السائل : ... .
الشيخ : يديه ؟ " الجميع يضحك " .
السائل : ... .
الشيخ : أما صاحبنا ... يديه .
السائل : ... هو قال : ركبتيه ، وأنا أقول : يديه ، وركبتا الجمل في يديه .
الشيخ : ... تقول : اليدين ، لأن اليدين موضوعتان ... يمشي على أربع ، وإنما يضع ركبتيه فعلًا ، فإذًا لماذا المصلين اليوم يضعون ركبهم ؟
السائل : مخالفة .
الشيخ : مخالفة .
السائل : للبعير ! " الجميع يضحك " .
الشيخ : هي موافقة للبعير ، الشاهد ما جاء بعد ، الحديث هكذا : "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير" ، هل من سائل يقول : فماذا نفعل ؟ قال : "فليضع يديه قبل ركبتيه" ، هكذا الحديث في " سنن أبي داود " وغيره بسند جيد ، جاء الحديث في " مصنف ابن أبي شيبة " بلفظ : "وليضع ركبتيه قبل يديه" ... هذا حديث مقلوب انقلب على الراوي ؛ لأن الراوي الذي قال هذه اللفظة هو عبد الله بن سعيد ابن أبي سعيد المقبري ، وهو ... مُتَّهم بالكذب ، فانقلب عليه الحديث ، ولعله هو أصل هذا الوهم الشائع أو الخطأ الشائع بين الناس حيث يبركون على ركبهم كما يبرك البعير ، فلذلك الحديث المقلوب له نماذج ، هذا مثاله ، وقد غيَّر من صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - من الناس الشيء الكثير ، كذلك انقلب حديث تحريك الإصبع من التشهد إلى ما بين السجدتين ، وهو خطأ بلا شك ، لكن بعض مَن له مشاركة حديثة في علم التصحيح والتضعيف نظرَ نظرة سريعة بإسناد الحديث الذي فيه تحريك الإصبع ... قال : هذا إسناد صحيح ، هو كذلك ، لكن إذا ما عُورض برواية الثقات بالحديث هذا وجدهم متفقون على أن التحريك إنما هو للتشهُّد وليس بين السجدتين ؛ حينئذٍ ينقلب الحكم من الصحة إلى الضعف للشُّذوذ .