فوائد حديث :( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي ... ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الفوائد :
جواز لعن الراشي والمرتشي لكن على سبيل العموم لا التخصيص ، فتقول : لعنة الله على الراشي والمرتشي ، وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لعنهم وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن على سبيل التعيين لا يجوز ، وإن فَعل ، وإن رشا ، لأنه من الممكن أن يهديه الله عز وجل ويسلم من الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، وإذا كان الكافر وهو أشد من المرتشي لا يجوز لعنه بعينه فما بالك بالمرتشي ، لا يجوز من باب أولى ، ولهذا لما صار النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على قوم من العرب : اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا نهاه الله وقال له سبحانه وتعالى : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظلمون .
فكذلك هؤلاء الفسقة الذين لعنوا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن نلعن الإنسان منهم بعينه ، لكن على سبيل العموم ، وبهذا نعرف الفقه في هذه المسألة ، وهي الفرق بين التعيين بالجنس والتعيين بالشخص ، صح ؟!
الطالب : صح .
الشيخ : التعيين بالجنس أوسع ، التعيين بالجنس أن أقول : اللهم العن الرشاة والمرتشين عموما ، لكن بالشخص التعيين بالشخص اللهم العن فلانا لأنه يرتشي لا يجوز ، اللهم العن فلانا لأنه كافر لا يجوز .
لكن لو قلت : لعنة الله على الكافرين ؟
الطالب : يجوز .
الشيخ : جائز للعموم ، وهذا كما أنه في العقوبات فهو كذلك في الثواب ، فلا نشهد لشخص معين بأنه في الجنة ، وإن كان مؤمناً ، ولا نشهد لمن قتل بالجهاد بأنه شهيد وإن قتل فيه ، ولكن نقول كما أرشد إليه عمر رضي الله عنه : من قُتل في سبيل الله أو مات فهو شهيد ، على سبيل العموم ، لأننا لو قلنا بجواز الشهادة بالتعيين لكنا نشهد لكل واحد بأنه في الجنة من المؤمنين وهذا لا يكون ، نعم .
ومن فوائد الحديث : تعظيم أمر الرشوة وأنها من الكبائر ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي .
ومن فوائد الحديث : وجوب القيام بالعدل بين الناس ، لأن الرشوة في الغالب يكون فيها جور حيث إنه يقدَّم الراشي على غيره ، وربما يُحكم له بالباطل مع أن الحق مع غيره ، فإن قال قائل : ما وجه إدخال هذا الحديث في باب الربا ؟ الطالب : أكل المال بالباطل .
الشيخ : نعم ، نقول : وجه ذلك هو أن الجامع بينه وبين الربا أن هذا الأخذ بغير حق من أكل المال بالباطل فهو كالربا .
جواز لعن الراشي والمرتشي لكن على سبيل العموم لا التخصيص ، فتقول : لعنة الله على الراشي والمرتشي ، وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لعنهم وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن على سبيل التعيين لا يجوز ، وإن فَعل ، وإن رشا ، لأنه من الممكن أن يهديه الله عز وجل ويسلم من الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، وإذا كان الكافر وهو أشد من المرتشي لا يجوز لعنه بعينه فما بالك بالمرتشي ، لا يجوز من باب أولى ، ولهذا لما صار النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على قوم من العرب : اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا نهاه الله وقال له سبحانه وتعالى : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظلمون .
فكذلك هؤلاء الفسقة الذين لعنوا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن نلعن الإنسان منهم بعينه ، لكن على سبيل العموم ، وبهذا نعرف الفقه في هذه المسألة ، وهي الفرق بين التعيين بالجنس والتعيين بالشخص ، صح ؟!
الطالب : صح .
الشيخ : التعيين بالجنس أوسع ، التعيين بالجنس أن أقول : اللهم العن الرشاة والمرتشين عموما ، لكن بالشخص التعيين بالشخص اللهم العن فلانا لأنه يرتشي لا يجوز ، اللهم العن فلانا لأنه كافر لا يجوز .
لكن لو قلت : لعنة الله على الكافرين ؟
الطالب : يجوز .
الشيخ : جائز للعموم ، وهذا كما أنه في العقوبات فهو كذلك في الثواب ، فلا نشهد لشخص معين بأنه في الجنة ، وإن كان مؤمناً ، ولا نشهد لمن قتل بالجهاد بأنه شهيد وإن قتل فيه ، ولكن نقول كما أرشد إليه عمر رضي الله عنه : من قُتل في سبيل الله أو مات فهو شهيد ، على سبيل العموم ، لأننا لو قلنا بجواز الشهادة بالتعيين لكنا نشهد لكل واحد بأنه في الجنة من المؤمنين وهذا لا يكون ، نعم .
ومن فوائد الحديث : تعظيم أمر الرشوة وأنها من الكبائر ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي .
ومن فوائد الحديث : وجوب القيام بالعدل بين الناس ، لأن الرشوة في الغالب يكون فيها جور حيث إنه يقدَّم الراشي على غيره ، وربما يُحكم له بالباطل مع أن الحق مع غيره ، فإن قال قائل : ما وجه إدخال هذا الحديث في باب الربا ؟ الطالب : أكل المال بالباطل .
الشيخ : نعم ، نقول : وجه ذلك هو أن الجامع بينه وبين الربا أن هذا الأخذ بغير حق من أكل المال بالباطل فهو كالربا .
الفتاوى المشابهة
- بيان حكم لعن المؤمن - ابن عثيمين
- يقول سمعت حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسل... - ابن عثيمين
- دفع الرشوة في سبيل الحصول على شيء - اللجنة الدائمة
- شرح قول المصنف : وعن علي بن أبي طالب - رضي ا... - ابن عثيمين
- قلتم أنه لا يجوز لعن المعين فكيف الجواب عن ق... - ابن عثيمين
- باب جواز لعن بعض أصحاب المعاصي غير المعينين:... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث: (وعن عبد الله بن عمرو بن العا... - ابن عثيمين
- لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والم... - ابن عثيمين
- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما... - ابن عثيمين
- عقوبة الراشي والمرتشي - ابن باز
- فوائد حديث :( لعن رسول الله صلى الله عليه وس... - ابن عثيمين