الشيخ : الأفضل أن يقوم من السجود ناهضاً على صدور قدميه معتمداً على ركبتيه ، هذا هو الأفضل ، فإن لم يستطع لكبر أو مرض فإنه يعتمد بيديه على الأرض إما مبسوطتين أو مضمومتين ، الأمر في هذا واسع .
لكن متى قدر على أن يقوم بدون اعتماد فهو الأفضل ، كما أن العكس كذلك إذا أراد السجود فليبدأ بركبتيه قبل يديه ، إلا أن يكون عاجزاً فلا حرج أن يقدم يديه ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير" .
يعني لا يقدم يديه ، لأن العير كما هو مشاهد إذا أراد البروك قدم اليدين ، ثناهما ثم برك .
فإن قال قائل : إن آخر الحديث الذي سقتم فيه : "وليبدأ بيديه قبل ركبتيه" ؟.
فالجواب : أن هذه الجملة منقلبة على الراوي ، لأنها تنافي أول الحديث فأول الحديث يقول : "لا يبرك كما يبرك البعير" وإذا نظرنا إلى البعير وجدنا أنه يقدم يديه ، وأن صواب العبارة : وليبدأ بركبتيه قبل يديه .
فإن قال قائل : ركبة البعير في يديه ، وإذا سجد على ركبتيه أولاً فقد شابه البعير حيث أن البعير يضع الركبتين قبل ؟.
فالجواب : أن هذا غفلة عن معنى الحديث ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن الكيفية لا عن العضو المسجود عليه فقال : "لا يبرك كما يبرك البعير" ولم يقل : لا يبرك على ما يبرك على ما يبرك عليه البعير ، والفرق بين التعبيرين واضح ، يعني لو قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يبرك على ما يبرك عليه البعير ، قلنا : لا تبدأ بالركبتين ، لكن قال : "فلا يبرك كما يبرك البعير" وهذا نهي عن الكيفية لا عن العضو الذي يسجد عليه ، وهذا أمر واضح ، لكنه يحتاج إلى تأمل وتطبيق على ما يبرك عليه البعير .
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين .