تتمة فوائد حديث : ( حتى تطمئن قائماً ) .
ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ... ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : في هذه الرّواية حديث رفاعة فوائد: منها أنّ ما ذكره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الذي به تتمّ الصّلاة وتمامها هنا يتناول الواجب والمستحبّ كما سيتبيّن.
ومن فوائدها أنّ الوضوء شرط لصحّة الصّلاة ويكون سابقا
ومنها وجوب التّرتيب في الوضوء لقوله إيش؟
الطالب : كما أمر الله.
الشيخ : كما أمر الله، ومنها أنّه لو مسح المغسول وغسل الممسوح لم يجزئ، ما هو الممسوح؟
الطالب : الرّأس.
الشيخ : الرّأس، والمغسول؟
الطالب : الباقي.
الشيخ : الباقي، لأنّ قوله: كما أمر الله فهو أمر بغسل الوجه واليدين والرّجلين وأمر بمسح الرّأس فلو مسح المغسول وغسل الممسوح لكان غير صحيح لأنّه لم يتوضّأ كما أمر الله، ولقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ أي مردود على صاحبه، فأما إذا مسح المغسول فلا شكّ أنّ وضوءه لا يصحّ لأنّ المسح دون الغسل ولا يمكن أن يجزئ الأدون عن الأعلى، لكن إذا غسل الممسوح فالغسل أكمل، فيقال في الجواب عن هذا، الغسل أكمل لكن الشّرع أكمل فيجب اعتناق الشّرع والله عزّ وجلّ يقول: ليبلوكم أيّكم أحسن عملا أحسن عملا فإن قال قائل إنّ إيجاب المسح في الرّأس رخصة لأنّه لو أمر النّاس أن يغسلوا رؤوسهم في الوضوء شقّ عليهم ذلك، في أيّام الشّتاء المشقة إيش؟ ظاهرة لأنّ الشّعر سيكون فيه ماء يحتقن فيه الماء، وفيه خطر على الإنسان، في غير أيّام الشّتاء تحصل أذيّة وهي تسرّب الماء من الشّعر إلى البدن والثّياب فيتأذّى بذلك الإنسان
فإذا قال قائل إنّ مسح الرّأس بدلا عن غسله من باب الرّخصة والإنسان إذا فعل ما هو أعظم من الرّخصة فإنّه يصحّ كما لو صام الإنسان في السّفر فله ذلك، فالجواب على هذا أن نقول هذه الرّخصة موافقة تماما لروح الشّريعة الإسلاميّة وهي التّيسير فهذا الرّجل خالف لا من جهة اللفظ فامسحوا برؤوسكم ولا من جهة روح الدّين الإسلامي التّسهيل والتّيسير، وأمّا الصّيام فلولا أنّه ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان يصوم في السّفر لقلنا من صام في السّفر لم يجزئ كما قال ذلك الظّاهريّة، أبو محمّد عليّ بن حزم يقول لو صام في السّفر صيامه غير صحيح لا بدّ يقضي ولكنّ هذا القول مردود على قائله لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم في السّفر ولا إشكال في هذا
طيب لو قال قائل لو غسل ومسح، يعني صبّ الماء على رأسه ثمّ مسحه كالعادة هل يجزئ أو لا؟ ثمّ نقول الخلاف الآن في الصّفة، يعتبر ماسحا لكنّه مسح فيه غلوّ والمسألة فيها خلاف، من العلماء من قال إذا غسل بدل المسح فإنّه لا يصحّ، ومنهم من يقول إن أمرّ يده على رأسه صحّ واعتبر إيش؟
الطالب : المسح.
الشيخ : ولو قال قائل فإنّه لا يصحّ حتّى لو مسح لكان له وجه من أجل المخالفة فامسحوا
ومن فوائد هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أرشد الأمّة إلى فعل أوامر الله لقوله: كما أمر الله وهذه النّقطة مهمّة جدّا أنّ الإنسان يفعل العبادة امتثالا لأمر الله كثير منّا يفعلها على أنّها عبادة واجبة فقط، ولا يستشعر حين الفعل أنّه مطيع لله عزّ وجلّ وهذه تفوتنا كثيرا ونحرم خيرا كثيرا بهذا الفوات، عندما تتوضّأ انو أنّك تمتثل أمر الله عزّ وجلّ حينما قال: فاغسلوا وجوهكم حتى يتمّ لك الإخلاص والانقياد والذّلّ، أيضا تلاحظ شيئا آخر وهو اتّباع الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم والتّأسّي به حتّى تتمّ لك المتابعة مع الإخلاص
شيء ثالث وهو احتساب الأجر لأنّ الإنسان إذا توضّأ خرجت خطايا أعضائه مع آخر قطرة من الماء وكون الإنسان ينوي الاحتساب مهمّ جدّا ولهذا قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: من صام رمضان إيش؟
الطالب : إيمانا واحتسابا.
الشيخ : إيمانا واحتسابا من قام رمضان إيمانا واحتسابا من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا انتبه لهذا أنّك محتسب الأجرَ على الله عزّ وجلّ وهذا يؤدّي إلى أن تحبّ الله عزّ وجلّ حيث كنت ترجو هذا الثّواب وما أكثر الذي يفوتنا من هذه الأمور فنسأل الله أن يوقظنا وإيّاكم.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا بدّ من التكبير وسبق في رواية أبي هريرة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه ينبغي أن نقدّم الثّناء على الله والحمد قبل القراءة لقوله: يحمد الله ويثني عليه هل هناك حمد وثناء؟ نعم سبحانك اللهمّ وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك ، يحمد الله ويثني عليه قلنا هذا دعاء الاستفتاح فإنّه فيه الحمد والثّناء، فهل هذا يرجّح أن تستفتح بسبحانك اللهم وبحمدك أم ماذا؟ اختار ابن القيّم رحمه الله أنّه يرجّح وقال إنّ الاستفتاح بسبحانك اللهمّ وبحمدك أرجح من الاستفتاح بقولك اللهم باعد بيني وبين خطاياي وذكر نحو عشرة أوجه تدلّ على رجحان هذا ذكره في: " زاد المعاد " لكنّه غير مسلّم لأنّ حديث اللهمّ باعد أصحّ بكثير من هذا قد أخرجهما الشّيخان وغيرهما والرّاجح من هذا أن نعمل بهذا تارة وهذا تارة، فتارة نقول في استفتاح الصّلاة بعد تكبيرة الإحرام اللهمّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهمّ نقّني من خطاياي كما ينقّى الثّوب الأبيض من الدّنس، اللهمّ اغسلني من خطاياي بالماء والثّلج والبرد وفي بعض الأحيان نقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك
فلو قال قائل أفلا يمكن أن نجمع بينهما؟ فالجواب لا، لا نجمع بينهما لأنّ أبا هريرة لمّا سأل النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ماذا يقول بين التّكبير والقراءة؟ قال أقول اللهمّ باعد إلى آخره، لو كان يقول سبحانك اللهمّ وبحمدك لذكره، والباقي إن شاء الله في الدّرس القادم لئلاّ نظلم الموفّق رحمه الله، نعم.
السائل : شيخ بارك الله فيك.
ومن فوائدها أنّ الوضوء شرط لصحّة الصّلاة ويكون سابقا
ومنها وجوب التّرتيب في الوضوء لقوله إيش؟
الطالب : كما أمر الله.
الشيخ : كما أمر الله، ومنها أنّه لو مسح المغسول وغسل الممسوح لم يجزئ، ما هو الممسوح؟
الطالب : الرّأس.
الشيخ : الرّأس، والمغسول؟
الطالب : الباقي.
الشيخ : الباقي، لأنّ قوله: كما أمر الله فهو أمر بغسل الوجه واليدين والرّجلين وأمر بمسح الرّأس فلو مسح المغسول وغسل الممسوح لكان غير صحيح لأنّه لم يتوضّأ كما أمر الله، ولقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ أي مردود على صاحبه، فأما إذا مسح المغسول فلا شكّ أنّ وضوءه لا يصحّ لأنّ المسح دون الغسل ولا يمكن أن يجزئ الأدون عن الأعلى، لكن إذا غسل الممسوح فالغسل أكمل، فيقال في الجواب عن هذا، الغسل أكمل لكن الشّرع أكمل فيجب اعتناق الشّرع والله عزّ وجلّ يقول: ليبلوكم أيّكم أحسن عملا أحسن عملا فإن قال قائل إنّ إيجاب المسح في الرّأس رخصة لأنّه لو أمر النّاس أن يغسلوا رؤوسهم في الوضوء شقّ عليهم ذلك، في أيّام الشّتاء المشقة إيش؟ ظاهرة لأنّ الشّعر سيكون فيه ماء يحتقن فيه الماء، وفيه خطر على الإنسان، في غير أيّام الشّتاء تحصل أذيّة وهي تسرّب الماء من الشّعر إلى البدن والثّياب فيتأذّى بذلك الإنسان
فإذا قال قائل إنّ مسح الرّأس بدلا عن غسله من باب الرّخصة والإنسان إذا فعل ما هو أعظم من الرّخصة فإنّه يصحّ كما لو صام الإنسان في السّفر فله ذلك، فالجواب على هذا أن نقول هذه الرّخصة موافقة تماما لروح الشّريعة الإسلاميّة وهي التّيسير فهذا الرّجل خالف لا من جهة اللفظ فامسحوا برؤوسكم ولا من جهة روح الدّين الإسلامي التّسهيل والتّيسير، وأمّا الصّيام فلولا أنّه ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان يصوم في السّفر لقلنا من صام في السّفر لم يجزئ كما قال ذلك الظّاهريّة، أبو محمّد عليّ بن حزم يقول لو صام في السّفر صيامه غير صحيح لا بدّ يقضي ولكنّ هذا القول مردود على قائله لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم في السّفر ولا إشكال في هذا
طيب لو قال قائل لو غسل ومسح، يعني صبّ الماء على رأسه ثمّ مسحه كالعادة هل يجزئ أو لا؟ ثمّ نقول الخلاف الآن في الصّفة، يعتبر ماسحا لكنّه مسح فيه غلوّ والمسألة فيها خلاف، من العلماء من قال إذا غسل بدل المسح فإنّه لا يصحّ، ومنهم من يقول إن أمرّ يده على رأسه صحّ واعتبر إيش؟
الطالب : المسح.
الشيخ : ولو قال قائل فإنّه لا يصحّ حتّى لو مسح لكان له وجه من أجل المخالفة فامسحوا
ومن فوائد هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أرشد الأمّة إلى فعل أوامر الله لقوله: كما أمر الله وهذه النّقطة مهمّة جدّا أنّ الإنسان يفعل العبادة امتثالا لأمر الله كثير منّا يفعلها على أنّها عبادة واجبة فقط، ولا يستشعر حين الفعل أنّه مطيع لله عزّ وجلّ وهذه تفوتنا كثيرا ونحرم خيرا كثيرا بهذا الفوات، عندما تتوضّأ انو أنّك تمتثل أمر الله عزّ وجلّ حينما قال: فاغسلوا وجوهكم حتى يتمّ لك الإخلاص والانقياد والذّلّ، أيضا تلاحظ شيئا آخر وهو اتّباع الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم والتّأسّي به حتّى تتمّ لك المتابعة مع الإخلاص
شيء ثالث وهو احتساب الأجر لأنّ الإنسان إذا توضّأ خرجت خطايا أعضائه مع آخر قطرة من الماء وكون الإنسان ينوي الاحتساب مهمّ جدّا ولهذا قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: من صام رمضان إيش؟
الطالب : إيمانا واحتسابا.
الشيخ : إيمانا واحتسابا من قام رمضان إيمانا واحتسابا من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا انتبه لهذا أنّك محتسب الأجرَ على الله عزّ وجلّ وهذا يؤدّي إلى أن تحبّ الله عزّ وجلّ حيث كنت ترجو هذا الثّواب وما أكثر الذي يفوتنا من هذه الأمور فنسأل الله أن يوقظنا وإيّاكم.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا بدّ من التكبير وسبق في رواية أبي هريرة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه ينبغي أن نقدّم الثّناء على الله والحمد قبل القراءة لقوله: يحمد الله ويثني عليه هل هناك حمد وثناء؟ نعم سبحانك اللهمّ وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك ، يحمد الله ويثني عليه قلنا هذا دعاء الاستفتاح فإنّه فيه الحمد والثّناء، فهل هذا يرجّح أن تستفتح بسبحانك اللهم وبحمدك أم ماذا؟ اختار ابن القيّم رحمه الله أنّه يرجّح وقال إنّ الاستفتاح بسبحانك اللهمّ وبحمدك أرجح من الاستفتاح بقولك اللهم باعد بيني وبين خطاياي وذكر نحو عشرة أوجه تدلّ على رجحان هذا ذكره في: " زاد المعاد " لكنّه غير مسلّم لأنّ حديث اللهمّ باعد أصحّ بكثير من هذا قد أخرجهما الشّيخان وغيرهما والرّاجح من هذا أن نعمل بهذا تارة وهذا تارة، فتارة نقول في استفتاح الصّلاة بعد تكبيرة الإحرام اللهمّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهمّ نقّني من خطاياي كما ينقّى الثّوب الأبيض من الدّنس، اللهمّ اغسلني من خطاياي بالماء والثّلج والبرد وفي بعض الأحيان نقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك
فلو قال قائل أفلا يمكن أن نجمع بينهما؟ فالجواب لا، لا نجمع بينهما لأنّ أبا هريرة لمّا سأل النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ماذا يقول بين التّكبير والقراءة؟ قال أقول اللهمّ باعد إلى آخره، لو كان يقول سبحانك اللهمّ وبحمدك لذكره، والباقي إن شاء الله في الدّرس القادم لئلاّ نظلم الموفّق رحمه الله، نعم.
السائل : شيخ بارك الله فيك.
الفتاوى المشابهة
- فوائد حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال:... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث : ( أن النبي صلى الله عليه و... - ابن عثيمين
- ما حكم الصلاة خلف إمام لا يطمئن في صلاته ؟ - ابن عثيمين
- فوائد حديث ( رأى النبي صلى الله عليه وسلم رج... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اس... - ابن عثيمين
- ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً ) . - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث ( بعث رسول الله صلى الله علي... - ابن عثيمين
- فوائد حديث ( ومسح رسول الله صلى الله عليه وس... - ابن عثيمين
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله... - ابن عثيمين
- ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومث... - ابن عثيمين