة.
انتبه لئلا يلتبس عليكم الأمر، أحيانا ينفي النبي صلى الله عليه وسلم وصفا لوجود وصف أخص منه، لوجود وصف هو أخص منه. فهنا _منذر اسمك منذر؟ مدثر وين رحت؟ والعقل ادثر أو لا؟ ها؟ معي؟ مكشوف؟ طيب_
أقول : إن الرسول قال: لستم إخواني ولكنكم أصحابي، إنما إخواني الذين يأتون من بعدي ويؤمنون بي أو كما قال. فهنا لا نقول: إنه لما قال أنتم أصحابي نفى أن يكونوا إخوته، لكن ذكر ما هو أخص من الأخوة، وهو الصحبة. طيب.
نقول: أبو بكر خليفة الرسول، وأمير المؤمنين أيضا؟ وأمير المؤمنين، لأن إمرته على المؤمنين ثابتة بإجماع المؤمنين، كل المسلمين بايعوا له، كل المؤمنين يشهدون بأنه خير هذه الأمة بعد نبيها، حتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يعلن على منبر الكوفة وهو خليفة المؤمنين وهو أمير المؤمنين يعلن صراحة بأن خير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر.
والعجب أن الرافضة يدّعون ولايتهم لعلي وهم يكذبون علي بن بأبي طالب، لأنه إذا قال: خير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر وهو قد بايع أبو بكر وبايع عمر يعني أنه ايش؟ كذاب فيما يقول، وأنه منافق، بايع على خلاف ما في قلبه، وهذا أكبر طعن في علي بن أبي طالب، ويدعون أنهم أولياؤه، وما كانوا أولياءه، إن أولياؤه إلا المؤمنون.
فعلى كل حال نحن نقول: خير، نعم، نقول: إن للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء خلفوه في الأمة علما ودعوة وولاية، فهم خلفاء الرسول في أمته في هذه الأمور الثلاثة.
" وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق ". نؤمن بهذا أنه أفضلهم وأنه أحقهم بالخلافة. أما كونه أفضلهم، فلأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الرجال أحب إليك؟ قال: أبو بكر صراحة، أي الرجال أحب إليك؟ قال : أبو بكر ، وقال على المنبر: لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر والخليل هو صافي المحبة البالغ ذروتها. ولهذا امتنع الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجعل له من أمته خليلا، لأن قلبه قد امتلأ بإيش؟ بمحبة الله عز وجل طيب.
ونؤمن كذلك بأنه أحقهم بالولاية، هو أفضلهم وأحبهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه أحقهم بالولاية لوجود شواهد:
أولا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خلفه على أمته في إمامة الصلاة، والصلاة أفضل شعائر الإسلام، فجعله خليفة له عليهم في أعظم شعائر دينهم وهي الصلاة، فكيف لا يكون خليفة في أمور دنياهم؟
ثانيا : أن الرسول عليه الصلاة والسلام خلفه على أمته في قيادة الحجيج، سنة كم؟ تسع من الهجرة، جعله الأمير على الحجاح، والحجاج كما تعلمون واسعو الدائرة، دائرتهم أوسع ممن في المدينة، فجعله هو الأمير عليهم.
ثالثا : أن الرسول قال : لا يبقى في المسجد باب إلا سدّ إلا باب أبي بكر مما يدل على أنه الخليفة بعده حتى يسهل وصول الناس إليه، لأن بابه في المسجد، وحتى يسهل وصوله هو أيضا إلى الناس.
رابعا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لامرأة أتته في حاجة، فوعدها العام القادم. فقالت : أرأيت إن لم أجدك؟ قال: فائت أبا بكر . وهذا كالنص الصريح على أنه ايش؟ الخليفة من بعده.
أيضا قال: يأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر . والأدلة على هذا كثيرة، فلا شك أن أبا بكر رضي الله عنه هو أفضل الأمة وأحقهم بخلافة النبي صلى الله عليه وسلم.
" ثم بعد ذلك عمر ". عمر الذي حصلت له البيعة في عهد أبي بكر، يعني: أن أبا بكر عهد إلى عمر بخلافة المسلمين، وإذا كان هو خليفة المسلمين، فتصرفه في الخليفة أو في تولية الخليفة نافذ ولا غير نافذ؟ نافذ لا شك. إذن توليته لعمر تولية صحيحة بمقتضى الشريعة، لأنه ما دام خليفة على المسلمين فله أن يخلف من يراه أهلا للخلافة. وهل خلف أبو بكر ابنه عبدالله أو ابنه عبد الرحمن أو أقاربه؟ لا. خلّف رجلا يرى أنه خير الأمة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يعني أنه لا يتهم رضي الله عنه في كونه خلّف عمر.
بعد ذلك يقول : " ثم عثمان بن عفان ". عثمان بن عفان تولى عن طريق الانتخاب، لكنه ليس انتخاب الغربيين المبني على الدينار والدرهم، بل انتخاب الحقّ والعدل.
عمر رضي الله عنه شديد الورع، شديد الورع، وكأنه عند موته لم ير أحدا بعينه أحقّ من غيره، وإلا لكان له أسوة بأبي بكر، لكنه لم ير أحدا بعينه أحقّ من غيره، فكان يسلّي نفسه يقول: إن استخلف فقد استخلف أبو بكر، وإن لم أستخلف فقد ترك الاستخلاف من هو خير مني يعني: الرسول عليه الصلاة والسلام. فرأى رضي الله عنه بثاقب رأيه أن يجعل المسألة شورى بين من توفي عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام وهو راض عنهم، يتشاورون من يتولى الخلافة. وهل جعل لابنه حظا منها؟ لا، ابن عمر قال: يشارك، لكنه لا يشارك في الرأي، يحضر الجلسات فقط، تطييبا لقلبه.
وعلى هذا فنقول: إن استخلاف عثمان وقع على المنهج الصحيح السليم، لأنه انتخب من بين أعضاء وضعهم من؟ عمر وهو الخليفة. فهؤلاء الأعضاء نصبوا بمقتضى الشريعة، ثم انتخبوا عثمان أيضا بمقتضى الشريعة، لأنهم حينما انتخبوا عيّنوا عثمان وعليا، ثم عرضوا على علي أن يقوم بحقها وما ذكروا من شروط، لكنه تهيب ذلك رضي الله عنه، فقبلها عثمان، فصار الخليفة حتى عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأنه سلّم وعاهد كما عاهد غيره.
من بقي من هؤلاء؟ علي بن أبي طالب.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه آلت إليه الخلافة بلا شك بعد عثمان، ولكنه لم تكن الخلافة في عهده محل اتفاق. خرج عليه من خرج، لكن بتأويل حسابهم على الله تعالى فيه. وحصلت الفتن، من بعد مقتل عثمان حصلت الفتن العظيمة والتفرق، وجعل بأس الناس بينهم. ولكنا مع ذلك نحن نقرّ بأن الخليفة هو علي بن أبي طالب، وأنه لا حق لمعاوية ولا غيره في الخلافة. وبعد موت علي صار الخليفة من بعده الحسن ابنه الحسن رضي الله عنه، خليفة، يعني خليفة بمقتضى الشريعة، ولكنه لتوفيقه وتسديده وسيادته وشرفه تنازل عن الخلافة بعد ستة أشهر، حين تمت الثلاثون السنة التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام: الخلافة بعدي ثلاثون سنة تنازل عنها لمعاوية تنازلا شرعيا ولا غير شرعي؟ شرعي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى ذلك في قوله للحسن: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين فنال السيادة في الدنيا والآخرة رضي الله عنه.
أخوه الحسين شاركه في السيادة في الآخرة حين قال الرسول عليه الصلاة والسلام: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . لكن السيادة في الدنيا والآخرة إنما هي للحسن رضي الله عنه، وهو أفضل من الحسين بلا شك لما له من الأيادي الفاضلة والمنة على المؤمنين عموما، حيث تنازل عن الخلافة التي يسعى إليها أكثر الناس، تنازل عنها من أجل ايش؟ من أجل الإصلاح وحقن الدماء، فهو حقيقة هو الذي فدى الناس بتنازله عن الخلافة، فجزاه الله خيرا عن أمة محمد.
إذن الخلفاء الراشدون هم هؤلاء الأربعة رضي الله عنهم.
قال: " وهكذا كانوا في الخلافة " إن شاء الله في الدرس القادم.
الصفحة التي قبلها " ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وهكذا كانوا ".
فنحن نؤمن بالخلافة الراشدة، وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. نؤمن بأن هؤلاء خلفاء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلفوه في أمته علما ودعوة وولاية على المؤمنين. يعني هؤلاء الخلفاء خلفوا النبي عليه الصلاة والسلام في الأمة علما، فعندهم من العلم ما ليس عند غيرهم، ودعوة، فهم دعاة إلى الله وإلى دين الله، وولاية على المؤمنين، لهم الولاية والسيطرة التامة على المؤمنين، ولهذا يسمون أمراء ايش؟ أمراء المؤمنين، فيقال أمير المؤمنين عمر، أمير المؤمنين عثمان، وأمير المؤمنين علي، أما أبو بكر فجمع بين أمرين: بين كونه خليفة رسول الله، وأمير المؤمنين. ولهذا لا نقول إنه خليفة وليس أمير المؤمنين، بل هو أمير المؤمنين وخليفة. ولا يوجد أحد من الأمة يصدق عليه أنه خليفة رسول الله إلا من؟ أبو بكر. عمر خليفة أبي بكر، استخلفه أبو بكر على المؤمنين، عثمان كذلك خليفة عمر، لكن الخليفة لرسول الله هو أبو بكر، وهل هو أمير المؤمنين؟ نعم نعم.
ويدل على أنه قد يقتصر على الوصف الخاص مع وجود الوصف العام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: ليت أنا نرى إخواننا، ليت أنا نرى إخواننا. قالوا يا رسول الله: ألسنا إخوانك؟ قال: لا، أنتم أصحابي هل المعنى أنتم أصحابي ولستم إخواني؟ لا، بل أنتم أصحابي، والصحبة أخص من الأخوة.
انتبه لئلا يلتبس عليكم الأمر، أحيانا ينفي النبي صلى الله عليه وسلم وصفا لوجود وصف أخص منه، لوجود وصف هو أخص منه. فهنا _منذر اسمك منذر؟ مدثر وين رحت؟ والعقل ادثر أو لا؟ ها؟ معي؟ مكشوف؟ طيب_
أقول : إن الرسول قال: لستم إخواني ولكنكم أصحابي، إنما إخواني الذين يأتون من بعدي ويؤمنون بي أو كما قال. فهنا لا نقول: إنه لما قال أنتم أصحابي نفى أن يكونوا إخوته، لكن ذكر ما هو أخص من الأخوة، وهو الصحبة. طيب.
نقول: أبو بكر خليفة الرسول، وأمير المؤمنين أيضا؟ وأمير المؤمنين، لأن إمرته على المؤمنين ثابتة بإجماع المؤمنين، كل المسلمين بايعوا له، كل المؤمنين يشهدون بأنه خير هذه الأمة بعد نبيها، حتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يعلن على منبر الكوفة وهو خليفة المؤمنين وهو أمير المؤمنين يعلن صراحة بأن خير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر.
والعجب أن الرافضة يدّعون ولايتهم لعلي وهم يكذبون علي بن بأبي طالب، لأنه إذا قال: خير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر وهو قد بايع أبو بكر وبايع عمر يعني أنه ايش؟ كذاب فيما يقول، وأنه منافق، بايع على خلاف ما في قلبه، وهذا أكبر طعن في علي بن أبي طالب، ويدعون أنهم أولياؤه، وما كانوا أولياءه، إن أولياؤه إلا المؤمنون.
فعلى كل حال نحن نقول: خير، نعم، نقول: إن للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء خلفوه في الأمة علما ودعوة وولاية، فهم خلفاء الرسول في أمته في هذه الأمور الثلاثة.
" وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق ". نؤمن بهذا أنه أفضلهم وأنه أحقهم بالخلافة. أما كونه أفضلهم، فلأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الرجال أحب إليك؟ قال: أبو بكر صراحة، أي الرجال أحب إليك؟ قال : أبو بكر ، وقال على المنبر: لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر والخليل هو صافي المحبة البالغ ذروتها. ولهذا امتنع الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجعل له من أمته خليلا، لأن قلبه قد امتلأ بإيش؟ بمحبة الله عز وجل طيب.
ونؤمن كذلك بأنه أحقهم بالولاية، هو أفضلهم وأحبهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه أحقهم بالولاية لوجود شواهد:
أولا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خلفه على أمته في إمامة الصلاة، والصلاة أفضل شعائر الإسلام، فجعله خليفة له عليهم في أعظم شعائر دينهم وهي الصلاة، فكيف لا يكون خليفة في أمور دنياهم؟
ثانيا : أن الرسول عليه الصلاة والسلام خلفه على أمته في قيادة الحجيج، سنة كم؟ تسع من الهجرة، جعله الأمير على الحجاح، والحجاج كما تعلمون واسعو الدائرة، دائرتهم أوسع ممن في المدينة، فجعله هو الأمير عليهم.
ثالثا : أن الرسول قال : لا يبقى في المسجد باب إلا سدّ إلا باب أبي بكر مما يدل على أنه الخليفة بعده حتى يسهل وصول الناس إليه، لأن بابه في المسجد، وحتى يسهل وصوله هو أيضا إلى الناس.
رابعا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لامرأة أتته في حاجة، فوعدها العام القادم. فقالت : أرأيت إن لم أجدك؟ قال: فائت أبا بكر . وهذا كالنص الصريح على أنه ايش؟ الخليفة من بعده.
أيضا قال: يأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر . والأدلة على هذا كثيرة، فلا شك أن أبا بكر رضي الله عنه هو أفضل الأمة وأحقهم بخلافة النبي صلى الله عليه وسلم.
" ثم بعد ذلك عمر ". عمر الذي حصلت له البيعة في عهد أبي بكر، يعني: أن أبا بكر عهد إلى عمر بخلافة المسلمين، وإذا كان هو خليفة المسلمين، فتصرفه في الخليفة أو في تولية الخليفة نافذ ولا غير نافذ؟ نافذ لا شك. إذن توليته لعمر تولية صحيحة بمقتضى الشريعة، لأنه ما دام خليفة على المسلمين فله أن يخلف من يراه أهلا للخلافة. وهل خلف أبو بكر ابنه عبدالله أو ابنه عبد الرحمن أو أقاربه؟ لا. خلّف رجلا يرى أنه خير الأمة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يعني أنه لا يتهم رضي الله عنه في كونه خلّف عمر.
بعد ذلك يقول : " ثم عثمان بن عفان ". عثمان بن عفان تولى عن طريق الانتخاب، لكنه ليس انتخاب الغربيين المبني على الدينار والدرهم، بل انتخاب الحقّ والعدل.
عمر رضي الله عنه شديد الورع، شديد الورع، وكأنه عند موته لم ير أحدا بعينه أحقّ من غيره، وإلا لكان له أسوة بأبي بكر، لكنه لم ير أحدا بعينه أحقّ من غيره، فكان يسلّي نفسه يقول: إن استخلف فقد استخلف أبو بكر، وإن لم أستخلف فقد ترك الاستخلاف من هو خير مني يعني: الرسول عليه الصلاة والسلام. فرأى رضي الله عنه بثاقب رأيه أن يجعل المسألة شورى بين من توفي عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام وهو راض عنهم، يتشاورون من يتولى الخلافة. وهل جعل لابنه حظا منها؟ لا، ابن عمر قال: يشارك، لكنه لا يشارك في الرأي، يحضر الجلسات فقط، تطييبا لقلبه.
وعلى هذا فنقول: إن استخلاف عثمان وقع على المنهج الصحيح السليم، لأنه انتخب من بين أعضاء وضعهم من؟ عمر وهو الخليفة. فهؤلاء الأعضاء نصبوا بمقتضى الشريعة، ثم انتخبوا عثمان أيضا بمقتضى الشريعة، لأنهم حينما انتخبوا عيّنوا عثمان وعليا، ثم عرضوا على علي أن يقوم بحقها وما ذكروا من شروط، لكنه تهيب ذلك رضي الله عنه، فقبلها عثمان، فصار الخليفة حتى عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأنه سلّم وعاهد كما عاهد غيره.
من بقي من هؤلاء؟ علي بن أبي طالب.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه آلت إليه الخلافة بلا شك بعد عثمان، ولكنه لم تكن الخلافة في عهده محل اتفاق. خرج عليه من خرج، لكن بتأويل حسابهم على الله تعالى فيه. وحصلت الفتن، من بعد مقتل عثمان حصلت الفتن العظيمة والتفرق، وجعل بأس الناس بينهم. ولكنا مع ذلك نحن نقرّ بأن الخليفة هو علي بن أبي طالب، وأنه لا حق لمعاوية ولا غيره في الخلافة. وبعد موت علي صار الخليفة من بعده الحسن ابنه الحسن رضي الله عنه، خليفة، يعني خليفة بمقتضى الشريعة، ولكنه لتوفيقه وتسديده وسيادته وشرفه تنازل عن الخلافة بعد ستة أشهر، حين تمت الثلاثون السنة التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام: الخلافة بعدي ثلاثون سنة تنازل عنها لمعاوية تنازلا شرعيا ولا غير شرعي؟ شرعي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى ذلك في قوله للحسن: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين فنال السيادة في الدنيا والآخرة رضي الله عنه.
أخوه الحسين شاركه في السيادة في الآخرة حين قال الرسول عليه الصلاة والسلام: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . لكن السيادة في الدنيا والآخرة إنما هي للحسن رضي الله عنه، وهو أفضل من الحسين بلا شك لما له من الأيادي الفاضلة والمنة على المؤمنين عموما، حيث تنازل عن الخلافة التي يسعى إليها أكثر الناس، تنازل عنها من أجل ايش؟ من أجل الإصلاح وحقن الدماء، فهو حقيقة هو الذي فدى الناس بتنازله عن الخلافة، فجزاه الله خيرا عن أمة محمد.
إذن الخلفاء الراشدون هم هؤلاء الأربعة رضي الله عنهم.
قال: " وهكذا كانوا في الخلافة " إن شاء الله في الدرس القادم.
الصفحة التي قبلها " ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وهكذا كانوا ".
الفتاوى المشابهة
- قيل نفضل فنقول أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نت... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث أبي هريرة قال ثم لما توفي رس... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن ع... - ابن عثيمين
- أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لما تُوفي الرس... - الالباني
- أقوال أهل السنة في مسألة أفضل الخلفاء الراشد... - ابن عثيمين
- حدثني محمد بن رافع أخبرنا حجين حدثنا ليث عن... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : مع أن بعض أهل السنة كانوا ق... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : ويقرون بما تواتر به النقل ع... - ابن عثيمين
- رابعا : الرد على من قال أن علي بن أبي طالب ه... - ابن عثيمين
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن للنبي... - ابن عثيمين